الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

فاطمة عبد المحمود: لا أستبعد فوزي رغم ذكورية المجتمع السوداني

زينب محمد صالح
المرشحة للانتخابات الرئاسية فاطمة عبد المحمود تعتبر قرار المحكمة العليا القاضي برفض قرار المفوضية استبعادها قرارا نزيها وعادلا.
25.04.2024
السيدة الوحيدة بين المرشحين للرئآسة - فاطمة عبد المحمود
السيدة الوحيدة بين المرشحين للرئآسة - فاطمة عبد المحمود

خلال حواري معها تركت الدكتورة فاطمة عبد المحمود المرشحة لمنصب رئاسة السودان لدي انطباع بأن نتيجة الانتخابات لا تكتسي اهمية خاصة لديها بقدر ما تكتسي قضية تعزيز المشاريع التنموية للمرأة والتي ستواصل اهتمامها بصرف النظر عن فوزها أو خسارتها. رئيسة الاتحاد الاشتراكى السودانى ومديرة كرسى اليونسكو للمراة فى العلوم والتكنولجيا أكدت أن اهتمامها بالمرأة بدأ منذ ان كانت وزيرة فى نظام مايو . وفيما يلي حوار معها بعد قبول المحكمة العليا بالطعن الذى تقدمت به ضد قرار المفوضية السابق الخاص باستبعادها من قائمة المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية.

كيف تنظرين الى قرار المحكمة العليا بشان قبول طعنك ضد المفوضية؟
اعتقد أن قرار المحكمة ان به عدل ونزاهة وركز على الجوهر. مفوضية الانتخابات كما تعلمي بنت استبعادها لي من قائمة مرشحي الرئاسة على اساس اننى لم اعتمد الوثائق اللازمة والتزكية للولايات، وكما تعلمين فالمطلوب من أجل الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية هو تزكية خمسة عشر الف ناخب من ثمانى عشر ولاية من بينها ثلاث ولايات جنوبية. والواقع اننى رغم صعوبة هذه المتطلبات اجتهدت وقيادات وقواعد تنظيم الاتحاد الاشتراكى الديمقراطي، وجمعنا تزكيات من تسعة عشر ولاية، من بينها الثلاثة ولايات الجنوبية المطلوبة، وصل عددها إلى اربعة وعشرين الف وخمسمائة صوت من المواطنين، وذلك بالرغم من ان لدينا وفود رجعت من الحدود بسبب بعض المضايقات. لكن لجان الانتخابات فى الولايات رفضت اعتماد التزكية باعتبار ان المنصب قومى ويجب اعتماده فى المفوضية القومية للانتخابات.


ذكرتي بأن هنالك جهات عربية وإسلامية تحركت وضغطت على المفوضية لاستبعادك من الترشيح فمن هي هذه الجهات؟
انا اعتمدت على ما نشرته بعض الصحف، فقبل اسبتعادي نشرت صحيفة الصحافة خبر استبعادى، وعزت ذلك إلى مجهودات وتحركات قامت بها بعض الجهات بالتعاون مع بعض البلدان العربية باعتبار ان ترشيح امراة لرئاسة الجمهورية هو فتح جديد للمرأة العربية ويجب الا يسمح به.


هل يعنى ذلك أن الجهات الإسلامية والعربية ما عادت مؤثرة على المفوضية بعد قرار المحكمة؟
هناك مؤثرات كثيرة كما تعلمي، اجتماعية وسياسية وخارجية وإلى حد ما دينية، ولكن الدستور يحمى حق المراة فى المساهمة فى مثل هذه المناصب ليس هناك نص قانوني يحرم حق المرأة فى الترشح للانتخابات، ومحاولة حرمانها هي محاولة غير مؤسسة لتمييز واضطهاد المراة.


هل هناك علاقة بين الجماعات التي تحدثتي عنها وبين النظام الحاكم او بالمؤتمر الوطني؟
المؤتمر الوطنى به قطاعات مختلفة فيه من يؤيد موقف المراة وفيه من قف ضدها بصلابة. ويميزها ويرى ان الوقت لم يحن، كما ان هناك جهات سلفية تدعو الى هذا الامر وناقشته فى الصحف وفى التلفزيون، لكنها لم تجد له السند القانونى. وهذه مسالة تتكرر على مدى الازمنة المختلفة ولاحظناها في بعض القطاعات المتشددة التي تقف ضد تطور المراة وتحاول لصق هذا الامر بالدين ولكن الدين برئى من هذه الامر وانما هى افكار اجتهادية  يمتلكها بعض المتشددين. لذلك أحب أن أشكر  رئيس المحكمة على عدالته ونزاهته وبعده عن أي تأثير.


هل تتوقعي فوزك في هذه الانتخابات في مجتمع يوصف بالذكورية؟
انا لا استبعد فوزي فى هذه الانتخابات رغم ذكورية المجتمع السوداني، لان هذه الذكورية لم تظهر كثيرا فى الانتخابات السابقة، ولم تظهر بصورة واضحة تحرم النساء من الفوز فقد فزت من قبل فى دائرة جغرافية بشمال امدرمان، فكونى مرأة لم يمنعني من الفوز. وايضا فى الاقليم الاوسط سابقا فزت باغلبية ولم اشعر ابدا بتمييز الرجال لى ولم اشعر باضطهادى فى هذا المجال. وانا اعتقد ان الرجل السودانى رجل مثقف ويميز الاشياء وليست هناك ضبابية فى افكارهم. انا اتحدث عن الاغلبية.


