الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

كامل عمر البلال: جهات خارجية تخطط لإثارة الفتنة والبلبلة بين الجماعات الإسلامية في السودان.

آدم محمد أحمد
الخرطوم - في هذا الحوار، يوضح نائب رئيس جماعة أنصار السنة بالسودان كامل عمر البلال طبيعة العلاقة بين جماعة أنصار السنة وجماعة الطرق الصوفية.
25.04.2024
نائب رئيس جماعة أنصار السنة بالسودان كامل عمر البلال أثناء الحوار.
نائب رئيس جماعة أنصار السنة بالسودان كامل عمر البلال أثناء الحوار.

يأتي هذا الحوار مع نائب رئيس جماعة أنصار السنة بالسودان كامل عمر البلال بالتزامن مع مناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في السودان، كمحاولة لمعرفة ما سيجري بين جماعة الطرق الصوفية وجماعة انصار السنة، خصوصا بعد ما حدث العام الماضي من مواجهات بين الجماعتين، مما أدى بحياة البعض وجرح آخرين.

س: نحن مقبلون على الاتحفال بذكرى المولد النبوي الشريف، ولكن دائماً يتذكر الناس ما حدث في السنة الماضية من مواجهات بينكم وبين الصوفية؟

ج: منذ سنوات طويلة درجنا، بوصفنا جماعة، على الذهاب لساحة المولد على أساس انها ساحة دعوية نقدم فيها نشاطنا الدعوي. وطوال السنوات الماضية ولعقود من الزمان لم يحدث بيننا وبين المتصوفة أي نوع من أنواع الصدام.

هل بيننا والصوفية خلاف؟ الإجابة نعم. وهل بيننا وبين الصوفية عداء؟ الإجابة لا.أريد ان أركز في البداية على قضية معينة وهي قضية الخلاف والعداء، فهل بيننا والصوفية خلاف؟ الإجابة نعم. وهل بيننا وبين الصوفية عداء؟ الإجابة لا. فالخلاف أمر معروف ويمكن ان يختلف الناس داخل البيت الواحد والحزب الواحد، لأن ذلك موجود في طبيعة البشر، اما أن يكون هناك نوع من العداء بيننا وبين المتصوفة ونحاول أن نؤذيهم وان يكون بيننا فعل مادي ضدهم فهذا غير موجود ابداً.

الدليل على ذلك أنه خلال السنوات الماضية أننا نتحدث في ساحة المولد بخطابنا المعروف، وهم يعبرون بطريقتهم وننتقدهم في حدود الشرع، ولم يحدث أي شيء مخالف.

س: إذن لماذا ظهرت الصراعات والخلافات بهذه الصورة؟

ج: نحن نقول إن هنالك طرفاً ثالثاً، وهذا الكلام نتفق فيه نحن مع مشايخ المتصوفة ومع المسؤولين في الدولة.

لا مانع لدينا من الجلوس والالتقاء مع المتصوفة، وبيننا وبينهم اجتماعيات ونذهب إليهم في كل المحافل المختلفة، وهم يأتون إليناعندما وقعت الحادثة الماضية جاءنا هنا في المركز كبار مشايخ الطرق الصوفية، وقالوا لنا إن الذي حدث غريب على المتصوفة وعلى أنصار السنة، ونحن امنا على ذلك، فما حدث في ساحة المولد بام درمان السنة الماضية لم يكن اشتباكات كما ورد في الإعلام ولم يكن صدامات، فما حدث كان اعتداء من جانب واحد على مخيم أنصار السنة. ونحن لم نرد بالعنف، ووقعت بيننا جراحات وتم حرق المخيم وكسرت الكراسي وحطم جهاز الصوت بالكامل، وليست هناك جهة تضررت غير جماعة أنصار السنة.

وكل الذي فعلناه أننا اتخذنا السبل القانونية، ويجب ان نفرق بين الخلاف والعداء، فنحن الآن قلنا في لقاء مع الوالي ومجموعة من المسؤولين بالحرف الواحد: لا مانع لدينا من الجلوس والالتقاء مع المتصوفة، وبيننا وبينهم اجتماعيات ونذهب إليهم في كل المحافل المختلفة، وهم يأتون إلينا، وعندما توفي الشيخ الهدية حضر إلينا أقطاب المتصوفة وقدموا العزاء.

