الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

جوزيف مادستو: ’على السودان وجنوب السودان أن يسارعا في الحفاظ على الأمن‘

عائشة السماني
في هذا الحوار، يتحدث سكرتير الحزب الشيوعي بدولة جنوب السودان، جوزيف مادستو، عن الأوضاع في جنوب السودان، علاقة جنوب السودان مع السودان، الآن ومستقبلا.
25.04.2024  |  الخرطوم، السودان
جوزيف مادستو.
جوزيف مادستو.

س: كيف تقرأ الوضع السياسي في دولة جنوب السودان؟

ج: طبعا الجنوب اصبح دولة لها مؤسسات حكومية من مجلس تشريعي ووزارات وسلطة قضائية أي الجانب المؤسسي موجود، كما توجد أحزاب سياسية والدولة لها علاقات خارجية مع عدد من الدول، عبر علاقات تجارية واتفاقات دولية. جنوب السودان موجود كذلك في نظام الأمم المتحدة.

”وضع المواطنين في الجنوب غير مستقر خاصة في الخدمات من المياه والصحة والتعليم والطرق والتنمية“

لكن هنالك مشاكل كثيرة، حيث توجد قضايا كثيرة لم تحل إلى الآن مع حكومة السودان، منها البترول وأبيي التي الآن حدث فيها استفتاء من طرف واحد وهذا يقود إلى تقييد القضية.

وضع المواطنين في الجنوب غير مستقر خاصة في الخدمات من المياه والصحة والتعليم والطرق والتنمية، وهناك مشاكل في المستشفيات وانعدام في الأدوية.

الحكومة لا تلعب دورا في هذا الجانب، كما هنالك ارتفاع جنوني في أسعار السلع في السوق وذلك لأن كل السلع تأتي من دول الجوار مثل يوغندا وكينيا كما يوجد مشكلة في دفع المرتبات التي حدث لها تخفيض 50 في المئة بعد تطبيق سياسة التقشف وأصبح الموظف لا يقدر أن يواجه السوق الذي كل يوم في ارتفاع.

هذا دفع بأغلب الخبرات والكفاءات للهجرة. التعليم مستواه متدني مع وجود ازدحام في الفصول كما هنالك مناطق لا يوجد فيها مدارس.

التعليم الجامعي ظل فترة طويلة متوقفا والآن عندما فتحت الجامعات، أضرب الأساتذة عن العمل بسبب عدم دفع المرتبات. عموما الوضع في الجنوب سيء ولا يوجد استقرار.

س: كيف هو الوضع الأمني في جنوب السودان؟

ج: الأمن في الجنوب غير متوفر إطلاقا. توجد معارضة مسلحة والوضع الأمني انفجر عدة مرات وفي مناطق كثيرة خاصة منطقة بور. تأثرت عدد من المناطق بالسيول والفيضانات لم تستطع المنظمات أن توصل الإغاثة إليها، والجيش لم يستطع حماية المنظمات حتى تتمكن من توصيل هذه الإغاثة.

يوجد نهب مسلح داخل المنازل، خاصة في المدن الكبيرة مثل جوبا، وهذا مما جعل المواطنين في حالة من الخوف والهلع. الأمن ينعدم تماما في الجنوب. هذا ولد نوعا من التخوف لدى المستثمرين وعدم إقبالهم على الاستثمار في الجنوب.

هذا إلى جانب انتشار الفساد في السلطة من قبل الوزراء وأعتقد هذا الجانب معروف لانه تمت إحالة البعض للتحقيق والمحاسبة، لكن موضع الفساد استفحل وأصبح مخيف جدا.

س: ماذا بشأن حرية التعبير؟

ج: حرية التعبير مكفولة في الدستور لكن المشكلة في التطبيق. لا يسمح بأي شكل من أشكال حرية التعبير. حرية الصحافة مكبلة والصحفيون يتم اعتقالهم وتصادر أدوات عملهم من كمرات وأجهزة الكبيوتر، وكذلك تصادر الصحف.

المظاهرات سلمية ممنوعة وإذا خرجت مظاهرات سلمية يقتل الناس بالرصاص هذا إلى جانب التهديدات التي تتم للسياسيين والصحفيين. لا يسمح لأي مواطن أن يمارس أي حق في حرية التعبير بأي شكل من أشكالها رغم وجودها في الدستور.

س: كيف تنظر إلى أوضاع الجنوبين الموجودين في السودان، وكذلك الجنوبين العالقين في المعسكرات في انتظار ترحيلهم إلى دولتهم. ما هو الحل في رأيك لهؤلاء الذين ظلوا ينتظرون لمدة أكثر من عام ونصف؟


ج: أولا الجنوبيين الذين ذهبوا إلى الجنوب منذ الانفصال بعضهم رجع بعد أن انتهت المساعدات التي قدمت لهم من المنظمات رجعوا لانه لم تتوفر لهم فرص عمل لكي يعيشون.

لكن حتى في السودان لا يجدون فرصا لأنهم اصبحوا أجانب أي وضعهم صعب. لكن في نفس الوقت، الجنوبين الذين يوجدون في السودان يقولون أن إخوانهم المواطنين السودانيين يعاملوهم بكل احترام ولم توجه لهم أي إساءات، بل قالوا التعامل لم يتغير ولم يشعروا بأن الانفصال أحدث أي نوع في تغير تعاملهم معنا.