وايضا تتوقعين فوزك وانتي لديك تجربة في نظام غابر (نظام مايو)؟
طبعا نحن فى مايو رواد موضوع الكوته ال25% للنساء، وتم تنفيذها كاملا  على مستوى المحليات حتى انتهت فترة نظام مايو فى 86، لكن نحمد لحكومة الوحدة الوطنية بعد نيفاشا تكوين لجنة الدستور التى كنت  عضوا فيها ودافعنا عن قضية الكوته، وكنت مدافعة أساسية عنها، ووقفت معى نساء اخريات من بقية الأحزاب فى ذلك خاصة نساء الحركة الشعبية.


انا عنيت بسؤالي ماهو الجديد الذي ستقدمينه بعد ان كنت مشاركة فى نظام حكم امتد لستة عشر عاما اذا ما فزتي بالانتخابات؟
انا تحدثت لك عن الجانب الايجابى فى انى لا استبعد فوزى لكن هذا ليس هو المسألة، فالفوز والنجاح كما تعلمين في انتخابات مثل هذه او اقل منها تحكمه عوامل كثيرة، ولكن اذا فزت لا اعتقد ان هذا ستكون مشكلة امامى من ناحية القيادة والادارة وهذا مقدور عليها بالقدرات السودانية التنفيذية والتشريعية والوطنية، واذا لم افز فالتجربة فى حد ذاتها ممارسة للديمقراطية وتتيح اللقاء بالمراة فى الريف للوقوف على المشاكل الحقيقية فى المجتمع والمساعدة على كيفية حلها، وهو فى حد ذاته مكسب كبير للوقوف على المشاكل الحقيقية فى المجتمع  والمساعدة على كيفية حلها. سواء فزت أم لم أفز فانا وضعت لنفسى برنامج ساقوم بتطبيقه ومشروعات خاصة بالمراة وهذه ليست حديثة فقد بداتها منذ السبعينات والثمانينات والتسعينات وحتى الان، ودخولى فى الانتخابات سيجعلنى اكثر حماسة لاستقطاب الدعم الخارجى والدعم الخارجى، لكن ذلك سيكون بعد النتيجة لان قانون الانتخابات يمنع الدعم الخارجي أثناء الانتخابات، وسأبدأ فورا في مساعدة المراة والطفل والرجل وتحقيق المسائل التى وضعتها فى برنامجي السياسي حتى وان لم افز، فلدى التزام تجاه المجتمع ونحو المراة بغض النظر عن النسبة التى سوف يعطونى لها.


وكيف ستحققين ذلك؟
عبر الكرسي والاتحاد الاشتراكي وعبر المنظمات العالمية وسأجمع كل القوى التي احظى بدعمها. واعتقد انى ساجد تعاطف لهذه القضية كي احقق شيء وكي لا تكون هذه الانتخابات مجرد حركة أنا أريده أن تكون حركة وتجربة وخبرة ونتائج ايجابية تعود على المراة بالخير.


معروف ان مايو نقضت اتفاق اديس ابابا. فما هي الضمانة بالنسبة للجنوبين بألا تنقضي اتفاق نيفاشا إذا فزتي في الانتخابات؟
لا طبعا، هنالك قضيتان اساسيتان ساعمل بكل جهدى لانجاحهم اولا قضيتى الجنوب، بالنسبة لى كما تعلمين انا من خلفية مايوية وان مايو اهتمت كثيرا بقضية الجنوب باتفاق اديس ابابا ..


(مقاطعة) ولكنها نقضتها؟
تم نقض الاتفاقية ولكن السودان عاش عشرة سنوات فى سلام واستقرار وكانت سنوات التنمية الاساسية فى السودان بعد ذلك حدث خلاف. وجزء من هذا الخلاف حدث بسبب مطالب الجنوبين نفسهم بتقسيم الجنوب إضافة إلى مشاكل خارجية، لكن مؤكد ان نقض اتفاقية اديس ابابا كانت نقطة سالبة للغاية فى تاريخ حكومة مايو، ولكن الان نحن مع نيفاشا قلبا وقالبا ونعتقد انها صمام امان لتوحد البلاد رغم ما يظهر من وقت لاخر من هنات فى عدم الالتزام وتنفيذ البرنامج، ولكنى اعتقد ان بالعمل الجاد وتنفيذ الاتفاق يمكن ازالة هذه المخاوف وتحقيق البرنامج كما هو.


لكنى اتحدث عن ماهى الضمانة بالنسبة للجنوبين فى تنفيذ الاتفاقية والبرنامج كما هو فى حال فوزك؟
فترة مايو تختلف تماما، نحن الان فى فترة ديمقراطية وننعم بالشفافية والحرية التامة، ونحن قد اكتوينا من الوضع قبل اتفاقية اديس ابابا والان نعيش فى  نيفاشا، انا ساقف تماما مع نيفاشا وعلى تطويرها وعلى ازالة الهنات التي ظهرت، واعتقد ان نيفاشا هى عصب من اجل وحدة شقي البلاد الشمالى والجنوبى، لن ارجع الى الوراء ابدا وهذا التزام انا التزم به.