س: ذكرت أن هناك طرفاً ثالثاً لديه دور في ما يجري بينكم وبين الصوفية. ما طبيعة هذا الطرف؟ وهل هو جهة داخلية أم خارجية؟


ج: الطرف خارجي.

س: ما هي أهداف هذه الأطراف برأيك؟


ج: إحداث نوع من البلبلة في هذا البلد، لأن السودان فيه الكثير من الإشكالات والمناطق المتفجرة.

س: يعني انت تتفق مع ما ذكره رئيس مجمع الفقه الإسلامي د. عصام أحمد البشير في هذا الامر؟

ج:  انا لم أقرأ ما قاله عصام، ماذا قال؟

س: اتهم جهات أخرى قال إنها تستفيد من الخلاف بين الجماعات الإسلامية -المتصوفة وأنصار السنة-؟


ج: انا أؤكد بعدم وجود عداء ولا مواجهات بيننا وبين المتصوفة، والذي حدث في السنة الماضية ان مجموعة معينة قامت بالاعتداء على مخيم أنصار السنة.

س: الآن أنتم تطرحون وثيقة لتوقيع اتفاق شرف بين الجماعات الإسلامية. ما هي طبيعة هذه الوثيقة؟


ج: نحن ذهبنا إلى أكثر من ذلك، وفضيلة الشيخ الدكتور إسماعيل عثمان الرئيس العام للجماعة، ذهب إلى موضوع أن نقبل نحن بأن يأتي المتصوفة ويتحدثوا من داخل خيمة أنصار السنة.

س: لكن ما هي الضمانات لعدم حدوث مواجهات. يضاف الى ذلك المتصوفة يقولون إنكم ترفضون وسائلهم في التعبير من دفوف وطار وغيرها. فكيف لهم ان يستخدموا هذه الأشياء داخل خيامكم؟

ج: أنصار السنة ليتحدثوا في منابرنا الى جماهيرنا، ونحن في الفترة السابقة أقمنا عدداً كبيراً من المؤتمرات -أكثر من 30 مؤتمراً- وفي كلها كنا ندعو أشخاصاً مسؤولين لكي يتحدثوا الينا، مثلا السيد الصادق المهدي دعوناه في مؤتمر بولاية الخرطوم، وهو دائماً يدعونا في احتفاله بالمولد، وننتقد بعض الأشياء التي توجد فيهم، ونرى أنها خطأ ويقبلون هذا قبولاً رائعاً، ونحن نكبر فيهم هذا، فنحن لدينا بعض التحفظات على طائفة الأنصار، وعندما نقول لهم ذلك يقابلونه بشيء من الاحترام وليس بيننا وبينهم أي نوع من الاحتراب.

كذلك في مؤتمراتنا نحن ندعو كبار القوم ومنهم من ينتمي إلى بيوت صوفية، وقبل شهر ذهبت الى كدباس لافتتاح مسجد لأنصار السنة، ودعونا الصوفية فحضروا والقوا كلمة.

س: ما هي رؤيتكم لتفادي وقوع أية خلافات بين الجماعتين في الاحتفالات المقبلة؟

ج: رؤيتنا نوضحها بصورة واسعة، وهذا يعني أن نلتقي ونتحاور أكثر مع الآخرين، وهناك الكثير من الناس عندما نجلس معهم يقولون لنا ما كنا نعتبركم هكذا، ولكن يقولون عندما جلسنا عرفنا عنكم أشياء كثيرة لم نكن نعرفها، لذلك نقول للناس اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا، وبالتالي ملتقى المولد النبوي إذا أردنا له ان يمر بسلام، فنحن علينا واجب والمتصوفة عليهم واجب والدولة عليها واجب، وكل منا إذا قام بواجبه خير قيام فلن تحدث مشكلة.

واجبنا عدم الاعتداء على الآخرين بأي نوع من الأشكالس: ما هو واجبكم انتم؟

ج: واجبنا عدم الاعتداء على الآخرين بأي نوع من الأشكال.

