عبد الحميد عبد الباقي، من مواليد أم درمان سنة 1946، مزارع ومالك أرض زراعية بجزيرة الشيخ أبو زيد، الواقعة في النيل الأبيض، الخرطوم، غرب جزيرة توتي.
ولد عبد الباقي في منطقة أبوكدوك و درس في مدرسة أمدرمان الأهلية، ولكنه ترك الدراسة عند وصوله للصف الرابع بالمرحلة الوسطى. ”بعد سنين التحقت بالجيش ومنه إلى النقل النهري والآن أمتهن الزراعة وتربية الماشية“، يقول عبد الباقي.
”فقدت مصدر رزقي الوحيد“
ورث عبد الباقي الأرض التي يعمل عليها من جده الخامس، الشيخ أبو زيد حمد النيل، الذي توفي سنة 1884. كان جده يسكن بمنطقة المصلحة العامة الحربية سابقا عند مدخل أمدرمان.
ولكن عندما أتت المهدية، طلب منه مغادرة المكان واختيار منطقة أخرى. ”اختار جدي منطقة أبوكدوك نسبة لارتفاع المنطقة وحمايتنا مستقبلا من الفياضات و السيول“.
ولكن للأسف، اختيار جد عبد الباقي لم يتجاوز محنة الفيضانات التي يعاني منها السودان حاليا، فلقد غمرت المياه مزرعته بسبب الفيضانات في الجزيرة.
”فقدت مصدر رزقي الوحيد وليس لي بدائل أخرى سواء جلب الحشائش لتغذية الماشية، التي تنتج لنا الألبان“، يشكي عبد الباقي.
”حظك نصيبك“
يقول المزارع الذي قارب السبعينيات من العمر أنه يزرع بهدف ويرسم خطة كاملة لما يريد زراعته.”هناك مراحل وجهد كبير يبذل في الزراعة حتى تتحول إلى ثمرة ناضجة قابلة للأكل وأنا أعرف وظيفة ونوعية التربة وأزودها بالسماد وكل ما يلزم حتى تكون صالحة للزراعة“.
من أكثر الشهور التي تكون فيها الزراعة ناجحة مايو ويوليو، حيث يقوم عبد الباقي بزارعة جميع أنواع الخضروات كالطماطم والباذنجان والخيار.
”حظك نصيبك“، يقول عبد الباقي، فإما أن تصيب و تنجح الزراعة والسلع، وهو ما يجعل منها قيمة يسعى الكل إلى شرائها لاستخدامها في غذائهم اليومي، أو تخيب وتفشل.
”الآن ليس هنالك ما أفعله سوى الصبر والمثابرة والانتظار“ ما يجعل عبد الباقي مرتاح البال هو أنه لا يحاسبه أحد، فهو يعيش ويعمل لوحده ولحسابه الشخصي. إذا فشلت الزراعة لسبب أو لآخر، ”لا أحد يمكنه أن يسألك عن فشلها لأنك تعمل من أجل نفسك. المهم أن تعيش بهدوء وأمان، عزيزا مكرما ولا تمد يدك لأحد“.
بنفس هذه الروح المستقلة والمرتاحة يقول عبد الباقي: ”الآن ليس هنالك ما أفعله سوى الصبر والمثابرة والانتظار حتى ينحسر هذا الفيضان وأعود إلى حياتي الطبيعية.“