الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

الأوضاع في دولة الجنوب وتأثيراتها على السودان

آدم محمد أحمد
الخرطوم - يبدو أن الأحداث في دولة جنوب السودان تتطور دون أن يظهر أي حل في الأفق، الشيء الذي سيؤثر على دولة السودان في العديد من المجالات، الأهم منها المجالين الاقتصادي والأمني.
الطيب مصطفى (على اليمين)، المعزّ فاروق (وسط) خلال ندوة ’الأوضاع في الجنوب وأثرها على السودان‘، 22 ديسمبر.
الطيب مصطفى (على اليمين)، المعزّ فاروق (وسط) خلال ندوة ’الأوضاع في الجنوب وأثرها على السودان‘، 22 ديسمبر.

تفادت قيادات الحكومة السودانية التعليق على الأحداث التي تشهدها دولة جنوب السودان من صراع بين سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار.

واكتفى حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالقول على لسان قبيس أحمد المصطفى، نائب أمين الإعلام والتعبئة، أن الحزب ينظر للأمور في جنوب السودان بقلق ويؤكد، يوم 22 ديسمبر،”أن الحوار هو الحل الأمثل لتجاوز الأزمات الموجودة ويبارك مسعى الآلية الأفريقية“.

”أنّ الاستقرار في الجنوب مطلب رئيسي، انطلاقا من التاريخ والجغرافيا“
قبيس أحمد المصطفى
ونوّه قبيس إلى ”أنّ قبول الأطراف في الجنوب بالحوار مبدأ جيّد، وأنّ الوطني عبر الحكومة يدعم ما تقوم به الآلية الأفريقية عبر علي كرتي وزير الخارجية“ مشيراً إلى ”أنّ الاستقرار في الجنوب مطلب رئيسي، انطلاقا من التاريخ والجغرافيا“، ومبديا أمله أن يتمّ تجاوز العقبة في أقرب وقت ممكن.

في نفس اليوم، كانت قاعة المركز القومي للإنتاج الإعلامي بالخرطوم تحتضن ندوة وصفت بالمهمة بعنوان ’الأوضاع في الجنوب وأثرها على السودان‘، قال فيها المعزّ فاروق عضو الوفد الحكومي بشأن الحوار مع دولة الجنوب أن ”هذه الأحداث ستؤثّر تأثيراً بالغاً على الاستقرار في السودان بشكل خاص وفي الإقليم بشكل عام“.

ونوّه المعز إلى ”أنّ التأثير سيكون سياسياً وأمنياً واقتصادياً“ ماضياً بصورة أكثر توضيحاً بقوله ”إنّ الأحداث ستؤدّي إلى عدم السيطرة على الحدود، وربما يقدم المتمردون على عمل عدائي، سيّما وأنّ القوات المسلّحة لديها وجود في الحدود“.

وتوقّع المعز ”أن يكون للجبهة الثورية موطئ قدم وأن تتدخّل مع الأطراف المتنازعة“ مؤكّداً على أنّ ”الصراع سيؤثّر على مستوى الدعم للسودان، لكون المجموعات المتنازعة بدأت تتحدّث عن تدخل للخرطوم في ما يجري“.

الموقف حساس، هكذا كانت تنظر الخرطوم للقتال الذي تشهده جارتها جوبا. منذ أن تفجرت الأوضاع في الجنوب، لم يغمض للخرطوم جفن، وظلت تراقب بحذر لكل ما يدور هناك، وإن ألبس بعض المسؤولين ما يجري ثوب الشأن الداخلي، فالقوات المسلحة قالت صراحة إنّها لم تتدخل، لكن الواقع على الأرض يعطي قراءات تنبئ بوجود خطر قادم.

ما قاله المعز فاروق ربما هو جزء من جبل الجليد، فالواقع الاقتصادي كان بارزا وظاهرا للعيان من خلال الندرة التي شهدتها طلمبات الوقود خلال اليومين الماضيين وظلت مستمرة.