س: وجهتم منسوبيكم بضبط الخطاب أثناء الدرس، فهل يعني ذلك أن حدة الخطاب في المنابر الدعوية هي السبب في إثارة المشكلات؟

ج: حدة الخطاب لم تكن في يوم من الأيام سبباً في التشابك بالأيدي لأنها موجودة في كل الأطراف، وبالأمس تحدث أحد المتصوفة في الصحف ووصفنا بالوهابية، ونحن نعتبر كملة الوهابية إساءة، والله يقول لا تنابزوا بالألقاب، فحدة الخطاب موجودة سواء عندنا او الآخرين، لكنها لم تكن سبباً في يوم من الأيام في إشعال الفتنة بين الناس، وإذا كان أنصار السنة لديهم خطاب حاد فهناك من لديهم خطاب أكثر حدة.

س: التقيتم مع السلطات كما ذكرت على رأسها والي الخرطوم. فهل ناقشتم الكيفية التي يمكن بها تفادي هذه المشكلات؟

ج: تحدثنا مع الوالي حول كيفية تفادي هذه المشكلات، وقدمنا مقترحاً بأن نجلس مع قيادات المتصوفة في السودان ونعمل ما نسميه ’القول اللين‘ ونقول لهم قولاً ليناً ويقولون لنا ذلك من اجل تلطيف الأجواء، لأن القول اللين هو توجيه قرآني، وهم يعرفوننا جيداً، وأقول لك بالحرف الواحد ليست لدينا مشكلة عداء مع المتصوفة.

س: لماذا لم تعقدوا جلسات مناظرة وحوار مباشر مع المتصوفة لمناقشة هذا القضايا؟


ج: نحن نلتقي بهم كثيراً، واليوم كانت هناك لقاءات جمعت بين قيادات من الطرفين في إطار العمل العام.

علاقتنا الاجتماعية مع المتصوفة موجودة وندعوهم لاجتماعاتناس: لكن البعض ينظر لما حدث كأنه يأتي فقط في موسم الاحتفال بالمولد النبوي، وان الصلة بينكم مقطوعة طيلة السنة؟

ج: علاقتنا الاجتماعية مع المتصوفة موجودة وندعوهم لاجتماعاتنا، وهذا منهجنا نحن، ولكن هنالك من يحاول ان يجعل بيننا عداءً وشقةً.

س: الصوفية يقولون إن أنصار السنة يرفضون الاحتفال بالمولد ويعتبرونه بدعة، ولكنهم يذهبون إلى ساحة الاحتفال وكأنهم يرفضون الشيء ثم يأتون إليه؟

ج: أية ساحة يوجد فيها تجمع نحن نأتي لنخاطب الناس فيها، والمولد سوق كل إنسان يأتي ويعرض بضاعته فيه، وهناك من يعرض الحلوى، والصوفية يعرضون بضاعتهم ونحن نعرض بضاعتنا وهي القرآن.

س: بحسب ما ورد في الصحف هناك مواجهات بينكم وبين الصوفية حول ضريح الشيخ حمد النيل؟

ج: لا علم لنا بذلك، ونحن نتابع ونتلقى الأخبار، ولم يأتِ إلينا أي خبر عن أي شخص من منسوبي الجماعة حدثت بينه وبين آخرين مشكلات في منطقة حمد النيل. ولعلمك نحن لدينا حلقة في حمد النيل، وقبل سنتين استدعاني بشأنها مدير شرطة أم درمان، وقال لي ناسكم ديل نحن لم نمنعهم من الحديث لكن نريدهم ان يبتعدوا. قلت له هل جاءك منهم بلاغ؟ فقال لا، لكن نريدهم ان يبتعدوا مائتي متر. فذهبت بنفسي ووجدت أنصار السنة موجودين في مسافة تبعد أكثر من مائتي متر، فعدت إليه وقلت له ناسنا موجدون بعيداً والخطاب مضبوط، فأمن على هذا وأغلق الملف، ولم يسألني حتى الآن.

س: هل من رسالة تريد أن توجهها للطرفين؟


ج: الرسالة هي قول الله تعالى وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.