الانتخابات التكميلية في المجلد‪:‬ ضعف في الاقبال والسكون الأمني سيد الموقف

يرى المراقبون ان حزب المؤتمر الوطني الحاكم يعتمد على المنطقة الغربية بابنوسة والفولة والمجلد لجني اصوات الناخبين، وان الحركة الشعبية تعتمد على مناطق جبال النوبة. الا ان الاقبال على التصويت كان ضعيفا حيث بلغ عدد الناخبين المشاركين في العملية حوالي 7 آلاف  ناخب من جملة 16 الف ناخب  في مدينة المجلد، دائرة رقم 30، التي قسمت الى 16 مركز.

ليس ذلك فحسب، وانما لوحظ ان الحملات الانتخابية ايضا كانت ضعيفة في هذه المنطقة بالرغم من ان السيد رئيس الجمهورية و رئيس حزب المؤتمر الوطني المشير البشير اتى بنفسه والقى خطابه الشهير في ميدان الحرية بالمجلد، الذي هدد فيه بالعودة للحرب.

الا أن من يسير على طرقات المجلد لا يرى اية مظاهر انتخابية، فالشوارع تكاد تكون خالية من لافتات تدعو الى التصويت للمرشحين لمنصب الوالي كما الحال في مدينة كادوقلي، المحتشدة على اخرها بصور عبدالعزيز ادم الحلو مرشح الحركة  ومرشح الوطني احمد هارون الملاحق دوليا في محكمة الجنايات الدولية وصور تلفون كوكو ابو جلحة المرشح المستقل.

هدوء العملية الانتخابية ربما يعود الى انسحاب مرشحي الدائرة لمقعد المجلس التشريعي للولاية لصالح مرشح المؤتمر الوطني الفكي نواي الذي فاز بالتزكية.

ولكن هناك من يرى ان المواطنين في المجلد عازفون عن المشاركة في التصويت بسبب خطاب المشير البشير في ميدان الحرية الذي يعتبرونه تحريضيا، اذ نادى فيه الشباب لخوض الحرب.

"السبب الاساسي لعزوف المواطنين عن المشاركة  في التصويت هو خطاب البشير التحريضي".
الاستاذة اخلاص الدود حماد

ذكرت الاستاذة اخلاص الدود حماد مرشحة الحركة الشعبية لقائمة المرأة ان السبب الاساسي لعزوف المواطنين عن المشاركة  في التصويت هو خطاب البشير التحريضي على حد وصفها، ورأيهم السلبي حول برنامج  حزب المؤتمر الوطني الحاكم الانتخابي الذي يعتبرونه منعدما، كما أن الشباب يرون أن الحزب الحاكم  يعمل على حشد الجيوش وتحريض المواطنين على الحرب.

السبب الاخر للعزوف عن التصويت يعود الى المرشحين المنتخبون سابقا لم يغيروا في حياة المواطنين شيئا. كما أضافت الاستاذة ان الحركة الشعبية قامت بتوعية المواطنين للمشاركة في التصويت لان نتائج  الانتخابات قد تسهل التكهن بنتائج المشورة الشعبية التي ستقرر مصير الولاية ونصيب الحركة من السلطة والثروة في المركز.

وربما يعود ضعف المشاركة في الانتخابات الى كونها اجريت في فصل الجفاف الذي يرحل فيه الرعاة البقارة جنوبا حيث الكلاء والماء. هذا ما اكده الدكتور عبد الباسط سعيد، الخبير في التنمية الريفية. واضاف الدكتور ان سكان الولاية اما رعاة رحلوا جنوبا في هذا الفصل او هم مزارعون ينظفون حقولهم تحضيرا لموسم الزراعة.  صعوبة الوصول لمراكز الاقتراع عبر وسائل المواصلات  والاتصالات القليلة و قلة عدد  السكان في هذه المنطقة  اصلا مقارنة بمنطقة جبال النوبة، حيث يوجد خمسة افراد في كل كيلو متر مربع، دوافع أخرى أدت الى ضعف الاقبال الملاحظ، حسب قول الدكتور.

هذه الانتخابات "انتخابات مواقف  وليست برامج".
الدكتور عبد الباسط سعيد

واعتبر عبد الباسط سعيد ان  عزوف المواطنين عن المشاركة يعود أيضا الى عدم تقديم برامج انتخابية مقنعة من طرف المرشحين للناخبين، أي خلت  هذه البرامج من مطالب المواطنين التنموية. هذه الانتخابات "انتخابات مواقف  وليست برامج" على حد وصف الدكتور. ورأى  سعيد ان عدم المشاركة يعود لعدم ضمان المرشحين لقضية ابيي في برامجهم الانتخابية. المسيرية يعتقدون ان ابيي بالنسبة لهم خطا احمر ومن لم يضمن ابيي في برنامجه فانهم لا يكترثون له.

وذكر المواطن عبده علي، احد قاطني المجلد، انه لم يشارك في الانتخابات ولم يشارك في التسجيل لانه يرى ان هذه الانتخابات "دون طموح وانها لن تغير من واقعه  شيئا". واضاف عبده أنه منع اسرته ايضا من المشاركة.

تتألف قبائل البقارة من مجموعة من القبائل العربية منها المسيرية و الرزيقات - الصورة من قبل : ريتا ويلارت.

وعزا عبد الرحمن جبارة، مرشح الحركة الشعبية لمقعد المجلس التشريعي الولائي الذي انسحب في اللحظات الاخيرة وانضم للمؤتمر الوطني، عزوف المواطنين للمشاركة في الانتخابات الى ان هنالك فساد داخل حزب المؤتمر الوطني وان كوادرهم الذين كان يجب ان يشتروا المواطنين قاموا بالاستيلاء على الاموال وان المواطنين في هذه المنطقة لا يشاركون الا بالمال  على حد وصفه.

ولاحظنا ان المراكز في اليومين الاولين كانت خالية من الناخبين. و ذكرت منيرة  نقيرا، وكيلة الحركة الشعبية في مركز المدرسة الغربية في المجلد، ان اليوم الاخير كان يوم جيش بامتياز وان القوات النظامية اتت للاقتراع والتصويت .

انتهت ايام الاقتراع الثلاث هنا في مدينة المجلد دون اية انفلاتات امنية. واظهرت النتائج الاولية تقدم مرشح المؤتمر الوطني على مرشح الحركة والمرشح المستقل. ولكن يرى بريمة بلبوط، منسق الدائرة 30 لحزب الحركة الشعبية في المنطقة الغربية، ان موقف الحركة الشعبية جيد في الولاية بشكل عام بالرغم من انها جنت اصوات قليلة  هنا في المنطقة الغربية، وذلك لان الناخبين في هذه المنطقة اقل تعدادا من الناخبين في المناطق التي يسيطر عليها الحركة الشعبية  في الجبال النوبة .