الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

التشكيل الوزاري الجديد - رأي المواطن السوداني

آدم محمد أحمد
الخرطوم - ما هو رد فعل المواطن السوداني بعد الإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد في السودان؟
25.04.2024
تختلف آراء السودانيين حول التشكيل الوزاري الجديد بين من هو متفاءل ومن هوغآضب.
تختلف آراء السودانيين حول التشكيل الوزاري الجديد بين من هو متفاءل ومن هوغآضب.

أعلن الرئيس السوداني المشير عمر البشير في الأسبوع الأول من ديسمبر 2013 تغييرات داخل الحكومة وحزب المؤتمر الوطني الحاكم وتعد هي أوسع تعديلات ينفذها البشير في الطاقم الحاكم منذ وصوله للسلطة في يونيو 1989.

بعض المواطنين استقبلوا التشكيل الوزاري الجديد في السودان باندهاش، آخرون نفوا علمهم به، هنالك من يرى أن أشغاله وظروفه الخاصة أهم من متابعته للتغييرات الوزارية، والبعض الآخر اعتبره نوعا من التجديد في عروق المؤتمر الوطني، متمنين أن يُحدث فرقا نحو الأفضل للوطن والمواطن.

”آمل أن يضع الوزراء الجدد أيديهم على مكمن الوجع“هجوة عبد الرحمنكانت هجوة عبد الرحمن من ولاية الجزيرة جالسة في حيرة من أمرها تحت شجرة بالقرب أحد المشافي، جاءت إلى الخرطوم لكي تجري فحوصات لشقيقتها التي أصيبت بجلطة أفقدتها بصرها. قالت عبد الرحمن: ”لم أتابع الأخبار لأعرف مجريات الأمور، لكنني آمل أن يضع الوزراء الجدد أيديهم على مكمن الوجع، حتى تتغير الأوضاع إلى الأفضل.“

وشاركها ذات الدهشة عامل الورنيش ـ صلاح صديق ـ الذي كان يقف على الجانب الآخر من الشارع، والذي تحدث معبرا عن رأيه: ”في الحقيقة لم أعلم بهذا التشكيل الوزاري إلا من خلال سؤالك هذا، لكن أريد أن يبقى أحمد هارون في منصبه، وليتغير الجميع فأنا من كردفان وهو الوالي الوحيد الذي اهتم لأمر المنطقة وإنسانها بشكل ملموس.“

سائق التاكسي يوسف محمد مصطفى يرى أن كان من الأفضل لو ”يكون التشكيل من خارج الحزب الحاكم“. ويتساءل مصطفى: ”ما الفرق الذي سيُحدثه أبناء ذات الحزب؟“متمنيا أن يحدث هؤلاء ”تغيرا نحو الأفضل، يصب في مصلحة الوطن والمواطن“.

”التغيير يعني تغييراً في السياسات وليس الأشخاص“
الطاهر بكري أحمد
ويتفق الصحفي الطاهر بكري أحمد مع رأي مصطفى، ويأخذ وجهة النظر هذه إلى أبعد من ذلك حيث يقول أن ”التغيير يعني تغييراً في السياسات وليس الأشخاص، يهدف لإحداث نقلة نوعية خاصة في المجالات التي يعاني منها المواطن مثل الاقتصاد، لكن ما حدث حسب ما رشح من المؤتمر الوطني تغيير في الأشخاص ليس إلا، بالإضافة إلى أنه لم يشمل بعض الوزارات الأساسية كالدفاع، المعادن، الخارجية، والاستثمار، رغم أن بعضها مثل نقطة ضعف أساسية في الفترة الماضية، وفي رأيي ينبغي أن نسعى لتغيير حقيقي قائم على وفاق وطني“.

وواقفه الرأي مجاهد إبراهيم ـ مهندس زراعي ـ بعد أن نفى علمه بهذا التغيير واسترسل قائلا: ”التغيير من داخل الحزب الحاكم هو عملية إحلال وابدال ليس أكثر، وبالتالي ستعود ذات الممارسات التي كان يتبعها سابقوهم، إذاً، لا الفائدة من التغيير“.


إقرأ أيضا:
مراكز القوة في السودان بعد التعديل الحكومي
لكن رأي د. محمد عامر، اختصاصي موجات صوتية، كان مختلفا حيث يرى أن ”ترجل شيخ علي عثمان بمثابة استراحة محارب، ستساعده على أن يعود بأفكار ورؤىً جديدة، لكن المفاجأة كانت في مغادرة أحد صقور المؤتمر الوطني وهو د. نافع، ما سيُريح خصومه ولو إلى حين“.

ويأمل عامر أن يحمل وزير المالية الجديد حلولا للمعضلات التي خلفها سلفه، ويرى ”أن السماح للأحزاب الأخرى بالمشاركة في تقلد الوزارات خطوة إيجابية ستفيد في إطار المصالحة الوطنية، التي ستضم كل ألوان الطيف السياسي، وبالتالي ستسهم في الخروج من عنق الزجاجة“.

كان رأي الشباب الغالب هو الغضب عن التشكيل فمعظمهم رفض الوجوه الجديدة والقديمة. قال أبو القاسم كباشي، طالب: ”كله ما نافع ما دام البلد يحكمها هذا الحزب، فحسب رأيي ووجهة نظري الشخصية من استقال بمحض إرادته إما أحس بخطر أو شبع.“

”المشكلة تكمن في الحكومة في ذاتها لا الكراسي التي يجلس عليها الأفراد“
منى التجاني
شاب في مقتبل العمر تحفظ عن ذكر اسمه هو الآخر يتساءل: ”من هم الذين شكِلوا خلفا لمن سبقهم؟ ربما القادم أفضل بحكم الوجوه الجديدة التي طرأت في التشكيل بغض النظر عن من هم وإلى أي حزب ينتمون ولكن مخاوف الفشل تراودنا في كل حين حتى يستطيعوا إثبات نجاحهم في الفترة المقررة لهم.“

منى التجاني ـ صيدلانية ـ قالت أنها تريد تغيير نظام بحاله لا أفرادا بعينهم. ”المشكلة تكمن في الحكومة في ذاتها لا الكراسي التي يجلس عليها الأفراد،“ تقول التجاني.  

”كيف يكون هذا تشكيلا جديدا ولم يأت بشخص من الخارج وظل الوضع على ما هو؟ لا أسمي هذا تشكيلا جديدا بل لعبة كراسي في ذات الحزب بغض النظر عمن جاء خلفا لمن ذهب،“ أضافت التجاني، مسمية التشكيل بـ ”التشكيل غير المشكل لأن البلاد تعاني من حروب ومشاكل اقتصادية أضعفتها وجعلتها تعاني من أمراض لا علاج لها إلا بزوال النظام لأن المشكلة ليست في بقاء هذا أو ذهابه بل في حزب برمته لا بد من تغييره كي يسمى تشكيلا وزاريا جديدا“.