الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

أبوكرشولا- دوافع استعادة المدينة المنيعة

ماهر أبو جوخ
الخرطوم – قامت القوات السودانية باستعادة مدينة أبوكرشولا بعد مواجهات دامت قرابة الشهر، وأخذت احتفالات الاستعادة حيزها من الإعلام السوداني. فما أهمية منطقة أبو كرشولا، ولماذا حظت بكل هذا الاهتمام؟
25.04.2024
جانب من الاحتفال الشعبي باستعادة الجيش السوداني لمدينة أبوكرشولا، في 28 مايو، مع الرئيس عمر البشير وسط الصورة.
جانب من الاحتفال الشعبي باستعادة الجيش السوداني لمدينة أبوكرشولا، في 28 مايو، مع الرئيس عمر البشير وسط الصورة.
ما هي دوافع ومبررات القوات الحكومية لاستعادة أبوكرشولا؟
 
تقرير: ماهر أبوجوخ
 
مقتطف: 
الخرطوم – قامت القوات السودانية باستعادة مدينة  أبوكرشولا بعد مواجهات دامت قرابة الشهر، وأخذت احتفالات الاستعادة حيزها من الإعلام السوداني. فما أهمية منطقة أبو كرشولا، ولماذا حظت بكل هذا الاهتمام؟  
بعد معارك عنيفة بين القوات الحكومية السودانية ومنسوبي قوات الجبهة الثورية المعارضة – التي تضم الحركة الشعبية لتحرير السودان/ قطاع الشمال وعدد من الحركات الدارفورية المسلحة المعارضة – تمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على مدينة  أبوكرشولا في الثامن والعشرين من مايو الماضي والتي ظلت تحت سيطرة قوات الجبهة الثورية منذ السادس والعشرين من أبريل 2013.
 
وطبقاً لصحيفة ’السوداني‘ الصادرة في 29 مايو، فإن سلاح الطيران مثل عنصر الحسم والتفوق الذي رجح كفة القوات الحكومية ومكنها من دخول المدينة. وسبق لذات الصحيفة أن أشارت في عددها الصادر في العاشر من ذات الشهر أن الهجوم البري الذي شنته القوات الحكومية على المدينة صبيحة التاسع من ذات الشهر استبقته هجمات جوية شنتها المقاتلات الحربية لكن تلك العملية البرية فشلت يومها عقب صد قوات الجبهة الثورية المتمركزة بالمدينة له.
 
قبل إعلان وزارة الدفاع مساء يوم الاثنين 28 مايو الجاري استعادة القوات الحكومية للسيطرة على المدينة، اطلق عدد من الدستورين خلال مشاركتهم في جلسة برلمانية عقدت صباح ذات اليوم دعوات لوقف الحوار مع الحركات المسلحة المعارضة. 
فوزير الدولة بالحكم المحلي حسبو عبد الرحمن نادى بوقف التفاوض مع فصائل الجبهة الثورية لحين تحرير ”كل الأرض المحتلة“. أما وزيرة العمل إشراقة محمود فكانت اكثر تحديداً إذ اشترطت التفاوض من موقع قوة بسيطرة القوات الحكومية على مدينة كاودا، التي تعد بمثابة المعقل الرئيسي ومركز قيادة قوات الجيش الشعبي بولاية جنوب كردفان. أما وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود فأوضح أن المطلوب هو الاستعداد لـ\"معركة طويلة فاصلة وحاسمة\" مع المجموعات المسلحة المعارضة، تنتهي بقبولها للسلام العادل.
 
القول الفصل
 
بعد ساعات من إعلان استعادة السيطرة على ابوكرشولا أعلن الرئيس السوداني المشير عمر البشير خلال مخاطبته لمسيرة شعبية أمام مقر وزارة الدفاع والقيادة العامة للجيش وقف الحوار مع الحركة الشعبية لتحرير السودان/ قطاع الشمال وكل الحركات المعارضة المسلحة بدارفور. كما لوح الرئيس بإمكانية إلغاء الخرطوم لكل الاتفاقيات الموقعة مع دولة الجنوب ومنع تصدير نفط الجنوب عبر الموانئ السودانية في حال استمرار دعم جوبا للمجموعات المعارضة المسلحة.
 
المدينة المنيعة
 
التداعيات التي صاحبت الصراع العسكري العنيف بين القوات الحكومية والمعارضة على أبوكرشولا طرح سؤالاً محورياً لدى المراقبين حول الاهمية العسكرية والاستراتيجية والاقتصادية للمدينة وأسباب تصعيد الحكومة لحملتها السياسية والإعلامية حيال هذه القضية بشكل غير معتاد.
 
