الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

القوى السياسية بدارفور تستبعد عقد الانتخابات بالإقليم في موعدها

آدم محمد أحمد
عقدت القوى السياسية بدارفور مؤتمر صحفيا في الخرطوم استبعدت فيه عقد الانتخابات بالاقليم في موعدها.
© futureatlas.com
© futureatlas.com

قضايا جوهرية دفع بها تحالف القوى السياسية بدارفور حول الوضع السياسي الراهن للخلوص إلى نتيجة مفادها استبعاد عقد الانتخابات تحت مظلتها، وذلك في مؤتمره الصحفي الذي عقده بدار حركة مناوي أمس(24 يناير) في الخرطوم. ووصف التحالف الإصرار على إكمال الإجراءات الخاصة بعملية الانتخابات وفقا للسياق الذي تسير عليه الآن يعتبر "كارثة" وسيؤدي إلى المزيد من التعقيد.

وذكر التحالف أن أبرز القضايا التي تحول دون عقد الانتخابات في موعدها في الإقليم هي "الحرب المستعرة بدارفور، والتعداد السكاني، والسجل الانتخابي"، وهي القضايا نفسها التي ظلت القوى السياسية بكافة أنحاء السودان وعلى مدى ما يزيد عن السنة تشير إليها وتطرق عليها باعتبارها "الوتر" الضعيف الذي يحتاج إلى الشد حتى ينساق في نغمة سياسية واحدة تدعم التحول الديمقراطي المنشود. لكن الجديد في مؤتمر أمس كان الطريقة التي طرح بها تحالف القوى السياسية بدارفور تلك القضايا، فقد كانت طريقة تنم عن "ربكة" أصبحت تبسط ظلالها على "قوى تحالف جوبا"، وهذا ما أكده رئيس تحالف القوى السياسية والقيادي بالحركة الشعبية عبد الرحمن البشاري عندما قال في مستهل حديثه أمس "إننا ظللنا نتابع باستمرار مقررات جوبا ومدى تحقيقها وتوصلنا إلى أن القوى السياسية بالمركز لم تستطع أن تعبر بتلك الاشتراطات إلى مبتغاها مما دفعنا إلى المجيء إلى الخرطوم لبحثها”.

كذلك توحي طريقة المطالبة بالقضايا محل الاهتمام بوجود اختلافات بين القوى السياسية بالعاصمة وفروعها في الهامش. وبالرغم من أن القيادات السياسية التي تحدثت أمس في المؤتمر نفت ذلك وأكدت أنها تعمل بالتنسيق مع مراكز اتخاذ القرار في أحزابها بالمركز، لكنها نبهت في حديثها إلى أنها تريد أن ترسل رسالة للمركز مفادها أن الأقاليم لم تعد تنتظر القرارات فقط لتنفذها، وإنما وصلت إلى درجة من النضوج السياسي المتكامل الذي يمكنها من إلقاء النظر على القضايا بزوايا مختلفة وبرؤية أكثر اتقادا.

ويضم "تحالف القوى السياسية بدارفور" في صفوفه تنظيمات الحركة الشعبية، وحزب الأمة القومي، وحزب المؤتمر الشعبي، والتحالف النسوي، والحزب الشيوعي السوداني، وحزب الأمة الإصلاح والتجديد، وحزب البعث العربي الاشتراكي وحركة تحرير السودان جناح مناوي. وبعد أسبوع من الاجتماعات المكثفة مع قيادات الأحزاب بالمركز شملت الصادق المهدي ومحمد إبراهيم نقد والترابي قرر التحالف أنه مع قيام الانتخابات في موعدها في دارفور لأنها الوسيلة السليمة لتبادل السلطة، لكنه استبعد قيامها في الموعد المضروب لأسباب عديدة حددها في الحرب في دارفور التي حسبما أشار ما زالت مشتعلة، وأن كل من يتحدث بخلاف ذلك فإنه يعمد إلى "تغبش" الحقائق. وقال رئيس التحالف عبد الرحمن البشاري إن الدليل على ذلك هو تردي الأوضاع الأمنية في الإقليم المضطرب من خلال المناوشات التي تجري بين قوات الحكومة والحركات المسلحة، ومن ضمن الأسباب أيضا أشار التحالف إلى عدم تعديل القوانين التي يرى أنها مقيدة للحريات الأمر الذي انعكس على عدم قيامها بممارسة نشاطها السياسي حتى داخل دورها، وهذا مقرون بقانون الطوارئ الذي يطبق حاليا في دارفور بسبب ظروف الحرب منذ العام 2003 وفقا لعبد الرحمن البشاري.

والسبب الثالث الذي ورد ذكره في مستهل التوضيح أمس هو التعداد السكاني الذي تم بشكل انتقائي في الإقليم حسبما قال عبد الرحمن مما جعل مناطق كبيرة ذات ثقل سكاني لا تحظى سوى ببضعة دوائر انتخابية مما يعني تقليصا لحقها السياسي وحرمانا للمواطن من الانتخابات، يضاف إلى ذلك أن السجل الانتخابي الذي شابه تزوير كبير تم بموجبه استبعاد النازحين منه، وفقت للبشاري الذي يقول إن المؤتمر الوطني الحزب الحاكم عمد إلى عدم تسجيل النازحين باعتبارهم غير موالين له. ومن الأسباب التي يرى التحالف أنها عائق أمام قيام الانتخابات في دارفور، الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها الإقليم، وحالة الفقر والبؤس وشبح المجاعة. وقال البشاري إن جوال الذرة بالإقليم وصل سعره إلى أكثر من (170) جنيه سوداني في حين أنه في السابق لا يتعدى السبعين جنيها، مما يجعل من مشاركة المواطنين هناك أمرا غاية في الصعوبة، وأخيرا أضاف التحالف ضرورة وحدة السودان باعتباره محكا محتملا يستوجب النظر إليه، ومطالبة القوى بالمركز إلى السعي بوضع برنامج واضح يدفع الجنوبيين إلى وحدة السودان.

لكن السؤال الذي يجب على قيادات تحالف القوى السياسية بولايات دارفور الإجابة عنه بعد أن أفصحت عن هدفها من زيارتها للمركز ولقاءاتها المتكررة مع منظمات المجتمع الدولي المعنية بالأمر هو: ما هي الحلول التي وضعتها للوصول إلى مخرج يجعل من قيام الانتخابات في دارفور ممكنا؟.. وللإجابة عن هذا السؤال يقول رئيس التحالف عبد الرحمن البشاري "دفعنا بمذكرة إلى القيادات في المركز طالبنا فيها بضرورة الخروج بقرارات واضحة وحاسمة حول الانتخابات من خلال الاتفاق على برنامج يقوم على الحد الأدني للخروج بالبلاد من المازق السياسي الراهن". غير أن التحالف لا يخفي يأسه من إمكانية تحقيق ذلك في وقت شارف على النهاية. ويقول البشاري "قصدنا أن نبرئ ذمتنا وإرضاء الضمير العام أمام الشعب، وتحميل قيادات القوى السياسية بالمركز والمجتمع الدولي مسؤولية إجراء انتخابات في دارفور في ظل بيئة سياسية غير صالحة لممارسة هذا الحق الدستوري"، ونبه البشاري إلى أن الإصرار على قيامها في هذه الظروف حتما سيقود إلى فوز المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم، والبقاء في سدة السلطة من خلال إعادة تنصيب قيادته في تلك الولايات، وهم سبب الكثير من الأزمات، حسبما أشار، مما يعني استمرار الصراع في الإقليم دون حلول.