الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

الانتخابات بين تكريس الوضع الراهن وأحلام التغيير

حسن بركية
يتمتع حزبا المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بقدرات مادية تكفل لهما التفوق في الانتخابات، لكن مصداقية تمثيلهما للشمال والجنوب ستكون على المحك.

وضعت القوي السياسية التي اجتمعت في جوبا مؤخراً بدعوة من الحر كة الشعبية جملة من الشروط قبل المشاركة في الانتخابات القادمة ودعت المؤتمر الوطني للقيام بخطوات عملية تسهم في تهيئة الأجواء وذلك بإزالة القوانين المقيدة للحريات. وفي المقابل رفض المؤتمر الوطني على لسان نافع علي نافع اي شروط مسبقة وقال نافع "من يشترط علي من، لن نقبل باي شروط من أي جهة”. وبذلك بدت العملية الانتخابية وكأنها محاطة بتحديات وعراقيل عديدة تستوجب من الجميع بذل مزيد من الجهد لجهة الوفاء باستحقاقات العملية الانتخابية .

وعلي عكس ما تقول القوي السياسية المعارضة وتهديداتها بمقاطعة الانتخابات، قالت المفوضية القومية للانتخابات إن كل القوي السياسية بلا استثناء تعمل مع المفوضية وتتعاون معها بصورة كاملة وما تتحدث عنه الصحف من تهديد بالمقاطعة من قبل بعض القوي السياسية مجرد تصريحات للاستهلاك السياسي.

حزب المؤتمر الوطني يبدو اكثر الأحزاب حرصاً علي إقامة الانتخابات في موعدها وبل يتهم الأحزاب الأخرى بالتهرب من الانتخابات. ويري العديد من الخبراء أن الحركة الشعبية تنظر إلي العملية الانتخابية بمنظار المحافظة علي اتفاقية السلام وبالتالي لا تتحمس لأي إجراء يهدد سير تنفيذ اتفاق السلام الشامل. وكان رئيس الحركة الشعبية سلفا كير ميارديت قد عبر بوضوح عن هذا الموقف عندما قال في حوار مع الصحفي الأمريكي جاك رايس قبل أكثر من عام ونشرت المقابلة موقع "فوكس جينيس دوت كوم" "إجراء الانتخابات قبل الاستفتاء علي تقرير المصير ضد رغبة الحركة الشعبية لأن التعقيدات التي تحيط بالانتخابات قد تؤدي إلي انهيار اتفاقية السلام”.

يقول الكاتب الصحفي صلاح شعيب الانتخابات قادمة ويجب أن تدعم قوي التغيير الحركة الشعبية والتحالف معها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لهزيمة المؤتمر الوطني لتحقيق أول خطوة في إتجاه دولة المواطنة .

وفي سيناريو مختلف لما دعا إليه صلاح شعيب يري الدكتور محمد مندور المهدي القيادي بالحزب المؤتمر الوطني أن حزبه من أكثر الأحزاب حرصاً علي قيام الانتخابات في موعدها، وأحسن الفرص لتنفيذ اتفاق السلام الشامل هي أن يفوز المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بالانتخابات القادمة .

لكن بعض المراقبين يعتقد ان الانتخابات لن تغيَر شيئاً في الاوضاع القائمة فهي محسومة لصالح المؤتمر الوطني في الشمال والحركة الشعبية في الجنوب وتتستر القوي السياسية المعارضة وراء إشتراط نزاهة الانتخابات لانها تعلم أنها لن تحدث اي نجاح في الانتخابات .

عموماً رغم كل ما يقال تعمل المفوضية القومية للانتخابات وفق الجدول المرسوم ويقول مسؤوليها إن الانتخابات قائمة في موعدها وستكون نزيهة وأن كل المانحين قاموا بدفع كل ما عليهم من التزامات ولم يتبق الا القليل .

وبقراءة الأوزان السياسية للأحزاب نري ان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية شريكي نيفاشا، وخلافاً لبقية الأحزاب، يمتلكان قدرات مالية ولوجستية تكفل لهما خوض الانتخابات بشكل مريح. ولكن مصداقية تمثيلهما للشمال والجنوب ستكون على محك أول اختبار حقيقي.