ورغم التفسيرات التي صدرت عن الكثير من الجهات الحكومية حول الأمر، إلا أن الإسقاطات بدأت تظهر، فعمر آدم رحمة رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان السوداني قال باقتضاب من داخل المركز العام للوطني يوم 22 ديسمبر، إن ”المشكلة الحالية في الوقود هي أن الشركات لم تستلم حصتها من الوقود، وأنّها استلمت 30 في المئة فقط“.

”الأثر الاقتصادي للوضع في الجنوب سيكون كبيرا“
عمر آدم رحمة
ورفض عمر توضيح الأسباب ولكنه اكتفى بتأكيدات أن ”انسياب البترول من الآبار السودانية وكذا الجنوبية مستمر ولم يتوقف\"، منوّها إلى \"أنّ المخزون كاف، وأنّ الحكومة لديها نفط في البحر قادم من الخارج“.

غير أن المعز فاروق في إطار نظرته وتشخيصه للأوضاع يقول إن ”الأثر الاقتصادي للوضع في الجنوب سيكون كبيرا لكون الميزانية التي تم وضعها خلال أيام وتمت مناقشتها وإجازتها أضيفت إليها العائدات التي ترد للخرطوم من خلال عبور مرور نفط الجنوب، حيث تجاوزت الـ(4) مليارات دولار“.

يضاف إلى ذلك بحسب المعز أن ”البلدين شرعا في إجراءات فتح المعابر لتسهيل العمل التجاري والمصالح المشتركة“.

”التحالف الذي يدعم مشار كلهم يمثلون الوجه المعادي للخرطوم“ الطيب مصطفىلكن ليس الاقتصاد وحده ما قد يشكل عقبة أمام قدرة الخرطوم على مقاومة صدمة الصراع في جوبا وإنما وفقا للطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل ”الحرب تقوم في الجنوب الآن بين تيارين الأول بقيادة سلفاكير ميارديت الذي يسعى للمحافظة على حكمه والثاني بقيادة رياك مشار الذي يطمع في الحكم وكل ذلك يتم تحت الخلفية القبلية لكون المجتمع الجنوبي تنعدم فيه الولاءات الأخرى بخلاف القبلية“.

ونوه مصطفى إلى أن ”سلفاكير لكي يضمن تطبيع العلاقة مع الشمال خاض معارك مع الذين يعادونه الآن، وأن التحالف الذي يدعم مشار كلهم يمثلون الوجه المعادي للخرطوم،“ حسب مصطفى. هذا وفقا لمصطفى يقود إلى أن ”الجبهة الثورية ستدعم مشار ضد سلفاكير لكون الذين يدعمونها هم في تحالف مع مشار“.

ولم يستبعد مصطفى ”أن يكون للثورية دور في احتلال مناطق البترول سيما ولاية الوحدة\"، محذرا من \"أن خطورة ما يجري سيكون كبيرا على الأمن في السودان“.

المكوث في خانة المتفرج ليس بالأمر الجيد بالنسبة لموقف الخرطوم وفقا للمهتمين بالأمور، ولكن بحسب هؤلاء يجب أن يتوغل السودان في المشكلة الجنوبي برفق، من خلال دعم المصالحة والبحث عن توافق.

وهنا يقول المعز فاورق إن ”السودان عليه أن يدعم بعض المبادرات القائمة الآن كالإيقاد وغيرها لجهة أن ذلك يوفر لها فرصة للنجاح، بالإضافة إلى ذلك بحسب المعز \"السودان لديه إرث تاريخي كبير في مسألة القبلية ومعالجتها وهذا يمكن تطبيقه في الجنوب ما إذا اتخذت الأمور منحى قبليا واضحا“.

ونوه إلى ضرورة سد الفراغات التي بدأت في الظهور كدخول القوات الدولية وبعض دول الجوار، وفوق كل ذلك التوازن في الطرح سيما من الإعلام باعتبار أنّ القضية لها تأثير استراتيجي وأي حديث سالب من الخرطوم سيجد صدى معاكسا من قبل الأطراف هناك.