الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

السودان - ’انتفاضة كرامة‘

مها التلب
الخرطوم - بينما يتواصل التواجه بين المحتجين وقوات الأمن على الشوارع السودانية وعلى الانترنت، يرى عدد من المراقبين أن الحل الوحيد أمام النظام الحاكم في السودان هو التوقف عن العنف ضد المحتجين والتخلي نهائيا عن الحكم.
25.04.2024
 27 سبتمبر 2013.
27 سبتمبر 2013.

تباينت آراء السودانين حول الإحتجاجات الأخيرة التي اجتاحت البلاد خلال الايام الماضية عقب القرارات التي أصدرتها الحكومة برفع الدعم عن المحروقات والتي لقي خلالها مايقارب يزيد عن المئة شخصا مصرعهم.

وانتشرت الاحتجاجات الأخيرة التي اجتاحت البلاد خلال الايام الماضية عقب القرارات التي أصدرتها الحكومة برفع الدعم عن المحروقات بمدن السودان المختلفة كالابيض وبورتسودان ونيالا، عقب انطلاق شرارة الثورة من مدني، ثم انتقلت إلى الخرطوم بمدنها الثلاث، بعد إرتفاع تكاليف المعيشة بشكل يفوق قدرة غالب الأسر السودانية.

وتراوحت تفسيرات الخبراء والقوى السياسية للأحداث ففي الوقت الذي تصفه فيها قوى المعارضة بأنها ثورة شعبية، يرى حزب المؤتمر الوطني الحاكم أنها مجرد حركات لمتفلتين ومخربين ومشردين.

”المعاناة الإقتصادية والزيادات الجديدة في أسعار المحروقات هي ما دفع نسبة لا تقل عن 80% من جماهير الشعب لتخرج في الاحتجاجات“
أبو بكر عبد الرازق
يرى القيادي بالمؤتمر الشعبي أبو بكر عبد الرازق أن ”المعاناة الإقتصادية والزيادات الجديدة في أسعار المحروقات هي ما دفع نسبة لا تقل عن 80% من جماهير الشعب لتخرج في الاحتجاجات“.

وأضاف عبد الرازق لـ ’النيلان‘ أن للإحتجاجات دواعي أخرى مثل ”التهميش الإقتصادي والسياسي والإجتماعي بين المركز والولايات والغبن الإجتماعي والجهوي والقبلي، والفساد السياسي والمالي وعجز أجهزة الدولة عن محاربته، والأستبداد السياسي، وقمع الحريات“.

بدأت المظاهرات كاحتجاج على رفع الدعم، ولهذا فيقول الأكاديمي الإسلامي ومدير جامعة إفريقيا السابق إحسن مكي إن المشاركين في معظمهم ينتمون لحزام الجوع وأن الطريقة التي تعامل بعضهم بها تدل على ذلك.

نظام البشير “تحول إلى نظام مكروه ومعزول فاشل بما يفتح الطريق أمام سلطة وطنية إنتقالية لا يستثني فيها أحدا“
عادل خلف الله
إلا أن عضو قيادة حزب البعث عادل خلف الله يصف الإحتجاجات بأنها ”انتفاضة كرامة“، أي أنها تتجاوز الاحتجاج عن الفقر، وتطلب استعادة كرامة الشعب السوداني عبر حل نظام البشير،  لأنه “تحول إلى نظام مكروه ومعزول فاشل بما يفتح الطريق أمام سلطة وطنية إنتقالية لا يستثني فيها أحدا“، يضيف خلف الله.

و في تطور لافت أعلن عن تكوين ’تنسيقية قوى التغيير السودانية‘ على غرار تنسيقيات ثورات الربيع العربي، من قوى اجتماعية وسياسية وشبابية.

وتهدف التنسيقية إلى تنظيم الحراك الشعبي التلقائي المناهض لحكومة الرئيس عمر البشير وتنظيم الاحتجاجات وتكثيفها وصولا لعصيان مدني وإضراب سياسي يؤدي لإسقاط نظام الحكم، مستلهما تجارب الشعب السوداني في الثورات.

وحملت التنسيقية الوليدة سلطة الجبهة الإسلامية مسؤولية ما سمته قهر وقمع الشعب السوداني، وإشعال الحروب وتقسيم البلاد ونهب مقدراتها باسم الدين.

وواصلت الأجهزة الأمنية اعتقالها للمعارضين والنشطاء مثل اعتقال الصحفية والكاتبة بصحيفة ’التغيير‘ الالكترونية، أمل هباني اثناء مشاركتها فى موكب تشييع الشهيد صلاح مدثر السنهوري ببري، الخرطوم

وكان جهاز الأمن قد أصدر في 28 سبتمبر قراراً بإيقاف صدور صحف ’الجريدة‘، ’القرار‘ و’المشهد الآن‘ لأجل غير مسمى.

كما طالب جهاز الأمن تلك الصُحف التي امتنعت عن الصدور مثل ’الأيام‘ بتوضيح رسمي ومكتوب عن سبب توقُّفها. امتناع الصحف عن الصدور إحتجاج على موجّهات جهاز الأمن التي أصدرها للصحف، بعدم تناول أو نشر الحقائق المرتبطة بالتظاهرات والإنتهاكات التى يرتكبها بعض مُنفّذى القانون، والفظائع التى تقوم بها عناصر وجهاز الأمن والحزب الحاكم.

وأصرّ جهاز الأمن على أن تسمي الصحف التظاهرات والأفعال الناتجة عنها بألفاظ وعبارت من شاكلة التخريب، النهب، والسرقة مثلا، وأن يُطلق على قرار زيادة الأسعار بـ ”المعالجة الإقتصادية“ .
 
وما يزال جهاز الأمن يتعمّد حجب وتهكير غالبية المواقع الإخبارية، والإجتماعية، والتشويش على موجات الإذاعات المُستقلّة. ويُركّز جهاز الأمن بصورة مُكثّفة على إستهداف موقع صحيفة ’حُريّات‘ الذى ظلّ يتعرّض للحجب والتهكير الأمنيين بصورة مُستدامة، إلى جانب إستمرار الحرب على الفيسبوك، وإيميلات النشطاء، بجانب حجب ’سودانيز أون لاين‘، ’سودانايل‘، و’الراكوبة‘ والتشويش على إذاعة ’كدنتكار‘.