الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

جنوبيو الشمال: ضعف في الإقبال علي الاقتراع وعدم اكتراث من الغالبية

حمزة بلول
شهدت مراكز الاقتراع في الخرطوم إقبالا ضعيفا من الجنوبيين عليها، وعبّر كثير منهم عن رغبته في البقاء في الشمال بصرف النظر عن نتيجة الاستفتاء.
25.04.2024
أحد مراكز الاقتراع في الخرطوم
أحد مراكز الاقتراع في الخرطوم

شهدت مراكز الاقتراع في الخرطوم إقبالا ضعيفا من الجنوبيين عليها، وعبّر كثير منهم عن رغبته في البقاء في الشمال بصرف النظر عن نتيجة الاستفتاء.

حالة من الضعف الكبير مقترنة بهدوء عال اعترت مراكز الاقتراع في اليوم الأول لاستفتاء تقرير مصير جنوب السودان بالخرطوم ومراكز السودان الشمالي، ورغم إعلان حزب الاتحادى الديمقراطى الموحد يوم امس ميقاتا للحداد على السودان الموحد بجانب إعلان حزب التحرير لذات اليوم يوما للحزن على مصير البلاد، إلا أن مراكز التصويت بالشمال علت بها الأصوات المنادية بالوحدة، وبعض آراء المصوتين مضت لاعتبار أن خيار الوحدة سيكون له الغلبة في الاستفتاء الذي ابتدره بالأمس رئيس حكومة الجنوب الفريق اول سلفاكير ميارديت معتمرا قبعة \" الكاوبوى الشهيرة بمناطق رعاة الابقار الامريكيين\" أهداها إياها امس الاول مسؤول العلاقات الخارجية بالكونغرس الامريكى السيناتور جون كيرى. وكانت مرافقة الممثل الامريكى ونجم هوليوود جورج كلونى لسلفا كير إلى مركز التصويت لافتا للغاية قبالة مقبرة رئيس الحركة الشعبية ونائب رئيس الجمهورية السابق جون قرنق دى مبيور بمدينة جوبا.

وتبدت تاريخية يوم امس للجنوبيين عند مشهد \"سجود \" احد شباب الجنوب وتقبيله قبر قرنق الرجل الذي حقق للجنوبيين اتفاق سلام تضمن تقرير المصير العام 2005م. بيد أن الأوضاع بمعسكر مانديلا بالخرطوم الذي سجل بمركزه 1007 مواطن جنوبي ولم يأتي إلى التصويت سوى 20 فقط حتى منتصف النهار أشار بصورة جلية إلى ضعف الإقبال بصورة كبيرة بالعاصمة الخرطوم، غير أن جل ما استنطقتهم الشرق القطرية بمراكز الشمال كانوا وحدويون تماما، بعضهم وضع اللائمة على سياسيو الجنوب في التأثير لأجل اختيار الجنوبيين للانفصال، وقال سعيد جبرائيل دينق \"50 عام \" عاش 37 عاما منها بالشمال ردا على سؤال الشرق القطرية عن احتمالات الوحدة \"أنا وحدوي سأصوت للوحدة، وأتوقع أن ينتصر خيار الوحدة، الانفصال لا يدعو له سوى السياسيون الذين لا يعرفون الأوضاع وحقيقتها على الأرض، هم غير واعين لما سيحدث إن انفصلنا عن الشمال.\" واكد دينق للشرق القطرية أنه ذهب إلى الجنوب في الفترة ما بين 2005-2008م ورأى بأم عينه أن الأوضاع غير لائقة تماما للانفصال، معتبرا أن الجنوب \"منطقة بلا قانون\" أعطته اتفاقية السلام الشامل بضاحية نيفاشا الكينية حقا لتقرير مصيره، واستغلها السياسيون غير المدركين لطبيعة الواقع للترويج للانفصال، حسب دينق. بيد أن ضعف التصويت شهدته الشرق في زيارات متعددة لمراكز الاقتراع بالخرطوم بصحبة نائب الأمين العام للحركة الشعبية ياسر سعيد عرمان، وبلغ عدد المقترعين بمركز مدينة الصحافة 23 مقترعا من جملة أكثر من 700 مسجل مؤهل للاقتراع، فيما بلغ عدد المقترعين بسجن كوبر 185 من جملة 292 مسجلا وسجن ام درمان للنساء 26 من جملة 187 مؤهل للتصويت.

