الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

عرمان للأمانة العامة - دعم للوحدة ام تفريق للوحدويين؟

زينب محمد صالح
احلال عرمان مكان اموم كأمين عام للحركة الشعبية يمكن قراءته كمحاولة لتجسير الهوة بين الاجنحة المختلفة في الحركة، لكن نفي اموم لهذه الخطوة قد يكون مؤشرا على اتجاه لتفريق الوحدويين.
25.04.2024
هل سيتولى ياسر عرمان منصب الامين العام للحركة الشعبية؟
هل سيتولى ياسر عرمان منصب الامين العام للحركة الشعبية؟

أفادت بعض تقارير إخبارية ان ياسر عرمان، المرشح الرئاسي المنسحب ورئيس قطاع الشمال فى الحركة الشعبية، سيخلف الأمين العام الحالي باقان اموم، وذلك بعد ان يتقلد باقان منصب وزير في حكومة الجنوب وفقا لما اوردته صحيفة الصحافة.

هذه المعلومة قد تبدو للوهلة الاولى مؤشرا على اتجاه الحركة الشعبية نحو الوحدة، فالدفع بقيادى شمالى المنبت الى الامانة العامة للحركة وهى أعلى سلطة داخل الحركة يعني إعادة الاعتبار الى القطاع الشمالى للحركة والذي أدى قرار سحب عرمان من السباق الرئاسي إلى إثارة حفيظته.

معروف أن سلطات الأمين العام للحركة توازي سلطات رئيس الحركة الشعبية، وحتى رئيس الحركة لا يستطيع اقالته من منصبه لانه منتخب مثله، فالرئيس منتخب من المكتب السياسى والأمين العام للحركة منتخب من قبل مجلس التحرير الوطنى. والجدير بالذكر وفقا لدستور الحركة ان تغيير المواقع داخل الحركة لا يتم الا عبر المؤتمر العام للحركة الذى سينعقد فى العام 2013 اى بعد الاستفتاء على حق تقرير المصير، ولكن هنالك استثناء في حال ان قدم الامين العام استقالته لمجلس التحرير الوطنى الذى انتخبه فيخلفه احد نوابه الاثنين، لقطاع الشمال او لقطاع الجنوب.

وبذلك يمكن قراءة هذه الخطوة على أنها مكافأة من الحركة لياسر عرمان الذى فاجأته بسحبه من سباق الرئاسة بالصورة الدرامية التي تمت عليه، وحينها رشحت تكهنات تفيد بان القطاع الشمالي بالحركة سينشق عن الحركة الشعبية الام وسيكون حزبا جديدا احتجاجا على سحب عرمان. الا ان ذلك الموقف قد تم تداركه بعد ان كلفت قيادة الحركة الشعبية باقان اموم وياسر عرمان باتخاذ موقف مستقل بشان مشاركة الحركة فى انتخابات الشمال، وهو ما ادى الى ان يقرر الرجلان مقاطعة الانتخابات فى الشمال كرد اعتبار لقطاع الشمال الذى انتشى بهذا القرار وعدل عن موقفه من الانشقاق. لان قطاع الشمال كان متخوفا من أن مشاركتهم فى الانتخابات قد تكسب المؤتمر الوطني الشرعية.

ولكن عند اكمال قراءة الخبر الذى اورته صحيفة الصحافة فى نهاية ابريل نيسان الماضى نجده يتحدث عن "بروز اتجاه قوى داخل الحركة الشعبية لاختيار باقان اموم ضمن التشكيلة الجديدة لحكومة الجنوب"، مما يطرح قراءة ثانية لهذه الخطوة وهى ان هناك تيار داخل الحركة الشعبية يريد ابعاد باقان من الامانة العامة وهو الرجل المحسوب على التيار المكنى ب "اولاد قرنق"، وهم الوحدويون داخل الحركة الشعبية. وباقان اموم لديه مواقف وحدوية عديدة داخل الحركة، لعل اخرها وقوفه فى وجه الذين قرروا سحب عرمان من سباق الرئاسة بحسب المعلومات التى تسربت من اجتماع المكتب السياسى ساعتها، ووقوفه في الواجهة أثناء صراع الحركة مع الشريك المؤتمر الوطنى، حينما كان وزيرا لشؤون مجلس الوزراء فى العام 2008، وحينها اصدر رئيس الجمهورية مرسوما جمهوريا باقالة باقان اموم من الوزارة بعد اقل من عدة اشهر فقط من تقلده منصبه، وخلفه كوستا مانيبى، بالرغم من ان الحركة الشعبية وقتها بررت بان الخطوة متوقعة وانها جاءت وفقا لرغبة الحركة التى ترغب فى ان يتفرغ لشؤون الامانة العامة.

مما يتيح قراءة ثانية لخطوة احلال عرمان مكان اموم، وهي ان هناك اتجاها قويا لازاحة الجناح الوحدوى من الحركة وذلك من خلال نقل أبرز ممثليه الى العمل فى الجانب التنفيذى فى حكومة الجنوب. لكن باقان اموم نفى فى حديثه لـ(سودان فوتس) صحة هذه المعلومة المتعلقة بتولى عرمان منصبه واعتبرها مجرد تخمينات واجتهادات من الجهات التى اطلقتها. واذا صح نفى اموم قد يكون الجناح الانفصالى اراد عبر تسريب هذه المعلومة اطلاق بالون اختبار لجس نبض الوحدويون داخل الحركة وعلى راسهم باقان اموم فى حال ابعاد "رمز الوحدة" من اهم موقع فى الحركة، ومعرفة ماذا ستكون ردة فعلهم، هل سيثورون وينتفضون ضد مثل هذه القرارات؟

ومن جانب اخر فإن باقان اموم المنحدر من قومية الشلك عدا تمثيله للوحدويين داخل الحركة، فهو ممثل لمنطقة اعالى النيل الكبرى التى تضم بجانب ولاية اعالى النيل ولاية الوحدة وولاية جونقلى، فربما يريد التيار الانفصالي ايضا معرفة ردة فعل ابناء هذه المناطق فى حال ابعاد اموم خاصة ان هنالك ممثل اخر من هذه المنطقة وهو رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب ونائب رئيس الحركة، وربما هناك اتجاه للاكتفاء بوجود شخص واحد فقط من هذه الجغرافية.