الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

ايقاع هادئ لاستفتاء الجنوبيين بالشمال

خالد سعد
بإيقاع هادئ توجه بعض مئات السودانيين الجنوبيين المقيمين في العاصمة الخرطوم وبعض الولايات الشمالية إلى المراكز التي أعدت لهم للمشاركة في الاستفتاء على تقرير المصير.
25.04.2024
الصناديق في انتظار من يعريها اهتماما
الصناديق في انتظار من يعريها اهتماما

وعلى غير العادة شهدت العاصمة الخرطوم في اول ايام الاسبوع انسيابا في حركة المرور، وعزى مراقبون ذلك الى قلق ينتاب بعض الشماليين من احتمال تدهور الاوضاع الامنية مع بداية عملية الاستفتاء. إلا أن الخرطوم لم تشهد أية حوادث في هذا اليوم، وصرح وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود حامد بان الشرطة ملتزمة بحماية الحق الدستوري لمواطني الجنوب الذي يعد أخر استحقاق لاتفاقية السلام الشامل، وتعهد بتأمين عملية الاستفتاء وما بعدها قائلا ان السودان سيقدم للعالم رسالة أخري تؤكد تحضره واحترامه للقانون والدستور وتهيئة الفرص الملائمة لممارسة الحقوق الدستورية في جو معاف.

 

ووصفت الصحف السودانية التي صدرت متزامنة مع بدء تصويت المواطنين الجنوبيين على تقرير مصير إقليمهم الاستفتاء بأنه امتحان كبير تواجهه البلاد، واعتبرت أن الجنوبيين لن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع لتحديد مستقبلهم فحسب، وإنما لتقرير مصير السودان كله.

 

وقالت إن هذا الاستفتاء ربما يؤثر على مستقبل السودان بالكامل سواء صوت الجنوبيون لصالح البقاء ضمن السودان الموحد أو اختاروا إقامة دولة جديدة لهم، مشيرة إلى أنه يأتي في مرحلة دقيقة يكتب تاريخها هذا الأسبوع.

 

واتسمت عناوين بعض الصحف بالحسرة على اتجاه الجنوبيين نحو الانفصال، وربطته بفشل النخب السياسية السودانية التي اعتبرتها المسؤول المباشر عن الأزمات التي تجتاح السودان بين الفينة والأخرى.

 

وقالت صحيفة الصحافة المستقلة في كلمتها الافتتاحية إن نتيجة الاستفتاء غير المفاجئة ستكون حدا فاصلا بين عهدين لم تشهد فيهما العلاقة بين الشمال والجنوب استقرارا ولا سلاما إلا في فترتين من الزمن.

 

وقالت إن إجراء الاستفتاء في موعده وفي أجواء هادئة نسبيا سيعزز الثقة في أن السلام الذي وصل إلى شوطه الأخير لن يذهب بانتهاء العملية.

 

وزادت بأن الشمال والجنوب -وإن افترقا رسميا- تقتضي مصلحتهما تعاونا يفرضه وجود أكثر من 12 مليونا من الرعاة العابرين للحدود بينهما.

 

وكانت ثلاثة مراكز رئيسية في العاصمة الخرطوم قد فتحت أبوابها اليوم الأحد عند الثامنة بالتوقيت المحلي تحت إشراف مفوضية الاستفتاء القومية، بحضور كثيف من المراقبين من الاتحادين الإفريقي والأوروبي والمنظمات المدنية والصحافيين وذلك طبقا للبنود الواردة في اتفاقية السلام الموقعة في نيفاشا عام 2005م.

ومن المقرر ان يصوت حوالي 120 الف من الناخبين الجنوبيين في شمال السودان، ولكن جولة قام بها مراسل موقع \"السودان يصوت\" في الخرطوم، كشفت أن عدد الذين زاروا مراكز الاقتراع في اليوم الاول لم يتجاوز المئات، بعض المراكز خلت تماما من الناخبين عدا بضع اشخاص، خاصة المراكز التي تقع في الأحياء الرئيسية بالعاصمة التي لا  يعيش فيها عدد كبير من الجنوبيين. وقد عزى مراقبون سياسيون ضعف الاقبال على عملية التصويت بالشمال الى ان غالبية الجنوبيين المؤهلين قانونيا للادلاء باصواتهم في استحقاق حق تقرير المصير، غادروا الخرطوم بعد تسجيلهم لاسماءهم في مراكز اقتراع بالشمال.

 

ورافق مراسل \"السودان يصوت\" وفدا من قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة نائب الامين العام ياسر عرمان، حيث زار الوفد عدد من المراكز بالخرطوم للاطمئنان على سير عملية الاقتراع في يومها الاول، وابلغ عرمان الصحافيين من داخل مركز حي \"الصحافة شرق مربع 42\" أنه يأمل ان تكتمل العملية بصورة مرضية للجنوبيين، لكنه دعا الحركة الشعبية الى عدم التوقف عن الحديث عن الوحدة رغم ان الاتجاه السائد يرجح انفصال الجنوب، وقال ان الجنوبيين لن يبتعدوا بالجنوب الى البرازيل ولن يذهب الشمال الى افغانستان، موضحا ان الوقت سيكون متاحا للحديث عن وحدة الشمال والجنوب وفق لاسس ومعايير جديدة.

 

ومن جانبه أكد والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر العضو في حزب المؤتمر الوطني الحاكم إبان جولة تفقدية على حرص الحكومة على إكمال عملية الإستفتاء بصورة سلسة والتصدي للشائعات التي تتهمها بعدم الحرص على استكماله. ووجه الوالى رسالة لأبناء الجنوب بالولاية بان السودان وطن واحد يسع الجميع ولن يجبر أحد على مغادرة الشمال، مؤكدا قبول نتائج الإستفتاء طالما جاءت نزيهة وشفافة لتحقيق السلام.