الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

جنوب السودان يعاني من نقص الوقود من جديد

واكي سيمون فودو
جوبا - صرح مسؤولو جنوب السودان بأن الإجراءات البيروقراطية والممارسات السيئة تسببت بأزمة الوقود التي دخلت أسبوعها الرابع.
25.04.2024
سائقو البودابودا (الدراجات النارية التاكسي) ينتظرون الحصول على الوقود في محطة ايماتون على طول طريق الوزارات في جوبا، 14 فبراير 2012.
سائقو البودابودا (الدراجات النارية التاكسي) ينتظرون الحصول على الوقود في محطة ايماتون على طول طريق الوزارات في جوبا، 14 فبراير 2012.

معظم محطات الوقود في جوبا مغلقة حيث بدأت الأزمة تتمدد إلى بقية أنحاء الدولة. وارتفعت أجور النقل المحلي لسيارات الأجرة والباصات الصغيرة والدرجات النارية التاكسي بشكلٍ جنوني بالتزامن مع ارتفاع سعر لتر الوقود إلى 50 جنيه جنوب سوداني (17 دولار أمريكي) بعد أن كان سعره لا يتعدى 10 جنيه جنوب سوداني (3,5 دولار أمريكي).  

"ما نقوم به حالياً هو شراء لتر الوقود بسعرٍ غالٍ وزيادة تعرفة الركوب"
أنقيو موزامل
ويقول أنقيو موزامل، سائق دراجة نارية تاكسي في جوبا، "ما نقوم به حالياً هو شراء لتر الوقود بسعرٍ غالٍ وزيادة تعرفة الركوب" وفي حال انعدام الوقود تماماً "نركن دراجاتنا النارية ونتوقف عن العمل".

وتنتظر طوابير طويلة من المركبات والدراجات النارية في المحطات القليلة المتبقية التي لا يزال لديها بعض الوقود. ويؤثر النقص على الحكومة والمنظمات غير الحكومية والشركات والناس العاديين على حدٍ سواء، فالجميع ينتظر لساعات طويلة للحصول على بعض الوقود الذي أضحى سلعةً نادرة في هذه الأيام.

ويوضح مشار أكيك أدر، وكيل وزارة النفط والمعادن والصناعة، أن "تدفق المنتجات النفطية من مومباسا إلى إلدوريت عبر الأنابيب يواجه بعض المشكلات. كما تعذّر على المستوردين تحميل شحناتهم في إلدوريت مما تسبب ببعض التأخير". 

"تدفق المنتجات النفطية من مومباسا إلى إلدوريت عبر الأنابيب يواجه بعض المشكلات“ مشار أكيك أدرويضيف بأن بعض "الإجراءات البيروقراطية" في بنك قطر الوطني ساهمت بتأخير شراء واستيراد المنتجات النفطية التي تبلغ قيمتها 40 مليون دولار أمريكي.

ويؤكد أن الحكومة قامت مؤخراً بإيقاف معظم المخلصين الجمركيين غير القانونيين في نيمولي، والتي تعد مركزاً للاستيراد، الذين كان يتم من خلالهم نقل معظم الوقود من أوغندا إلى جنوب السودان مما تسبب بأزمة الوقود.

ويعترف بول أدونق، المدير العام لشركة النيل للبترول، بوجود مشكلات في نيمولي، قائلاً: "ثمة عدة صهاريج وقود في طريقها إلى جوبا ولكنها لا تزال حالياً في نيمولي بانتظار التخليص الجمركي". وتشرف شركة النيل للبترول على شؤون شركات النفط العاملة في جنوب السودان بما فيها محطات البترول التي تقوم باستيراد الوقود.

ويضيف أدونق أن شركة النيل للبترول "شكلت لجنة لإيجاد سبل لحل هذه المشكلات بشكلٍ مباشر ووضع إستراتيجيات طويلة الأجل لمعالجة أي نقص في المستقبل". ومهمة اللجنة اقتراح جميع الإجراءات الفورية اللازمة والحلول طويلة الأجل لإنهاء مشكلة أزمات الوقود المتكررة في جنوب السودان.  

”طالما أننا لم ننته بعد من إنشاء المصافي، فلن نتخلص من أزمات الوقود وسنبقى نعاني منها“
بول أدونق
هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها جنوب السودان لأزمة وقود فقد عانت السنة الماضية من حالةٍ مشابهة بالرغم من كونها دولة منتجة للنفط.

ويحذر أدونق أنه "طالما أن جنوب السودان تستورد الوقود من دولٍ أخرى، وطالما أننا لم ننته بعد من إنشاء المصافي، فلن نتخلص من أزمات الوقود وسنبقى نعاني منها".

وفي غضون ذلك، وضعت شركة النيل للبترول خططاً لإنشاء خزانات احتياطية لتخزين الوقود في جوبا وفي جميع الولايات الأخرى. وهناك، حالياً، خزانٌ احتياطيٌ واحد بقيمة 3 مليون دولار أمريكي وبقدرةٍ تخزينية تصل إلى 2,2 مليون لتر ولكنه، يقول أدونق، لا يتعدى كونه إجراءاً مؤقتاً.

ومن الجدير بالذكر أن جنوب السودان تقوم باستيراد الوقود من كينيا فقط بعد توقف الكميات الإضافية التي كانت تأتي من السودان في مايو 2011 بعد التصعيد حول منطقة ابيي المتنازع عليها وإغلاق الطريق التجاري الواصل بين الشمال والجنوب.