عرمان تحدث للشرق من داخل ردهات سجن النساء بأمدرمان عن أهمية هذا اليوم بالنسبة لأبناء جنوب السودان كحق اكتسبوه عبر اتفاقية السلام، مشيرا إلى أنهم سيعملون لأجل صيغة توحد بين الشمال والجنوب منطلقين من مبادئ العدالة والمساواة والحريات العامة لأجل بناء سودان جديد شمالا وجنوبا والعمل علي خلق اتحاد إقليمي وصولا لإفريقيا جديدة .

وفى سياق آخر أكد مدير مركز مدرسة الأندلس بأضخم مراكز اللجوء بالخرطوم \"مانديلا \" صلاح الدين حسن أمين للشرق أن استمرار الأوضاع على حالة من الهدوء وضعف الإقبال دون إشكاليات تذكر، فيما أشار مراقب شبكة المنظمات الوطنية ابراهيم احمد إلى هدوء الأوضاع واستتباب الأمن علاوة على ضعف إقبال الجنوبيين بمراكز الاقتراع، إلى ذلك لاحظت الشرق القطرية تواجد مراقبين محليين بكل المراكز وبعض المراقبين الدوليين واعتبروا أن فترة الأسبوع الممنوح للاقتراع كاف تماما لإكمال عملية التصويت لخياري استفتاء الجنوب. وبمركز اركيت جنوبي الخرطوم التقت الشرق بالمواطن بيتر داك من مواليد ولاية جونقلى \"50 عام\" اكد عدم اهتمامه بأيٍ من خيارات الاستفتاء، لافتا إلى عدم أحقيته بالتصويت لانه كان زاهدا من البداية ولم يسجل اسمه بسجل الاستفتاء بعد أن ارسل أبناءه وكامل أسرته إلى الجنوب وبقى ليتابع أعماله الحرة بالخرطوم دون اكتراث لما سينجم عنه الاستفتاء من خيارات، وقال للشرق \" لست معني بالاستفتاء أو الانفصال، أنا باق بالشمال بأي من الخيارات لان لدى عملي هنا وارغب في متابعته.\"

وعلى غير النحو الزاهد في الاستفتاء كانت العريف شرطة ربيكا شارلس من قبيلة الشلك مكترثة بضرورة الوحدة بين الشمال والجنوب وقالت للشرق \"أنا اعمل بالشرطة السودانية وأعيل أبنائي الذين دخلوا الجامعات والمدارس السودانية بالخرطوم، ولا ارغب في الذهاب إلى الجنوب حتى لا افقد عملي ومكسب لقمة عيشي، اعلم أن الذهاب إلى الجنوب سيفقدني وظيفتي وعملي، لن أغامر بترحيل أسرتي إلى أوضاع لا اعلمها، تحت الأشجار أو غيره، هنا لدينا حياة أسرية كاملة لن نفرط في تركها لأجل برامج بعض الساسة.\" وشددت ربيكا على عدم مغادرتها الشمال حال صوتت أغلبية الجنوبيين للانفصال، واضعة بعض الأمل في ترجيح كفة مناصري الوحدة من أمثالها لخيار بقاء السودان موحدا كما هو عليه، وقالت \"أنا منزعجة جدا من توقعات حدوث الانفصال لأننا مستقرون هنا بالشمال ولا مكان لدينا هناك بالجنوب، مستوى حياتنا بالتأكيد سيختل إن ذهبنا الجنوب، لكن نحن قررنا البقاء بالشمال بأي من احتمالات الاستفتاء وحدة أو انفصال، ولن نعود.\"

وكانت الشرق شاهدت احتشادات كبيرة للجنوبيين بميادين مدينة مايو جنوبى الخرطوم يجلسون على الأرض وشاحنات ضخمة احتوت أثاثاتهم وحاجياتهم في انتظار لرحلة العودة جنوبا، كانوا يتوقعون المغادرة قبيل الاستفتاء غير أن التأخير لازم رحلتهم وبقوا إلى الآن في ترقب زمن العودة بأسرع ما يمكن.