الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

أقوير: لحسم وجود ”جيش الشيطان“ و لكف الخرطوم عن دعم الميليشيات

حسن بركية
أقوير: نحن لسنا دعاة حرب ولكن الجانب الثاني وعلى أعلى المستويات كان ولازال يعمل على نسف الاستقرار في المنطقة.
25.04.2024
فيليب أقوير، الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي، مع بنجامين بارنابا وزير الإعلام الجنوبي.
فيليب أقوير، الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي، مع بنجامين بارنابا وزير الإعلام الجنوبي.

مع اقتراب لحظات ميلاد دولة الجنوب تتصاعد حدة التوترات بين الشمال والجنوب، ولاتزال تطورات الأوضاع في أبيي وكادوقلي تلقي بظلالها على مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب. في الحوار التالي، يضع العقيد فليب أقوير، الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي، النقاط على حروف الأزمة المشتعلة في جنوب الشمال وشمال الجنوب. أقوير قال \"نحن لسنا دعاة حرب\" داعياً الخرطوم إذا كانت راغبة في علاقات ودية إلى \"الكف عن دعم المليشيات المتمردة في الجنوب\". وتعهد بـ\"حسم أمر وجود جيش الرب في كل مناطق وأراضي الجنوب قريباً\" واصفا إياه بـ\"جيش الشيطان\". و في ما يلي نص الحوار:


س: في البداية دعنا نسألك عن التقارير التي ذكرت قيام الجيش الشعبي بتحريك قوات كبيرة في منطقة أبيي و خاصة أن المنطقة شهدت قبل أيام وقوع اشتباكات بين القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي؟


ج: منطقة أبيي بالكامل تقع تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية ولا توجد أية قوات عسكرية تابعة لنا هناك. قبل أيام وقعت اشتباكات بين وحدة عسكرية تابعة للجيش الشعبي، كانت تقوم بمهمة إستطلاع عادية في جنوب نهر كير، مع القوات المسلحة والخسائر التي خلفتها تلك الاشتباكات 7 من الجرحى في جانب الجيش الشعبي و5 قتلى في جانب القوات المسلحة السودانية.

س:أيام قليلة قبل إعلان ميلاد دولة الجنوب والحرب مشتعلة بين الشمال والجنوب هل نتوقع مزيد من القتال بعد التاسع من يوليو؟


رد بسرعة: هذا السؤال كان يجب أن يُوجّه إلى قادة القوات المسلحة السودانية لأن الجيش السوداني هو المبادر بإعلان الحرب. منذ العام 2007، لم يقم الجيش الشعبي بأي خرق لإتفاقية السلام على طول الحدود بين الشمال والجنوب من راجا إلى النيل الأزرق. كل التجاوزات التي حدثت طيلة الفترة الماضية كان يقوم بها الجيش السوداني. نحن لسنا دعاة حرب ولكن الجانب الثاني وعلى أعلى المستويات كان و لا يزال يعمل على نسف الاستقرار في المنطقة.

س: هناك صراعات داخلية في الجنوب ما مدى قدرة الجيش الشعبي على بسط الأمن هناك وخاصة أن عدة ولايات تشهد إضطرابات أمنية؟


ج: الجيش الشعبي يحكم سيطرته على كل الجنوب، صحيح أن 3 ولايات هي جونقلي وأعالي النيل والوحدة كانت تشهد بعض الإضطرابات الأمنية، ولكن الآن الأمن مستتب في كل الولايات وخاصة ولاية جونقلي، حيث قام قائد التمرد هناك بتسليم نفسه، ودخل في حوار مع حكومة الجنوب وهو موجود في جوبا. عموما الأوضاع الأمنية تتحسن بصورة كبيرة.

س: المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب تشهد توترات أمنية في أكثر من منطقة وهناك اتهامات للجيش الشعبي بالضلوع في تلك الأحداث؟

ج: الجيش الشعبي بريء من تلك الاتهامات، والجهة التي تدعم التوترات في جنوب الشمال وشمال الجنوب معروفة للجميع. إذا كانت الخرطوم راغبة في علاقات ودية مع دولة الجنوب عليها الكف عن دعم المليشيات المتمردة في الجنوب، خصوصا تلك التي تتلقى الدعم والتوجيه من استخبارات القوات المسلحة السودانية. نحن من جانبنا لامصلحة لنا في قرع طبول الحرب، ولا أعتقد أن الشمال له مصلحة في الحرب، ولكن هناك من يعمل على صب الزيت على النار، ولديهم نوايا سيئة تجاه الجنوب والجنوبيين.

س: بعد أيام سيصبح الجيش الشعبي جيشا نظاميا (جيش دولة)‪.‬ ما هي الخطوات التي اتُخذت للتعاطي مع الوضع الجديد؟


ج: أولاً إن عملية تطوير وتحديث قدرات الجيش الشعبي وجعله جيشا نظاميا مهمة ليست بالسهلة. من المعروف إن الجيش الشعبي خرج من حرب إستمرت 20 عاما، والتحديث يحتاج إلى موارد ضخمة وميزانيات كبيرة. كما هو معلوم، مصادرنا المالية ضعيفة خاصة أن حكومة الجنوب تواجه تحديات بناء دولة جديدة. و من التحديات التي تواجه الجيش الشعبي تباين الخلفيات والمكونات لأفراد الجيش، وهذا الوضع يتطلب تفاهمات جديدة في مرحلة ما بعد الحرب و تطوير القدرات و تغيير عقلية الجيش من عقلية الحرب إلى عقلية السلام واحترام قوانين الدولة الجديدة عموما \'العمل ماشي\'.

س: لماذا يلجأ الجيش الشعبي إلى الخيار العسكري في حل الصراعات وما المانع في حل تلك النزاعات بالطرق السلمية؟


ج: بعد العفو الذي أصدره الفريق سلفاكير ميارديت فتحنا باب الحوار مع كل المليشيات المتمردة ولكن القوات المسلحة السودانية مازالت تمد تلك المليشيات بالأسلحة وتحرضهم على عدم الدخول في حوار مع حكومة الجنوب.

س: ماذا عن جيش الرب؟ هل نجح الجيش الشعبي في الحد من تحركات أفراد جيش الرب؟


قال بسخرية: \'هذا جيش الشيطان ما جيش الرب\'، ويتلقي الدعم من القوات المسلحة السودانية وحتى التعليمات تأتي من الخرطوم وإذا طلبت القوات المسلحة السودانية منهم التوقف عن الجرائم التي يرتكبوها سيفعلون ذلك فورا، فهم في النهاية عبارة عن أدوات في يد القوات المسلحة السودانية والآن لا وجود لهم يذكر إلا في مناطق محدودة: غرب الاستوائية. و على أية حال، سنحسم أمر وجود جيش الرب في كل مناطق وأراضي الجنوب قريبا..

و تستمر الإتهامات، كل طرف يلقي باللوم على الآخر بينما آلاف المشردين يعانون من حرب مريرة هزت الحياة البسيطة التي كانوا نعمون بها. و السؤال يبقى دائما:  إلى متى سيبقى قيّاد السودان، شمالا و جنوبا مصممون على عدم الاتفاق، كل في ركنه يشاهد باستنكار معانة الشعب، دون اتخاذ أي خطوات صادقة نحو حل كل هذه الأزمات؟