”جنوب السودانيون الموجودون في المعسكرات وينتظرون أن يتم ترحيلهم إلى دولة الجنوب فهؤلاء أوضاعهم سيئة للغاية“أما جنوب السودانيون الموجودون في المعسكرات وينتظرون أن يتم ترحيلهم إلى دولة الجنوب فهؤلاء أوضاعهم سيئة للغاية. أبنائهم من غير تعليم لانهم لا يستطيعون ان يذهبوا إلى المدارس بسبب انهم ينتظرون ان يرحلوا في أية لحظة.

الشرطة السودانية تضايقهم وتتسبب في خوفهم وهلع الأطفال وتقوم بتفتيشهم في اليوم اكثر من ثلاث مرات بدعوة انهم يصنعون الخمور.

الحل يكمن في أن تسارع الجهات المسؤولة في ترحيلهم إلى الشروع الفوري في الترحيل عبر برمجة حقيقية، كما انه يجب على حكومة السودان أن تتعامل مع هذه المعسكرات حسب قانون اللجوء، لأن هذه تعتبر معسكرات لاجئين يجب احترامها.

س: إلى أي مدى يستفيد المواطنون في الدولتين من اتفاقية الحريات الأربعة؟

ج: اتفاقية الحريات الأربعة لم تطبق، فاذا تم تطبيقها فإنها سوف تحل الكثير من المشاكل وخاصة مشكلة وجود فرص العمل بالنسبة للجنوبين الذين يوجدون في السودان، كما أنها سوف تقوي العلاقات بين الدولتين وتقارب وجهات النظر.

س: ماهو الوضع بالنسبة للسودانيين الموجودون في الجنوب؟

ج: هؤلاء وضعهم أفضل بل لم يتغير لأنهم تجار ويمارسون عملهم. الانفصال لم يؤثر على عملهم ولم يجدوا أي نوع من المضايقات.

س: كيف ترى ما يجري في منطقة أبيي الآن وأثره على الدولتين؟

ج: ما يحدث الآن في أبيي، من استفتاء أحادي لكل من الدينكا والمسيرية تقف ورائه الحكومات، هذا أمر خطير وسوف يقود إلى حرب كبيرة، عبارة عن مجزرة بشرية.

”انتماء أبيي لجنوب السودان أو السودان لا يمكن أن يتم بطريقة إدارية بل عبر التفاوض مع السكان“كيفية الانتماء للجنوب او السودان لا يمكن أن يتم بطريقة إدارية بل عبر التفاوض مع السكان.

لذا على السودان وجنوب السودان أن يسارعا في الحفاظ على الأمن والاستقرار الموجود الآن قبل أن ينفجر الوضع.

يجب على السودان وجنوب السودان أن يبتعدوا عن قضية أبيي وأن يترك الأمر إلى سكان المنطقة، وأن يتفاوض السكان فيما بينهم وأن يقرروا الحل ومصيرهم، ثم على الدولتين احترام وتنفيذ ما يتوصل إليه السكان.

س: كيف تنظر للعلاقة بين الدولتين الآن ومستقبلا؟

ج: أعتقد أن العلاقة الآن بين السودان وجنوب السودان في تحسن وأفضل من أيام هجليج. المفاوضات تسير بصورة جيدة بين الدولتين، لكن على الطرفين أن ينفذا ما تم التوصل إليه. إذا تم تنفيذ الحريات الأربعة فان العلاقة سوف تكون علاقة متينة وجيدة، ويصبح هنالك تكامل وهذا ما نعمل عليه نحن كأحزاب.

س: طالبت حكومة السودان جنوب السودان بالكف عن مساندة الحركة الشعبية-قطاع الشمال؟ ما مدى صحة الكف عن المساندة؟ وما الذي تربو إليه حكومة السودان حسب تحليلك؟

”الحركة الشعبية - قطاع الشمال حزب سياسي في السودان وله حق فيه“ج: أولا الحركة الشعبية - قطاع الشمال حزب سياسي في السودان وله وجود كبير في كل مناطق البلد، كما له حق فيه ومطالب مشروعة، لهذا يجب أن يتم التفاوض معهم .

أما موضوع المساندة فهو غير معروف، السودان يدعي وجنوب ينفي، أنا لا أعرف ما هي الحقيقة. هذا كل ما أستطيع أن أقوله في الإجابة على هذا السؤال.

س: هل تأتي زيارتك للسودان في إطار أسري، أم لها أبعاد سياسية؟


ج: الاثنان معا. سوف أقوم بمناقشة عدد من المواضيع مع جهات مختلفة. وفي هذا الإطار التقيت رئيس حزب الأمة السيد الأمام الصادق المهدي وخرجنا بعدد من النقاط سوف نعرضها على مؤسسات الحزبين.

وبعد أن يتم الاتفاق عليها من قبل مؤسسات الحزبين سوف نقوم بطرحها على بقية الأحزاب للمناقشة والالتفاف حولها. هذه النقاط تدور في وجود دولتين بسيادة كاملة مع العمل على برنامج تكامل في مختلف المجالات، ضرورة تكوين مؤتمر يسمى مؤتمر السودانيين ويكون له مركز في جوبا وآخر في الخرطوم.

هذا يقترح ويدعم كافة البرامج والداخلية والخارجية لخدمة أجندة التكامل، الإسراع في تنفيذ الاتفاقيات العالقة وخاصة فيما يتعلق بانسياب البترول وحرية التجارة والحريات الأربعة وحسن الجوار، لا يسمح لأي مؤسسات ان تعرقل اتفاقية السلام.