تعتبر أبوكرشولا وحدة إدارية ضمن محلية الرشاد بولاية جنوب كردفان وتبعد عن الشارع الرئيسي المعبد حوالي الساعة وهي أقرب نقطة لخط السكة حديد الذي يربط الجزء الغربي للبلاد وتعتبر بمثابة النقطة الرابطة بين ولايتي شمال وجنوب كردفان، حيث ويمكن التحرك منها بكل سهولة لاستهداف مناطق في وسط البلاد وعلى رأسهما مدينتي الأبيض وكوستي الاستراتيجيتين.
 
تحيط بالمدينة سلسلة حدائق وغابات وبعض مشاريع زراعة، كما تعبرها ممرات مائية. وتسهل هذه العوامل مهمة خوض المعارك الدفاعية للقوات المتمركزة داخلها وتصعب عملية اقتحامها من قبل القوات التي تهاجمها من الخارج، كما تساعد الممرات المائية بداخلها للتقدم السريع للآليات. 
وطبقاً لخبراء عسكريين فإن القوات الحكومية نشطت للسيطرة على المنطقة قبل فصل الخريف لصعوبة شن أي عمليات على المدينة بعد هطول الأمطار التي تحول تربتها الطينية لمستنقعات يتعذر فيها أي تحرك الآليات أو المشاة.
 
ويشير عمدة منطقة النيلاب بإمارة تقلي، محمد عمر عبد الله – المشهور بـ’الملا‘ – وهو احد أعيان المدينة في إفادته لـ’النيلان‘ عبر الهاتف أن طبيعة المنطقة تسهل على مدافعين داخلها مهمة الدفاع عنها حيث يمكنهم استخدام الغابات والممرات المائية الداخلية كخنادق، بجانب وجود جبال بالقرب من المدينة قد تستخدم للاحتماء بها وهو ما يجعل عملية الزحف البري ودخولها لا يكتمل بسهولة نظراً لتلك العوامل، معتبراً أن قوات الجبهة الثورية استفادت من فترة وجودها باستهداف مناطق في عمق شمال كردفان بشن هجمات بعرباتهم الحديثة والسريعة التي تمكنهم من تنفيذ هجماتهم والانسحاب السريع.
 
إزالة الاحتقان
 
تتألف التركيبة السكانية للمدينة بشكل رئيسي من مجموعات سكنية منتسبة لمجموعتي ’البقارة‘ و’النوبة‘ واستمروا متعايشين بانسجام، إلا أن السنوات التي تلت التوقيع على اتفاق السلام الشامل والبروتكول الخاص بالولاية في يناير 2005 والفترة التي تلتها شهدت تنامي الاحتقانات بين الطرفين جراء اختلاف التصنيف السياسي للمجموعتين حيث تحسب الأولى – وهم مجموعة ’البقارة‘ – على حزب المؤتمر الوطني الحاكم أما الثانية – وهم ’النوبة‘ – فتحسب على الحركة الشعبية – قطاع الشمال. 
وما فاقم من حالة الاحتقان بين الطرفين هو تسريح أبناء النوبة بالمنطقة المنسوبين بقوات الدفاع الشعبي الذين سبق لهم المشاركة في القتال بجانب القوات الحكومية ضد قوات الجيش الشعبي إبان سنوات الحرب الأهلية مع الإبقاء على أبناء البقارة وهو ما اعتبره النوبة تميزاً سلبياً ضدهم.
 
وكان المحاضر بكلية كرري العقيد ركن مهندس النور حامد – وهو احد أبناء أبوكرشولا – قد ذكر في إفادة له نشرتها صحيفة ’السوداني‘ الصادرة في العاشر من مايو الجاري لمجموعة من الاجراءات الواجب اتباعها فور استعادة القوات الحكومية السيطرة على المدينة تتمحور في أمريين أساسيين اولهما استكمال العمليات بالمنطقة بإزالة المعسكر التابع لقوات الجيش الشعبي بجبل ابو الحسن الذي يبعد 15 كيلومتراً عن المدينة. 
أما الأمر الثاني وهو ما اعتبره \"المهم للغاية\" فيتمثل في قيام الجيش السوداني بتنظيم وتقييد حمل السلاح بالمنطقة لأن عدم السيطرة عليه في ظل أجواء الاحتقانات والخلافات التي سادت بين ’البقارة‘ و’النوبة‘ بالمنطقة سيفتح الباب أمام الانتقام الشخصي. 
واقترح السيطرة على الشباب المسلحين بالمنطقة بوضعهم واستيعابهم ضمن قوات الدفاع الشعبي ومنحهم مرتبات بغرض جعلهم تحت إمرة قيادة واحدة قادرة على السيطرة عليهم وتوجيههم.
 
