> نقطة المغادرة: خط المزاد – الخرطوم، السودان
> نقطة الوصول: -
> المسافة: 200 كيلومتراً كل يوم
أبدأ عملي بعد أدائي لصلاة الصبح. أعمل لمدة 12 ساعة تقريباً حتى الخامسة مساءً. أعمل حالياً في خط المزاد - الخرطوم، حيث أقوم بأربع أو خمس جولات ذهاباً وإياباً.
يمر خط المزاد - الخرطوم على عدد من المعالم أبرزها ميدان المولد، الذي تنظم فيه سنوياً احتفالات ميلاد النبي محمد (ص). يمر الخط كذلك بمكتب الشرطة الخاص بالجوازات ببحري، ومنطقة جسر النيل الأزرق الرابط بين مدينتي الخرطوم والخرطوم - بحري.
بعد عبور الجسر، يمر الخط على جامعة الخرطوم، ثم الواجهة الشمالية للقصر الجمهوري، المقر الرئيسي لمجلس الوزراء، ووزارات الخارجية، والتجارة الخارجية، والزراعة.
بدأت عملي كسائق سنة 1995، وحالياً أعمل بسيارتي الخاصة، وليس لمصلحة أي شخص آخر. الأيام التي أستريح فيها هي يوم الجمعة، وخلال عطلتي عيدي الفطر والأضحى. أعمل يوم السبت رغم أنه يوم عطلة وعائده المادي أضعف من الأيام السابقة.
مقارنة بالسنوات السابقة يميل الناس الآن للصمت وعدم التحدث والانكفاء على أنفسهم. في الماضي كانوا يتجاذبون معي أطراف الحديث. اليوم إذا سألني شخص، ففي الغالب يكون للاستفتسار عن مكان يريد الوصول إليه. في الماضي كان العمل ممتعاً بعض الشيء، لكن الآن بات متعباً ومملاً وروتينياً.
سيارتي من النوع القديم عدادها معطل وأنا لا أستطيع تقييم المسافة التي أقطعها يومياً.
العمل كسائق مجزي بالنسبة لي، لأنني أملك سيارتي التي أسوقها، ليس كبعض زملائي الذين يدفعون مبلغاً يومياً معيناً كأجرة لصاحب السيارة. مهنتي مجزية جداً للأشخاص المبتدئين في حياتهم العملية، لأنها تمكنهم من التوفير للزواج أو حتى اقتناء بيوت خاصة بهم.
المواطنون يفضلون الحافلات بشكلها الراهن بالمقارنة مع النقل النهري أو الباصات الكبيرة، باعتبارها تربط كل المناطق المختلفة بقلب العاصمة. ولكن عملي مرهق. كل ما أفكر فيه في نهاية اليوم هو الوصول للمنزل والخلود للنوم دون أن يتاح لي أي مجال للتنزه أو الخروج.