الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

نزلاء سجن واراب في جنوب السودان يموتون بسبب الاكتظاظ والقذارة وقلة الطعام

أبينق كلوويل
كواجوك – قال مسؤولو سجن واراب إن 17 نزيلاً ماتوا نتيجة المرض خلال الـشهور الـ 12 الماضية. واعتبر السجناء أن الجوع وافتقاد الهواء النظيف سببان رئيسيان لمحنتهم.
25.04.2024
السجناء يصغون إلى مسؤولين رسميين أثناء قيامهم بجولة تفتيش في سجن واراب في 26 فبراير.
السجناء يصغون إلى مسؤولين رسميين أثناء قيامهم بجولة تفتيش في سجن واراب في 26 فبراير.

تحدث القائم بأعمال مدير مصلحة السجون ديفيد دينق أليير عن وفاة 17 سجيناً منذ السنة الماضية، منهم ثلاثة توفوا في الأسابيع الماضية وأربعة آخرون قيل إن وضعهم حرج.

وأضاف متحدثاً لـ ’النيلان‘: ”يعاني السجن ظروفاً قاسية كالازدحام الخانق وسوء الأوضاع الصحية والطعام السيئ المقدم للسجناء ونقص الخدمات الطبية“.

وليس للسجن الصغير نوافذ تسمح بدخول الهواء، وقد عانى الذين ماتوا فيه من تورم الأطراف والطفح الجلدي والإسهال الحاد.


مسؤولون حكوميون يتفقدون الطعام الدي يقدم للسجناء بعد وفاة عدد منهم، 26 فبراير.
© النيلان | أبينق كولوويل

وتحدث السجين مالويث دوال إلى وفد حكومي زار السجن قائلاً: ”نصارع كي نتنفس عندما نكون داخل الزنازين. ليست هناك نوافذ تسمح بدخول الهواء، ونعاني من الحر الشديد الحالي.“

وفي الوقت نفسه، هناك نقص في كمية الطعام المقدمة للسجناء. وأرجعت السلطات عدم كفاية الطعام إلى عدم تسديد الحقوق المالية لموردي المواد الغذائية إلى السجن لأكثر من عام.

وربط نزيل آخر يقضي حكماً مدته سنتين الوفيات الأخيرة بنقص الطعام، فقال: ”طالما أننا نتناول صنفاً واحداً من الطعام (وهو البوشو والفول) طيلة عام كامل فمن المستحيل أن لا نصاب بالأمراض“. وأضاف إن بعض الأطعمة تقدم لهم رغم أنها غير صالحة للأكل.

الاكتظاظ الشديد بلغ أيضاً حده الأقصى، حيث ذكر مسؤولو سجن واراب أن السجن يضم 193 نزيلاً، أي أكثر من ثلاثة أضعاف سعته المفترضة.

وأرجع بعض السجناء، مثل ثيب ثيب، سبب الاكتظاظ إلى قصور النظام القضائي، وقال: ”يكتظ هذا السجن بنزلائه بسبب طول المدة التي تستغرقها تسوية قضايانا“.

لكن مأمور الضبط القضائي، مايكل وادي، نفى أن يكون التأخير ناتجاً عن عدم التعاون مع إجراءات التحقيق، إذ قال: ”المشكلة الرئيسية في معظم القضايا هي عدم تعاون الأطراف أثناء التحقيق ولهذا تستغرق القضايا زمناً طويلاً“.


سجينات محتجزات في سجن واراب، 26 فبراير.
© النيلان | أبينق كولوويل

في 26 فبراير 2013، زار وفد من سلطات الولاية السجن وسط مخاوف من تدهور أوضاع السجناء الصحية.

وقد ذكر وزير الدولة سليمان أنقوي أن الأطباء تحدثوا عن الازدحام الشديد وسوء الأوضاع الصحية ونقص وجبات الطعام. وحث إدارة السجن على تنبيه وزارته بشأن مثل هذه الحالات كي يسرعوا بمعالجتها.

ووعد الوزير بإجراء عمليات تفتيش متكررة ومراقبة ظروف السجن. وفي الوقت نفسه، ذكرت السلطات أنها ستحاول تقليص عدد النزلاء بإرسال السجناء الذين يقضون أحكاماً أقل إلى سجون أخرى في المنطقة.

حققت المنظمة الدولية المختصة بحقوق الإنسان هيومان رايتس ووتش في يونيو الماضي في ظروف السجون في جنوب السودان ووصفتها بأنها "قاسية وغير مقبولة".

ووفقاً للتقرير الذي استند إلى مقابلات أجريت مع 250 نزيلاً ومجموعة من المسؤولين والضباط، وجد الباحثون أن ثلث نزلاء سجون جنوب السودان لم تتم إدانتهم بأي جرم، أو أنهم احتجزوا لفترات طويلة بانتظار إجراءات تسوية قضاياهم.

وذكر التقرير: ”ظروف السجن القاتمة والبنية التحتية البدائية والمتضررة وغير الصحية“، وأضاف بأن هناك نقصاً في التهوية والماء والطعام.

وتحدث التقرير عن وفاة عشرة سجناء في سجن أويل وما لا يقل عن خمسة في سجن بنتيو في عام 2011 معظمهم نتيجة أمراض يمكن معالجتها.