أما الملا فيرى ضرورة الاستعانة بكل أبناء المنطقة دون استثناء مبيناً أن هذا الأمر يحتاج لعمل اجتماعي وترابط بين مكونات المجتمع بالمنطقة وأضاف:\"لذلك يجب أن يستوعب الدفاع الشعبي جميع المكونات الاجتماعية ولا ينحصر على مجموعة واحدة\".

بعد معارك عنيفة بين القوات الحكومية السودانية ومنسوبي قوات الجبهة الثورية المعارضة – التي تضم الحركة الشعبية لتحرير السودان/ قطاع الشمال وعدد من الحركات الدارفورية المسلحة المعارضة – تمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على مدينة  أبوكرشولا في الثامن والعشرين من مايو الماضي والتي ظلت تحت سيطرة قوات الجبهة الثورية منذ السادس والعشرين من أبريل 2013.

سلاح الطيران مثل عنصر الحسم والتفوق الذي رجح كفة القوات الحكومية
صحيفة ’السوداني‘

وطبقاً لصحيفة ’السوداني‘ الصادرة في 29 مايو، فإن سلاح الطيران مثل عنصر الحسم والتفوق الذي رجح كفة القوات الحكومية ومكنها من دخول المدينة.

وسبق لذات الصحيفة أن أشارت في عددها الصادر في العاشر من ذات الشهر أن الهجوم البري الذي شنته القوات الحكومية على المدينة صبيحة التاسع من ذات الشهر استبقته هجمات جوية شنتها المقاتلات الحربية لكن تلك العملية البرية فشلت يومها عقب صد قوات الجبهة الثورية المتمركزة بالمدينة له. 

قبل إعلان وزارة الدفاع مساء يوم الاثنين 28 مايو الجاري استعادة القوات الحكومية للسيطرة على المدينة، اطلق عدد من الدستورين خلال مشاركتهم في جلسة برلمانية عقدت صباح ذات اليوم دعوات لوقف الحوار مع الحركات المسلحة المعارضة. 

 
فوزير الدولة بالحكم المحلي حسبو عبد الرحمن نادى بوقف التفاوض مع فصائل الجبهة الثورية لحين تحرير ”كل الأرض المحتلة“. أما وزيرة العمل إشراقة محمود فكانت اكثر تحديداً إذ اشترطت التفاوض من موقع قوة بسيطرة القوات الحكومية على مدينة كاودا، التي تعد بمثابة المعقل الرئيسي ومركز قيادة قوات الجيش الشعبي بولاية جنوب كردفان.

أما وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود فأوضح أن المطلوب هو الاستعداد لـ\"معركة طويلة فاصلة وحاسمة\" مع المجموعات المسلحة المعارضة، تنتهي بقبولها للسلام العادل.

 القول الفصل 

بعد ساعات من إعلان استعادة السيطرة على ابوكرشولا أعلن الرئيس السوداني المشير عمر البشير خلال مخاطبته لمسيرة شعبية أمام مقر وزارة الدفاع والقيادة العامة للجيش وقف الحوار مع الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال وكل الحركات المعارضة المسلحة بدارفور.

كما لوح الرئيس بإمكانية إلغاء الخرطوم لكل الاتفاقيات الموقعة مع دولة الجنوب ومنع تصدير نفط الجنوب عبر الموانئ السودانية في حال استمرار دعم جوبا للمجموعات المعارضة المسلحة. 

المدينة المنيعة 

التداعيات التي صاحبت الصراع العسكري العنيف بين القوات الحكومية والمعارضة على أبوكرشولا طرح سؤالاً محورياً لدى المراقبين حول الاهمية العسكرية والاستراتيجية والاقتصادية للمدينة وأسباب تصعيد الحكومة لحملتها السياسية والإعلامية حيال هذه القضية بشكل غير معتاد. 

”قوات الجبهة الثورية استفادت من فترة وجودها باستهداف مناطق في عمق شمال كردفان“ محمد عمر عبد الله

تعتبر أبوكرشولا وحدة إدارية ضمن محلية الرشاد بولاية جنوب كردفان وتبعد عن الشارع الرئيسي المعبد حوالي الساعة وهي أقرب نقطة لخط السكة حديد الذي يربط الجزء الغربي للبلاد وتعتبر بمثابة النقطة الرابطة بين ولايتي شمال وجنوب كردفان، حيث ويمكن التحرك منها بكل سهولة لاستهداف مناطق في وسط البلاد وعلى رأسهما مدينتي الأبيض وكوستي الاستراتيجيتين. 

تحيط بالمدينة سلسلة حدائق وغابات وبعض مشاريع زراعة، كما تعبرها ممرات مائية. وتسهل هذه العوامل مهمة خوض المعارك الدفاعية للقوات المتمركزة داخلها وتصعب عملية اقتحامها من قبل القوات التي تهاجمها من الخارج، كما تساعد الممرات المائية بداخلها للتقدم السريع للآليات. 

