الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

”عندما تمطر نهرب إلى المنزل“: أطفال جنوب السودان بدون صفوف مدرسية

مجوك مون
رومبيك - يواجه جنوب السودان تحديات هائلة في معركة تطوير المستوى التعليمي لشعبه. ومن أكبر المشاكل في مقاطعة رومبيك عدم وجود فصول دراسية لآلاف التلاميذ المدارس الذين يضطرون للدراسة تحت الأشجار.
25.04.2024
مئات من التلاميذ في مدرسة رياك دور في مقاطعة رمبيك يدرسون تحت الأشجار بسبب عدم وجود صفوف دراسية كافية، 7 يونيو.
مئات من التلاميذ في مدرسة رياك دور في مقاطعة رمبيك يدرسون تحت الأشجار بسبب عدم وجود صفوف دراسية كافية، 7 يونيو.

الآلاف من أطفال جنوب السودان يدرسون تحت الأشجار، وليس في قاعات مدرسية حقيقية. ومن أكبر المشاكل التي تواجه التعليم في مقاطعة رومبيك، نقص المساحة المخصصة للمدارس في جميع أنحاء البلاد.

\"ليست هناك مساحات ملائمة لتعليم آلاف الأطفال في مقاطعتي\"، يشتكي وليام كوجي كرجوك، مدير التعليم في مقاطعة رومبيك في ولاية البحيرات في جنوب السودان.

ويقول كرجوك إن تحويل رياك دور من مدرسة ابتدائية إلى مدرسة ثانوية في المنطقة فاقم المشكلة، حيث اضطر الأطفال الصغار للخروج من الفصول الدراسية للتعلم والدراسة في الهواء الطلق في الباحات المحيطة بمدرسة رومبيك الابتدائية للبنات. وهنا، يمكن للمرء أن يجد تلاميذ من المدرسة الابتدائية للبنات، ومن مدرسة رياك دور الابتدائية، ومن روضة أطفال شروق الشمس المحلية.

\"ليست هناك مساحات ملائمة لتعليم آلاف الأطفال في مقاطعتي\" وليام كوجي كرجوك

ويضيف كرجوك موضحاً: \"يضطر آلاف التلاميذ اليوم للجلوس هنا تحت الأشجار لأنه لا توجد فصول دراسية مبنية كما ينبغي. ولأن مدرسة رومبيك للبنات تستضيف الآن ثلاث مدارس، فقد أصبحت المساحات المخصصة للتعليم وحتى للعب محدودة للغاية.\"

وأشار كرجوك أيضاً إلى أنه يجري التحاق عدد أكبر من الأطفال بالمدارس في المنطقة. ولذلك، يتعين على الحكومة أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار وبناء المزيد من المدارس. ويضيف: \"إن الوزارة [المحلية] أيضاً تطلب الخيام بحيث يمكن استيعاب الأطفال تحت الأشجار\".

وقال وزير التعليم الجديد في ولاية البحيرات، اثيان مجاك مالو، إن وزارته كانت على علم بالوضع. وتخطط الحكومة، بمساعدة من اليونيسيف، لبناء هياكل مؤقتة لإيواء الأطفال المتضررين. وقال مالو أيضاً إن الاتحاد الأوروبي تعهد بتمويل التعليم في جنوب السودان، وأن ولاية البحيرات تحصل على 3 ملايين دولار أمريكي لبناء المدارس في المنطقة.

ثمة مشكلة أخرى تتعلق بالتعليم ضمن ما يعرف بمدارس العائدين في مقاطعة رومبيك. ويداوم في هذه المدارس في المقام الأول أولئك الذين عادوا من السودان – أي السودانيون الجنوبيون الذين وجدوا أنفسهم فجأة أجانب في بلد آخر بعد الانفصال.

وللأسف لا تقع مدارس العائدين ضمن اختصاص أي وزارة حكومية، وتفتقر هذه المدارس إلى الدعم في مجال المواد التعليمية ورواتب المعلمين.

مدرسة أبوبو الابتدائية هي نموذج لمدارس العائدين تلك، وتضم ثلاثة فصول فيها 60 تلميذاً ومعلِّمَيْن اثنين.

\"في الصباح، يأتي بعض الأطفال الصغار إليّ ويسألونني إن كان لديهم دروس في ذلك اليوم. وهذا ما يفرض علي الاستمرار\"
ماري أبوك ماتيت

تقول ماري أبوك ماتيت، مديرة المدرسة الابتدائية: \"افتتحت المدرسة في أبريل من هذا العام، ولكنها غير مدعومة من قبل وزارة التربية. والحقيقة أنني قررْتُ الاستقالة من المدرسة بيد أن الظروف التي يدرس فيها الأطفال دفعتني للاستمرار. في الصباح، يأتي بعض الأطفال الصغار إليّ ويسألونني إن كان لديهم دروس في ذلك اليوم. وهذا ما يفرض علي الاستمرار.\"

وتقول جوليا بولين مابور، وهي تلميذة في المدرسة عمرها 12 سنة: \"عندما تمطر نركض إلى المنزل\". وتروي أيضاً كيف استقالت مدرّسة العلوم من مدرستها وذهبت إلى المدرسة الثانوية حيث يمكن أن يدفعوا لها راتبها. \"كنت في الخرطوم (في السودان) في صف أعلى، لكن هنا وُضعت في صف أدنى بسبب لغتي الإنجليزية\".

تمثل اللغة مشكلة أخرى تضاف إلى معاناة نظام التعليم في جنوب السودان. فالتلاميذ الذين عادوا من السودان درسوا باللغة العربية، أما هنا فالانجليزية هي اللغة الرسمية، وغالباً ما يكون مستوى هؤلاء ضعيفاً في اللغة الإنجليزية.