ومايو ايضا تسببت فى مجاعة كبيرة فى غرب السودان؟
طبعا وضع دارفور يختلف عن الجنوب لارتباطات كثيرة منها الارتباطات الدينية بين دارفور والشمال وان مسالة المجاعة فى غرب السودان سببه عوامل كثيرة منها التصحر الذي ضرب مناطق كثيرة مجاورة لدارفور، الا انه خلال فترة نظام مايو لم تكن هناك جهوية او عنصرية. وانا اقول هذا الحديث ليس دفاعا عن مايو وانما دفاعا عن الحقيقة والتاريخ. عملت كثيرا فى دارفور فى كل ولاياتها واسهمت فى مشروعات كثيرة خاصة بالمراة وبتشييد المدارس، وحتى الان توجد مدرسة الفاشر الثانوية باسم اتحاد نساء السودان، واعتقد ان المشاكل فى دارفور معقدة ومتداخلة جزء منها التصحر وجزء منها الصراعات الحزبية. ويجب إرجاع النازحين إلى قراهم بعد توفير البيئة الملائمة لذلك لحل الازمة الدارفورية. والتهميش ليس في الغرب والجنوب فقط وانما فى الشمال ايضا، ويجب ان تقسم الثروة فى كل من غرب السودان كما حدث فى الجنوب بشكل عادل وفى الشرق ايضا. وفى شمال السودان توجد عقبات كثيرة. ويجب ان تصدر قانون استثمارى بشكل عادل مع المواطن وان تذهب نسبة له لانه سيساعد  على محاربة الفقر.


وما هي رؤاك حول قضايا النساء فى السودان؟ على سبيل المثال يرى البعض أن قانون الأحوال الشخصية مجحف جدا في حق النساء والقانون الجنائي ايضا فيه مواد تعتبر مجحفة فى حق النساء، فماذا ستفعلين حيال ذلك؟
المراة حدث لها تطور زمنى منذ الاربعينات وفى كل هذه الفترات حاولت النساء بالتعاون مع الاجهزة الحكومية والطوعية  فى ازالة بعض من هذه المظالم وتحقيق قوانين تهيئ  للمراة المساواة  فى الحياة، ليس لانى من مايو ففى مايو تمكن من اجازة قانون المعاشات للمراة وقانون الطفولة والأمومة وتحديد وقت للرضاعة وساعدنا فى مسائل كثيرة تتعلق بالأحوال الشخصية للمراة ولكننا لم نصل إلى الدرجة التي نريد. وثورة الانقاذ اجازت قانون الحوال الشخصية وانا اتفق ان بها هنات وتحتاج للمراجعة. بالنسبة للقانون الجنائية فهناك بعض البنود التى تؤثر على المراة وعلى مساواتها ويجب ان تراجع بالتشاور وبالاساليب المختلفة الى تتبعها المراة لتكسب حقوقها، وانا اقدر جدا الجمعيات والنشاطات التى تقوم بها الامم المتحدة في هذا الاتجاه، وقد اتضح لي مؤخرا أثناء حضوري لمؤتمر أممي فى بيروت ان السودان والصومال هما الدولتان الوحيدتان فى العالم اللائى لم يصادقن على سيداو، وانتى تعلمى ان الصومال منذ عشرات السنين لا تعتبر دولة لفشل الحكومات فيها، وبقي اذن السودان لوحده  الذى لم يوقع سيداو حيث اعترضت الحكومة السودانية على بنود تتناقض والشريعة الاسلامية.


وماذا عن مشاركة دارفور فى الانتخابات القادمة بالنسبة لكم؟
يبدو من المراجع الإخبارية أن دارفور منقسمة على نفسها، فجزء سجل للانتخابات وسيشارك فى الانتخابات القادمة، وجزء لم يسجل وبالتالي لن يشارك، إن هذا الأمر يقتضى ان يوضع حل لقضية دارفور قبل الانتخابات، واذا لم يوضع حل سيكون هناك جزء كبير من الوطن معزول عن التطور الديمقراطى الذي حدث. ونعلم ان هناك مجهودات تقوم بها جهات خارجية وداخلية وامل ان يكون ذلك حل حتى لا يكون ذلك بداية صراع من نوع آخر.


من خلال هذا الحوار تكون لدي انطباع بانك لا تسعين للفوز في الانتخابات وانما تريدين خوضها والسلام؟
انا اخوضها ومثلى مثل الاخرين اتوقع النجاح والفشل، لكني أؤكد أنني إذا نجحت فإننى قادرة على تحمل المسؤولية بالخبرة والمعاونين والخبرات الوطنية، وفي حالة الفشل فان موقفي لن يتغير من القضايا السودانية وقضايا المراة بل ربما سيكون ذلك باعثا اكبر لاستطيع الوقوف على القضايا التنموية.