الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

السودان الجنوبي... دلالات الاسم وذكاء الاختيار

آدم محمد أحمد
توافق الأحزاب الجنوبية على مقترح الحركة الشعبية بتسمية كيانهم الجديد \"السودان الجنوبي\" يحسم جدلا طويلا حول اختيار اللقب الأنسب - وإن كان البعض لا يزال يشكك في التسمية الجديدة
25.04.2024
لكل دولة جديدة رموز: ومن اهمها العلم والاسم
لكل دولة جديدة رموز: ومن اهمها العلم والاسم

 

 

\"السودان الجنوبي\" - رفعت الاقلام وجفت الصحف عن اسم أحدث دولة أفريقية على الإطلاق. بالطبع كانت هناك تحفظات، تبدأ بالتيارات المتشددة التي نادت بقطع الصلة مع الشمال اسميا كما فعليا ومن ثم حذف كلمة \"السودان\" من الاسم الجديد (حتى وقت قريب كانت هناك تسميات مقترحة ك\"دولة النيل، كوش، اماتونج...\") وتنتهي بتساؤل البعض، بشئ من التجهم، عن السر وراء تحريك لفظة \"الجنوب\" من مكانها لتلي اسم الدولة بدلا من أن تسبقه كما جرت العادة.

 

بيد أن الكثيرين يرون أن اختيار اسم \"السودان الجنوبي\" تحديدا لا يخلو من ذكاء سياسي، وذلك باعتبار أن العقلية الجنوبية دائما يسيطر عليها مفهوم التبعية، وبالتالي فإن اختيار أي اسم آخر \"كدولة جنوب السودان\" حسبما رشح في السابق يعطي إشارات بأن الجنوب لا يزال يتبع الشمال ولو ضمنيا. ومن ثم جاء اختيار\"السودان الجنوبي\" – حسب رأي هؤلاء - أي بتقديم السودان على الجنوب.

 

وعلى مسألة الاحتفاظ بلفظة \"السودان\" كجزء من هوية الدولة علق هؤلاء، بأن مثل هذه الخطوة ربما تحمل قدرا كبيرا من التفاؤل في العودة إلى وحدة بأسس جديدة... ومن ذلك ما قاله نائب الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان بأن اختيار الاسم أمر يعزز المشاعر المشتركة ويترك أبواب الأمل للوحدة على أسس جديدة أو قيام كونفدرالية بين الدولتين مشرعة. وأضاف عرمان: \"هذا الاختيار موفق ويرفع معنويات الشماليين والجنوبيين ويحافظ على الوجدان ولن يجد وردي ورمضان زايد وصلاح احمد ضرورة لترك أغانيهم التي خاطبت الوجدان.\"

 

يضاف إلى ذلك ما قاله باقان اموم من أن الحركة الشعبية ستعمل في الدولتين على تنفيذ برنامج مؤسس على رؤية السودان الجديد بهدف بناء مجتمع قائم على الاعتراف بالتعددية وتحقيق العدالة وتعميق الأواصر بين الشعبين وتطوير العلاقات بين البلدين لتكون أخوية  حسنة...

 

ومن جهته علق أستاذ العلوم السياسية د.إبراهيم ميرغني على التسمية الجديدة قائلا: \"الآن اطمئن الواحد لحد كبير، لأن قادة الحركة من الصف الأول الذين كنا نجلس معهم في جلساتنا الخاصة، كانوا يتحدثوا عن أنهم غير راضين عن الخروج من السودان ولكن نظام الحكم أجبرهم على ذلك. فقلنا لهم نحن كسودانيين لا ذنب لنا، ونظام الحكم ليس سببا كافيا لانشطار السودان. لهذا افتكر الاختيار هذا الاسم علامة مبشرة جدا، تغذي الأمل في إمكانية عودة السودان لوحدته مرة أخرى. أنا الآن متأكد أن قيادات الحركة الذين تحدثوا عن رغبتهم في البقاء في السودان الموحد كانوا صادقين.\"