الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

خريج جامعي يحث سكان كواجوك على هجر التقاليد والعمل في رعي الأغنام

أبينق كلوويل
كواجوك - يندر رعي الأغنام في جنوب السودان، بل لا يسمع به أحد عملياً في منطقة تسيطر عليها الدينكا مثل كواجوك، إلا أن ماتو دينق، خريج جامعة جوبا البالغ من العمر 39 اتجه لرعي الغنم بصفة نهائية.
25.04.2024
ماتو دينق مع أغنامه، 17 نوفمبر 2012.
ماتو دينق مع أغنامه، 17 نوفمبر 2012.

تعتبر الأبقار في جنوب السودان رمزاً قوياً للمكانة والقوة والثروة، وهي العملة الرئيسية المستعملة لشراء عروس. وبالمقابل، يندر وجود الأغنام، ولكن بعض الناس اختارها كمصدر جديد للثروة.

يتساءل ماتو دينق، العاطل عن العمل ولديه أسرة كبيرة يعيلها، لماذا لا يكون رعي الغنم أكثر انتشاراً.


ماتو دينق، 17 نوفمبر 2012.
© النيلان | أبينق كولوويل
يقول دينق، الذي نقله رب عمله إلى كواجوك في ولاية واراب: ”كانت الرغبة بإيجاد مصدر دخل هي ما دفعني للاستثمار في الأغنام. وأنا على دراية بأن الأغنام سهلة الانقياد وسريعة التكاثر“.

لقد رأى قدرات كامنة في الأراضي المكشوفة الخالية من السكان فقرر أن يطلق مشروعه غير التقليدي.

كان دينق يكسب من عمله في مقر حكومة الولاية 900 جنيه جنوب سوداني (قرابة 250 دولار أميركي)، وهو لا يكفي أبداً لإطعام عائلة كبيرة تضم زوجتين وأطفال مع أطفال شقيقه وأقارب آخرين. كان رعي الغنم قضية حياة أو موت للأسرة.

كذلك أراد أن يظهر للمجتمع المحلي منافع تربية الحيوانات المنزلية متحدياً بذلك المعايير المحلية. قال: "أعرف أن الناس عندنا يملكون كثيراً من الأبقار والماعز والأغنام والدجاج، لكنهم يربونها لمجرد المكانة الاجتماعية".

وقد استطاع بتربية 876 رأساً من الأغنام و282 من الماعز بيع أكثر من 200 خروف و80 عنزة خلال سنة ليحقق ربحاً مقداره 112000 جنيه جنوب سوداني.

لحم الضأن مرغوب جداً، حسبما قال، مضيفاً إن حكومة الولاية والمنظمات غير الحكومية تشتري أحياناً 20 خروفاً صغيراً دفعة واحدة.

بدأ بناء عمله بخطوات ثابتة في عام 2006. كان يدخر 200 جنيهاً في الشهر ويستثمر أمواله في الأغنام التي كانت كل رأس منها يكلف 50 جنيهاً. وقد قسّم منزله إلى قسمين: نصف لأهله ونصف للأغنام.

ولأنه درس الماشية، فقد استطاع تأمين الأدوية واللقاحات لقطيعه المتنامي.

وبعد ثلاثة سنوات أصبح لديه 400 نعجة. لكن خططه لشراء دواجن وأبقار وماعز أوقفتها الحكومة والمجتمع السكاني اللذان رفضا بيعه المزيد من الأراضي.

”هم لا يدركون أن ليس هناك عمل يدر من المال ما يوازي المكسب من تربية الأغنام“
ماتو دينق
ومن العقبات التي واجهها هناك اللصوص والكلاب والسيارات: سرق هؤلاء الأعداء 20 بالمئة من قطعانه أو أكلوها أو دهسوها.

في الوقت نفسه يصعب التغلب على القوالب الاجتماعية النمطية. يقول دينق: ”ينشر بعض الناس الإشاعات عني قائلين: كيف يمكن لخريج جامعي أن يربي أغناماً بدلاً من البحث عن عمل أفضل. هم لا يدركون أن ليس هناك عمل يدر من المال ما يوازي المكسب من تربية الأغنام.“

يأمل دينق، على المدى الطويل، أن ينشئ مزرعة تضم الأبقار والماعز والدواجن إضافة إلى ما يقارب 2000 رأس من الغنم.

وهو يشرح قائلاً: ”إن الحصول على الأراضي حول كواجوك هو مشكلتي الرئيسية الآن. سوف أوسع العمل، إن استطعت، وأوظف الناس ليعملوا في المزرعة“. وأضاف قائلاً إن مزرعته ستكون بمثابة مركز أبحاث للعلماء ولتوفير السماد الحيواني للمزارعين.

وقال دينق إنه من خلال بيع الأغنام يتمكن من تعليم 14 طفلاً ويؤمن مستلزمات أسرته.

وقد حث ذوي الدخل المنخفض على أن يتعلموا درساً من تجربته قائلاً: ”الأغنام هي الحيوان المثالي بالنسبة للفقراء؛ فتربيتها قليلة التكلفة وتدر أرباحاً كبيرة.“