وطبقاً لخبراء عسكريين فإن القوات الحكومية نشطت للسيطرة على المنطقة قبل فصل الخريف لصعوبة شن أي عمليات على المدينة بعد هطول الأمطار التي تحول تربتها الطينية لمستنقعات يتعذر فيها أي تحرك الآليات أو المشاة. 

”طبيعة المنطقة تسهل على مدافعين داخلها مهمة الدفاع عنها“ محمد عمر عبد الله

ويشير عمدة منطقة النيلاب بإمارة تقلي، محمد عمر عبد الله – المشهور بـ’الملا‘ – وهو  أحد أعيان المدينة في إفادته لـ’النيلان‘ عبر الهاتف أن ”طبيعة المنطقة تسهل على مدافعين داخلها مهمة الدفاع عنها حيث يمكنهم استخدام الغابات والممرات المائية الداخلية كخنادق، بجانب وجود جبال بالقرب من المدينة قد تستخدم للاحتماء بها وهو ما يجعل عملية الزحف البري ودخولها لا يكتمل بسهولة“ نظراً لتلك العوامل. 

واعتبر عبد الله أن ”قوات الجبهة الثورية استفادت من فترة وجودها باستهداف مناطق في عمق شمال كردفان بشن هجمات بعرباتهم الحديثة والسريعة التي تمكنهم من تنفيذ هجماتهم والانسحاب السريع“. 

إزالة الاحتقان 

تتألف التركيبة السكانية للمدينة بشكل رئيسي من مجموعات سكنية منتسبة لمجموعتي ’البقارة‘ و’النوبة‘ واستمروا متعايشين بانسجام، إلا أن السنوات التي تلت التوقيع على اتفاق السلام الشامل والبروتكول الخاص بالولاية في يناير 2005 والفترة التي تلتها شهدت تنامي الاحتقانات بين الطرفين جراء اختلاف التصنيف السياسي للمجموعتين حيث تحسب الأولى – وهم مجموعة ’البقارة‘ – على حزب المؤتمر الوطني الحاكم أما الثانية – وهم ’النوبة‘ – فتحسب على الحركة الشعبية – قطاع الشمال. 

وما فاقم من حالة الاحتقان بين الطرفين هو تسريح أبناء النوبة بالمنطقة المنسوبين بقوات الدفاع الشعبي الذين سبق لهم المشاركة في القتال بجانب القوات الحكومية ضد قوات الجيش الشعبي إبان سنوات الحرب الأهلية مع الإبقاء على أبناء البقارة وهو ما اعتبره النوبة تميزاً سلبياً ضدهم. 

”عدم السيطرة عليه [السلاح] في ظل أجواء الاحتقانات والخلافات التي سادت بين ’البقارة‘ و’النوبة‘ بالمنطقة سيفتح الباب أمام الانتقام الشخصي“
النور حامد

وكان المحاضر بكلية كرري العقيد ركن مهندس النور حامد – وهو احد أبناء أبوكرشولا – قد ذكر في إفادة له نشرتها صحيفة ’السوداني‘ الصادرة في العاشر من مايو الجاري لمجموعة من الاجراءات الواجب اتباعها فور استعادة القوات الحكومية السيطرة على المدينة تتمحور في أمريين أساسيين اولهما ”استكمال العمليات بالمنطقة بإزالة المعسكر التابع لقوات الجيش الشعبي بجبل ابو الحسن الذي يبعد 15 كيلومتراً عن المدينة“. 

أما الأمر الثاني وهو ما اعتبره \"المهم للغاية\" فيتمثل في قيام الجيش السوداني بتنظيم وتقييد حمل السلاح بالمنطقة لأن ”عدم السيطرة عليه في ظل أجواء الاحتقانات والخلافات التي سادت بين ’البقارة‘ و’النوبة‘ بالمنطقة سيفتح الباب أمام الانتقام الشخصي“. 

واقترح السيطرة على الشباب المسلحين بالمنطقة بوضعهم واستيعابهم ضمن قوات الدفاع الشعبي ومنحهم مرتبات بغرض جعلهم تحت إمرة قيادة واحدة قادرة على السيطرة عليهم وتوجيههم. أما الملا فيرى ضرورة الاستعانة بكل أبناء المنطقة دون استثناء مبيناً أن هذا الأمر يحتاج لعمل اجتماعي وترابط بين مكونات المجتمع بالمنطقة وأضاف:\"لذلك يجب أن يستوعب الدفاع الشعبي جميع المكونات الاجتماعية ولا ينحصر على مجموعة واحدة\".