الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

من هم الجبناء الذين ضربوا هذه المرأة وهي في السادسة والستين من عمرها؟

يوبو آنيت
حتى المسنات لم ينجون من الترويع على خلفية الانتخابات
السيدة سبينا كولونج باول في مستشفى جوبا التعليمي
السيدة سبينا كولونج باول في مستشفى جوبا التعليمي

في الوقت الذي تقوم فيه مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، السيدة كاترين أشتون، بإعلان هذه المعلومات، يصلني المزيد والمزيد من الروايات عن الترويع المحلي وعن الانتخابات "السلمية إلى حد كبير" كمضايقة المرشحين المستقلين ومرشحي الأحزاب الصغيرة. على سبيل المثال، ذهبتُ إلى مستشفى جوبا التعليمي لزيارة جدة عمرها 66 سنة وهي معلمة مدرسة وقد تعرضتْ لضرب مبرح. وقد قالت لي السيدة سابينا كولونغ باول التي كانت تخوض الانتخابات البرلمانية عن الجبهة الديمقراطية المتحدة في الدائرة 12 في تريكيكا، جنوب السودان، كيف تعرضت للضرب على يد رجال مسلحين تعتقد إنهم من الجيش الشعبي لتحرير السودان. حدثت الواقعة في تالي بيام، مقاطعة تريكيكا من ولاية الاستوائية الوسطى عشية الانتخابات، والكدمات الظاهرة في الصورة أعلاه أبلغ من الكلمات في رواية القصة.

إن هذا الضرب مؤشر على تزايد الترويع والتخويف الذي تشنه الأحزاب الحاكمة في السودان، خشية أن يتهدد احتكارها السياسي، وهو أمر مثير للقلق.

حكت لي السيدة سابينا كولونغ باول كيف أُخذت في التاسعة مساء مع اثنين من أعضاء الجبهة الديمقراطية الموحدة، ألبينو وموسى، إلى ثكنة عسكرية. "ضربوني بقوة مع ألبينو وموسى وأنقذنا آمرٌ يعرف باسم سيكو فقد أمر بالإفراج الفوري عنا". وقد أقسمت السدة كولونغ باول، وهي معلمة في المدرسة الابتدائية في سينت كيزيتو، أنها لن تستسلم: "أيتها النسوة، إننا لن نستسلم. وبدلاً من 25% سنفوز للنساء بنسبة 50% من السلطة في كل مستويات الحكم. إننا نحن من ناضلنا من أجل الانتخابات وواجهنا كل أنواع الصعوبات". وقالت لي كيف قام الرجال الذين ضربوها بأخذ هاتفها ووثائقها وبطاقات هوية المدرسة، ولم تُعد لها بعد. وسألت السيدة باول لماذا تعتقد أن الجناة أعضاء في الحركة الشعبية، فأجابت بأنهم تعرفت على الزي العسكري الذي كانوا يرتدونه، كما أن حقيقة استخدامهم لمعسكر عسكري كمكان لاحتجازها يدل على قربهم من الحركة.

المحزن أن حادث الترويع والمضايقة هذا ليس معزولاً. فقبل يومين، نجا تسعة أشخاص، قيل إنهم من أنصار حزب المؤتمر الوطني في الجنوب، من الموت بأعجوبة عندما قلبت سيارتهم. وقد حدثني كل من زاتشاريا سوتي وجوزيف لينو، وهما على أسرّة مستشفى جوبا التعليمي، كيف تعرضوا للضرب على يد جنود، يعتقدان أنهم من جنود الحركة الشعبية لتحرير السودان، واستولوا على ممتلكاتهم واتهموهم بأنهم تسلموا أموالاً من حزب المؤتمر الشعبي لشراء هذه الممتلكات. بعد ذلك نجح هؤلاء الأشخاص بالهرب بسيارة ولكنهم أجبروا على الخروج عن الطريق فانقلبت سيارتهم وهُددت حياتهم. وقال سوتي ولينو إن الرجال المسلحين ذهبوا بعد ذلك إلى أبرهام علي وهو مرشح عن حزب المؤتمر الوطني في المنطقة، واستولوا على كل ممتلكاته ونقوده.

قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان إنها تمثل الجميع وليس فقط أنصارها. فلتكن أفعالها منسجمة مع أقوالها.

وفي حادث آخر في تالي، بعيداً عن جوبا، قال السيد آدم فودو، وهو مرشح عن حزب المؤتمر الوطني هناك، إنه أرغم على الفرار من بلدته إلى جوبا بسبب الترويع المتواصل. وقيل إن وكلاءه وأفراد عائلته تعرضوا للضرب وعصبت عيونهم بالملابس. وقد وصف الوضع في تالي على أنه "حرب" بين العائلات والعشائر التي تتصارع باسم السياسة. كما تعرض أيضاً السيد تعبان ميكايل، المرشح المستقل في تالي، إلى تجربة ترويع مشابهة.

 

 

فقد تحدث كيف أن الكثير من الناس في كالي لم يتمكنوا من التصويت في الأيام القليلة الأخيرة، لأنهم اضطروا إلى الهرب من بيوتهم. وأضاف السيد تابان: "تخلينا عن سلاحنا لأننا نؤمن بالديمقراطية. ولكن الآن ماذا، عندما نواجه مثل هذا الترويع من قادتنا؟" كلا الرجلين يدعوان حكومة شمال السودان أن تصلح بين الناس في المنطقة لأن الجبهة الشعبية لتحرير السودان قالت إنها تمثل الجميع وليس فقط أنصارها. فلتكن أفعالها منسجمة مع أقوالها.