الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

تأجيل الانتخابات بين الرفض والقبول

شادية سيد أحمد
تباينت آراء ناخبي وسياسيي ولاية الجزيرة حول اقتراح تأجيل الانتخابات.
تباين الآراء حول اقتراح تأجيل الانتخابات
تباين الآراء حول اقتراح تأجيل الانتخابات

بات إجراء الانتخابات العامة في السودان قاب قوسين أو أدني، لكن هناك بعض الأصوات تنادي بالتأجيل الي ما بعد الاستفتاء مثلاً أو لأشهر قليلة من أجل ضمان النتائج الإيجابية المرجوة، والسؤال الذي يطرح نفسه هل في التأجيل الحل؟ ام أن التأجيل في حد ذاته يصبح معضلة جديدة يصعب الحل معها وربما أدى تأجيل الانتخابات إلى دخول البلاد في دوامة عدم الاستقرار السياسي فضلاً عن الأعباء الدستورية والمالية والإدارية الكثيرة؟

تجولنا في ولاية الجزيرة وحاضرتها ود مدني في الشارع العام لنتعرف على آراء الناخبين والسياسيين حول مدي رفض أو قبول تأجيل الانتخابات. وقال حمزة بدوي حجازي عضو الحزب الشيوعي إنه أولاً يجب التأكيد علي أن هذه الانتخابات تأتي بعد ظروف غاية الصعوبة في مقدمتها الحروب التي طالت أجزاء عديدة من السودان فضلاً عن بعض الممارسات النفسية التي طالت انسان هذه المنطقة لذلك لابد أن تأتي انتخابات حرة نزيهة. هذا بالإضافة الي أن هناك خلافات كثيرة لم تحسم بعد حول الاحصاء السكاني وقانون الانتخابات والتشكيك في السجل الانتخابي فضلاً عن المتغيرات في الساحة السياسية مثل الاتفاق مع بعض الفصائل في دارفور والتي طالبت بالتأجيل. وكل هذه المعطيات يجب الوقوف عندها حتى نضمن انتخابات حرة ونزيهة وكل الاحزاب تضمن ممارسة حقوقه الديمقراطية لذلك يجب عدم التعجل وتأجيل الانتخابات، ومحاولة تعجل المؤتمر الوطني لقيام الانتخابات تنبع من أنه حزب يمتلك كل اجهزة الدولة ولا يريد للآخرين أن يتمكنوا من إعداد انفسهم جيداً لخوض الانتخابات لذلك نحن نقف مع الرأي الذي يطالب بالتأجيل.

لكن مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي عن الدائرة 8 شرق الجزيرة بدوي محمد يوسف ابو سن قال "أولاً اتفاقية نيفاشا والتي لم نشارك فيها أقرت علي أن يتم الاستفتاء تحت ظل حكومة منتخبة أي لابد من قيام الانتخابات اردنا ام لم نرد. ولذلك نعتقد انه من مصلحة الشعب السوداني قيام هذه الانتخابات في موعدها المحدد وهو شهر ابريل وتقوم الانتخابات اليوم وليس غداً ويجب أن يعمل كل السودان من أجل ذلك حتى يتمكن من اختيار من يمثله ويحكمه وللاستفادة من كل من أخطاء الماضي في البرمجة لحكومات قوية ولذلك نحن ليس مع تأجيل الانتخابات من أجل بناء ديمقراطية حقيقية وتحالف وطني ديمقراطي من أجل شعب السودان الذي يمتلك امكانات وفيرة".

وكما تباينت آراء السياسيين تباينت أيضا آراء الناخبين. فمن جانبه قال المواطن النور عبد القادر محمد بابكر من منطقة الحصاحيصا إن الانتخابات يجب أن تقام في الموعد المضروب لها حفاظاً لإستقرار السودان، ولا جدوي من تأجيلها برغم أن دارفور جزء اصيل من السودان. وأضاف أن حركة العدل والمساوة التي طالبت بالتأجيل هي لا تمثل دارفور كلها وهي مجرد حركة وتوقيعهم للاتفاق مع الحكومة جاء متأخر جداً وتسبب في عرقلة الأوضاع في السودان وتعقيدها ومسيرة السلام لذلك من الأفضل اجراء الانتخابات في موعدها لأن أي تأجيل لها لن يكون في صالح السودان.

كذلك رأت الطالبة ن-س من جامعة الجزيرة كلية الهندسة تكنلوجيا السنة الخامسة الانتخابات أنه لا بد من أن تجري في الموعد المغروب لها وكل الفصائل والحركات اخذت فرصة كافية من قبل، وكان عليهم أن يدخلو المفاوضات واضعين في الاعتبار أنه ربما تم الاتفاق لذلك كان عليهم أن يكونو مستعدين لأي شئ.

اما الطالبة آلاء خريجة كلية الهندسة جامعة الجزيرة اختلفت مع زميلتها السابقة وتري الانتخابات يجب ان يتم تأجيلها حتى وان لم يكن ذلك استجابة للقوي التي تطالب بذلك. وقالت لا بد أن تؤجل حتى تتم توعية وتثقيف المواطنين بصورة افضل خاصة أن الانتخابات القادمة تعتبر انتخابات معقدة ومن الصعب جدا علي الموطن العادي فهم هذه التعقيدات، وبالتالي لا بد أن يكون هناك وقت كافي لتنوير وتعريف المواطن بطريقة هذه الانتخابات حتى لا تكون دون جدوي بغض النظر عن المواطنين راغبين في التصويت ام لا ، لكن لا بد أن تتم توعيتهم.

ولكن المواطن عارف الفاضل يري أن الانتخابات لا بد أن تجري في الموعد المضروب لها أبريل المقبل برغم الإمكانات الضعيفة وكذلك رغم صعوبة هذه الانتخابات بالنسبة للموطن العادي وانه غير معتاد لإجراء مثل هذه الانتخابات وبهذا العدد من البطاقات خاصة وأن الشعب السوداني يجهل الانتخابات لفترة ليست بالقصيرة. وأضاف أن من حق حركة العدل والمساوة أن تطالب بتأجيل الانتخابات خاصة وأن التعداد السكاني في دارفور شابته العديد من المشاكل والظروف ومن هذا الباب يمكن أن يتم التأجيل ويفتح لهم باب التسجيل من جديد.