الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

يمكن لولاية غرب الاستوائية أن تؤمن احتياجات الولايات الأخرى من الطعام

جوزيف ناشيون
يامبيو - بينما يواجه جنوب السودان شبح نقص حاد في الغذاء، تبدو ولاية غرب الاستوائية الاستثناء للقاعدة، إذ لديها ما يكفي من الغذاء لسكانها.
مُزارع في حقله في ولاية غرب الاستوائية، 6 يونيو 2006.
مُزارع في حقله في ولاية غرب الاستوائية، 6 يونيو 2006.

فيما عطلت عقود خمسة من الحرب الأهلية الزراعة في أنحاء كثيرة من جنوب السودان، تزدهر زراعة المحاصيل في ولاية غرب الاستوائية.

يقول غوروفير بهانداري، المدير الإداري لـلشركة العالمية للابتكارات والحلول الزراعية المحدودة والتي تجني أرباحاً من السلام النسبي الذي يسود المنطقة، إن في غرب الاستوائية مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة. فقد ظلت التربة بكراً وشديدة الخصوبة لأنها لم تُمس خلال عشرات السنين من الصراع.

وأُسست الشركة في وقت سابق من هذا العام لتعزيز فرص الزراعة في جنوب السودان وتحسين سبل العيش لصغار المزارعين من خلال تقديم التكنولوجيا.

ويضيف بهانداري تُعتبر حالة غرب الاستوائية استثنائية في جنوب السودان لامتلاكها ما يكفي سكانها من الغذاء. لكنه يستدرك قائلاً إنه إذا استُغلت قطع الأراضي الزراعية الصغيرة على نطاق أوسع يمكنها الإسهام في تأمين إمدادات غذائية إلى الولايات الأخرى. وقد عمل بهانداري في البلد سنين طويلة وحصل على ألف هكتار من مصلحة السجون التي تملك أراض شاسعة. وستوفر مصلحة السجون الوطنية في جنوب السودان لهم الأمن والسجناء للعمل في الزراعة، حسبما أوضح.


غوروفير بهانداري المدير الإداري لـلشركة العالمية للابتكارات والحلول الزراعية المحدودة، في مكتبه في يامبيو، 12 يونيو.
© النيلان | جوزيف ناشيون
ونوه بهانداري إلى أن "المستقبل مشرق، لكن يجب أن يكون هناك شخص ما أو مؤسسات زراعية أو قطاع حكومي يأخذ زمام المبادرة لجذب مستثمرين أجانب" لأن هؤلاء يوفرون المعرفة التكنولوجية للإشراف على الزراعة على نطاق واسع. وأردف: "ثمة عدم استقرار سياسي كبير، لكن ينبغي أن يكون هناك من يوجه الجهود إلى الزراعة".

ويملك جنوب السودان قدرات كبيرة لتوسيع حجم محاصيله، حيث يُعتبر نحو 90 بالمائة من أراضيه ملائم للزراعة، في حين أن 50 بالمائة منها أراض زراعية من الدرجة الأولى. وتشير أرقام أعلنتها وزارة الزراعة إلى أن لدى البلاد أكثر من 30 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة لا يُستغل منها حالياً إلا خمسة بالمائة فقط.

وقد بدأ في السنوات الأخيرة عدة مستثمرين آخرين العمل في الزراعة في جنوب السودان، بيد أن عدم تجاوب الحكومة، إضافة إلى اندلاع الصراع الأخير أخاف الكثيرين ودفعهم للمغادرة. وقال بهانداري إن انعدام الأمن حمل كثيراً من المستثمرين على البحث عن فرص وراء الحدود في بلدان مجاورة مثل أثيوبيا.

ومما يعيق الاستثمارات في جنوب السودان ضعف البنية التحتية. ولذلك، يتيح شق الطرق وتحسينها وصول المستثمرين إلى الأسواق ويسمح لجنوب السودان بتخفيف اعتماده على الواردات من الخارج. كما يواجه المستثمرون مصاعب في العمل مع المجتمعات المحلية، إذ يقول بهانداري إنه يصعب التوضيح للناس بأنهم سيستفيدون من زيادة مصادر الغذاء إن تعاونوا مع الشركة.

”ثمة عدم استقرار سياسي كبير، لكن ينبغي أن يكون هناك من يوجه الجهود إلى الزراعة“
غوروفير بهانداري
وهو يؤكد إنه كي تشارك ولاية غرب الاستوائية خبرتها الإيجابية في زراعة المحاصيل، لا بد أن يسافر ممثلون عنها إلى ولايات أخرى ليوضحوا لها كيف تمكنوا من تأمين مصادر غذائهم وليدربوا مزارعيها على ذلك.

ويوافق مبيكو بركات رئيس اتحاد فلاحي غرب الاستوائية على إمكانية إطعام الولاية للولايات الأخرى في جنوب السودان على الرغم من مواجهة مزارعيها لتحديات كثيرة منها الافتقار إلى التدريب.

ويضيف قائلاً إن الناس قد حصلوا على الغذاء لكنهم لا يعرفون كيف يوحدون صفوفهم كي يستغلوا موارد الولاية جيداً. فليس بإمكان فرد واحد، مثلاً، أن يبيع المحصول لبرنامج الأغذية العالمي، لكن إن اجتمع المزارعون معاً يمكن للبرنامج أن يشتري محاصيلهم. إلا أن غياب الطرق المتصلة ببعضها والتي يمكن الاعتماد عليها جعل التعاون بين المزارعين صعباً. لذلك، يحسن استخدام مزيد من التكنولوجيا إنتاج الولاية للغذاء.


مبيكو بركات رئيس اتحاد الفلاحين وهو يتحدث إلى ’النيلان‘ في يامبيو، 24 يونيو.
© النيلان | جوزيف ناشيون
ويقول بركات: "إن سكان ولاية غرب الاستوائية بحاجة لتعلم الزراعة وفق طرق حديثة. فهم حالياً يزرعون المحاصيل للاستهلاك المنزلي فقط". وهو يحث التجار على التركيز على الزراعة لتشجيع الاكتفاء الذاتي عوضاً عن استيراد مزيد من البضائع من أوغندا.

ويوضح بركات قائلاً إن الولاية تحقق فائضاً في الأغذية منذ عام 2006 وإنها لم تعانِ أبداً من نقص في الغذاء أياً كانت الظروف المناخية. والعامل الرئيسي في هذا هو السلم الدائم في الولاية. فولاية غرب الاستوائية أحد الأمكنة القليلة التي لم تتأثر بالأزمة المستمرة في جنوب السودان، ولهذا واصل سكانها زراعة المحاصيل الغذائية.

وقد حثت حكومة الولاية التي يرأسها المحافظ بنغاسي جوزيف باكوسورو المواطنين المحليين على جعل الزراعة أولوية قصوى. ويقول باكوسورو إن على المنظمات غير الحكومية في الولاية أن تعمل بشكل وثيق مع كافة اتحادات الفلاحين فيها نظراً لصلاتها الوثيقة بالمزارعين.

ويخلص مبيكو إلى أن الضرائب المرتفعة جعلت المواد الغذائية مكلفة للغاية ودفعت بالحكومة إلى تخفيضها، وأن الدولة الفتية بحاجة لمزيد من الوقت من أجل إعادة بناء نفسها بعد عقود من الحرب.