أعتقد أن لدينا خارطة طريق تم التوقيع عليها، ونحن جادون في تنفيذها. صحيح الجولة رفعت بسبب تعنت الحركة الشعبية وحركات دارفور، وكان واضح للوساطة والمراقبين أن السبب الرئيس هو تعنت الشعبية والإصرار على موقفها بإيصال مساعدات بطريقة غير منطقية من مطار جوبا ومطار لوكشوشكو في كينيا. هذا تعنت لعدم المضي قدماً في تنفيذ خارطة الطريق.
الطرف الآخر دارفور كان واضحاً بعد أن توصل الفريق المفاوض في دارفور لاختصار الخلافات حول ثلاث قضايا فقط جاءوا بعدها بثلاث عشرة قضية جديدة، وهذا ما قاله الرئيس ثامبو أمبيكي، رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، وتمت العودة إلى المسودة الأولى بعد أن وصلوا إلى المسودة الرابعة.
كانت معلوماتنا مسبقا أنهم لم يأتوا للمضي في السلام ولتنفيذ خارطة الطريق، لكنهم جاءوا فقط لرفع الضغط الإقليمي والدولي لكن الضغط الإقليمي، أعتقد لم يكن لتوقيع الخارطة فقط، إنما كان من أجل السلام والاستقرار.
عرمان حاول أن يقتل خارطة الطريق لخمسة أشهر لكنها لم تمت.. لم يُوقِّع وانتظر خمسة أشهر، وجاء ووقع عليها دون إضافة أي شولة، محاولات قبرها موجودة، لكن إرادة السلام أقوى من عرمان ومن كل أمراء الحرب.
نحن لا نأتي إلى المفاوضات بمعلومات مسبقة، نأتي بإرادة قوية لتحقيق السلام، حتى يثبت الطرف الآخر عكس ذلك.
فقط تمسكوا بأن تكون هناك دولة أخرى في المنطقتين تأتيها الطائرات والإغاثات دون المرور بالسودان، ودون اعتراف بسلطة الحكومة على أراضيها. هل يمكن أن نقنع أحداً بأننا نستطيع أن نأتي بالمساعدات الإنسانية من جوبا، ونحن الآن لدينا اتفاق موقع مع حكومة جنوب السودان لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في الجنوب؟ هذا عبث أرادوا به أن تفشل الجولة.
هذا كله عبث، هذه مسألة سيادة ليست مسألة مطار واحد أو مطارين، هذه تجربة سابقة لن ندخلها مرة أخرى وهي تجربة شريان الحياة الذي أطال الحرب في الجنوب لعشرات السنين: أن تأتي الطائرات من كل الدنيا لمناطق التمرد وتجلب السلاح والمنظمات المشبوهة لاستمرار الحرب. الاتفاق المعروض فقط اتفاق لوقف عدائيات تبدي حسن نية لذلك. وقف العدائيات الآن معلن من جانبنا، لكن الحركة لا تريد أن توقع على أي ورقة.
الإمام ليس طرفاً في وقف عدائيات.
سوف نتواصل معه ومع كل القوى السياسية.