الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

أيام قبل ميلاد الدولة الجديدة في الجنوب ...جوبا...صورة عن قرب!!

حسن بركية
فيما لاتزال المعلومات حول حضور الرئيس الأمريكي باراك أوباما غير مؤكدة، تتواصل الاستعدادات في جوبا لاستقبال 50 رئيس دولة في احتفالات عيد إعلان دولة الجنوب.
25.04.2024
أيام قلائل تفصلنا عن استقلال جنوب السودان الذي اختاره أكثر من 90% من الجنوبيين شهر يناير الماضي.
أيام قلائل تفصلنا عن استقلال جنوب السودان الذي اختاره أكثر من 90% من الجنوبيين شهر يناير الماضي.

وشح جوبا هذه الأيام بثوب جديد بعد أن خلعت رداء الحرب قبل سنوات، وتبدو المدينة متأهبة للحدث الكبير، ميلاد دولة الجنوب بعد أيام قلائل. هذا الإحتفال الذي سيقام في التاسع من يوليو سيحضره نحو 50 رئيس دولة، فيما لاتزال المعلومات حول حضور الرئيس الأمريكي باراك أوباما غير مؤكدة.


ميناء جوبا النهري الرابط بين الشمال و الجنوب. © حسن بركية.
وتزامنت الاستعدادات للاحتفال بميلاد دولة الجنوب مع ما أشيع عن قرار الحكومة الإتحادية القاضي بإغلاق الحدود ومنع تدفق السلع والمواد الغذائية إلى الجنوب. إلا أن الحكومة في الشمال نفت القيام بهكذا خطوة، فيما تؤكد حكومة الجنوب إقدام الخرطوم على إغلاق الحدود. وإذ عبرت قطاعات واسعة من الجنوبيين عن سخطها من القرار.

قال أتيم قرنق القيادي بالحركة الشعبية" إن قيام حكومة المؤتمر الوطني بإغلاق الحدود ومنع تدفق السلع والمواد الغذائية إلى الجنوب، قرار يعكس مدى سوء نية الحكومة في الشمال وهو قرار يقفز فوق كل الأواصر والصلات بين الشعبيين". وردت حكومة الجنوب بإتخاذ خطوات مماثلة ومنعت دخول بعض السلع من الجنوب إلى الشمال.

ورغم ما سبق، تبدو الحياة في مدينة جوبا طبيعية ولاتوجد مشاعر عدائية تجاه القادمين من الشمال. وبالعكس من ذلك، يسيطر التجار الشماليون خاصة أبناء دارفور على الحركة التجارية في عدة أسواق بمدينة جوبا، ومعظم الذين تم استطلاعهم قالوا انهم لم يتعرضوا لأي نوع من المضايقات.

الغالبية العظمى من الجنوبيين تقف ضد خيار العودة إلى الحرب، خصوصا أنهم دفعوا ثمنا غاليا، تمثل بفقدان حوالي مليوني شخص، إضافة إلى الخسائر في الممتلكات. ويبقى أن قضية أبيي تفرض تفاصيلها وملامحها كقضية غير قابلة للنسيان أو التجاوز وهي بالنسبة لأبناء أبيي مسألة حياة أو موت وهم يشكلون حضورا بارزا في مجتمع مدينة جوبا وفي حكومة الجنوب .

"ووقع الإختيار على حوالي 50 فندقا لإستقبال الوفود القادمة إلى المدينة."

وبالعودة للاحتفلات الموعودة، يواصل عمدة مدينة جوبا محمد الحاج باب الله زياراته التفقدية للفنادق والمحلات التجارية والمطاعم، حيث صدرت أوامر فورية بإغلاق الفنادق والمطاعم المخالفة للمواصفات، خاصة تلك المتعلقة بالجوانب الصحية. ووقع الإختيار على حوالي 50 فندقا لإستقبال الوفود القادمة إلى المدينة.

وتترافق هذه الاستعدادات مع ورشة عمرانية وتأهيلية، خصوصا في جانب الطرق الداخلية للمدينة، حيث هناك حركة واضحة في عمليات السفلتة والردميات والقيام ببعض الإصلاحات في المجاري والجسور. وفي مطار جوبا، يتكثف العمل في كل الإتجاهات، خاصة مع زيادة حركة الطيران بين جوبا ودول الجوار وبقية مدن الجنوب. ويشكل الطيران الوسيلة الأساسية في حركة النقل بين مدن الجنوب.

تبدو القضايا المحلية مسيطرة على إهتمامات حكومة الجنوب، خاصة سلطات مدينة جوبا المهمومة بنظافة الشوارع ورفع مستوى خدمات الفنادق والمطاعم. وقال نائب عمدة جوبا في تصريحات صحفية ، إن مجلس المدينة شرع على الفور في إجراء تقييم لمعرفة الصورة التي يريد المواطنون أن تبدو جوبا عليها، مشيرا إلى إن تنظيف المدينة ووضع أطفال الشوارع من القضايا التي ينبغي معالجتها قبل التاسع من يوليو، موعد اعلان جنوب السودان كدولة مستقلة.


آزالة المناطق العشوائية في جوبا قوبلت بالرفض من طرف السكان الذين فقدوا كل ما يملكونه بعد هدم سكنهم. © حسن بركية.
وتواجه الإستعدادات ليوم التاسع من يوليو العديد من العقبات والمشاكل، فقد قوبلت عمليات إزالة بعض المناطق العشوائية بموجة عالية من الرفض والإستنكار. وفي النهاية، قامت السلطات بإزالة المخالفات. ومن القضايا التي تحظى بالاهتمام رغم ضجيج الاحتفالات قضية العمالة الأجنبية والتواجد الاجنبي الكثيف في المدينة.

وكان العمدة أعطى هذه القضية حيزا كبيرا في برامج المقاطعة لتغيير وجه المدينة إستعدادا لمرحلة الدولة الجديدة. وقال باب الله "إن الأجانب سيحصلون على فرص للإيجار في الأسواق الجديدة والحصول على شهادات لمزوالة العمل". وأشار إلى "أن المستثمرين الأجانب يمثلون حوالي 80%من قطاع التجارة في مدينة جوبا".

وتبقي ظاهرة الإرتفاع الجنوني في الأسعار أكثر قضية تقض مضجع سكان المدينة، فجوبا من أغلى المدن الإفريقية، فالأوروبيون أنفسهم يشكون من الغلاء الفاحش في الأسعار (الفنادق- المواصلات- أسعار الأطعمة والمشروبات ..ألخ) فكيف بالمواطن.