الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

القضايا الاجتماعية تغلب على اهتمامات الناخبين

ماهر أبو جوخ
أشارت نتائج استطلاع قامت به مجلة الخرطوم الجديدة إلى تراجع اهتمام الناخب بالاطروحات السياسية وتركيزه على القضايا الخدمية والاجتماعية.
مطالب الناخبين تتركز على الحاجات اليومية، وليس على القضايا السياسية
مطالب الناخبين تتركز على الحاجات اليومية، وليس على القضايا السياسية

واخيراً انتهت الانتخابات العامة التي اجريت خلال خمسة ايام من شهر ابريل 2010م بعودة مرشح حزب المؤتمر الوطني المشير عمر البشير لسدة الحكم بالقصر الجمهوري لخمس سنوات قادمات. ولعل التجربة الحالية للبشير في الحكم ستكون مختلفة عما سبقها وسيكون العنوان الرئيسي لها (خدمة الناخبين) والاستجابة لتطلعاتهم وقضاياهم الملحة، وذلك وفقا لاستبيان اجرته “الخرطوم الجديدة”.

ومن بين ابرز تلك المعطيات والتي باتت الان على طاولة الرئيس البشير هي احتياجات المواطنين والذي وضحت خلال الاستبيان مع عينة عشوائية للناخبين داخل ولاية الخرطوم والذي غطى مواطنين ومواطنات يقطنون في مناطق الكلاكلة والرميلة في الخرطوم، والسوق الشعبي وامبدة والعباسية بامدرمان وشمبات والصافية والوادي الاخضر والحاج يوسف والجيلي ببحرى لاستطلاع رأيهم حول الانتخابات وما يريدونه منها.

وبلغ حجم العينة التي تم استطلاعها (167) شخص مثلوا عدد من الشرائح بالمجتمع (موظفين، صحفيين، ربات منازل، طلاب، مهندسين، عاملين، عاطلين، معلمين، اساتذة جامعات، محاسبين، موسيقيين، اطباء، الشرطة، اخصائي اغذية، باحثيين اجتماعين، قانونيين، مزارعين، موظفين بالمعاش) بالاضافة لمزاولي الاعمال الحرة والذين يشملون (تجار، اصحاب بقالات، جزارين، سائقي عربات وبائعات شاي).

أما الفئة العمرية للعينة المستطلعة فمثلت الفئة (الاقل من 30) 89 مستطلع يمثلون 53.3% من اجمالي العينة، وهذه كانت تمثل اكبر الفئات التي تم استطلاعها تليها الفئة التي تتراوح اعمارها بين (30-40) والتي بلغ عدد مستطلعيها 45 بنسبة 26.9% من جملة العينة المستطلعة أما الفئة العمرية بين (41-50) فبلغت 19 مستطلعاً يمثلون 11.4% من العينة أما الفئة العمرية التي تزيد عن (50) عاماً فبلغت 14 مستطلع يمثلون 8.14% من اجمالي العينة المستطلعة.

الربع اناث

واظهر التقسيم النوعي أن عدد الذكور المستطلعين بلغ 118 يمثلون 70.7% من اجمالي العينة المستطلعة، في ما بلغ عدد الاناث 49 مستطلعة يمثلن 29.3% من جملة العينة المستطلعة.

وفي ما يتصل بالمؤهلات الاكاديمية للعينة المستطلعة فكانت اكبر الفئات هي (حملة الشهادة السودانية أو الثانوي) الذين بلغ عددهم 64 مستطلع مثلوا 38.2% من اجمالي العينة المستطلعة تليها (الجامعيين) الذين بلغ عددهم 58 مستطلع يمثلون 34.7% من اجمالي العينة المستطلعة، أما اصحاب المؤهلات الاكاديمية (اقل من الثانوي) فبلغ عددهم 25 مستطلع مثلوا 15% من اجمالي العينة المستطلعة، وتم استطلاع 10 من اصحاب المؤهلات (فوق الجامعية) والذين كانت نسبتهم 6% من اجمالي العينة المستطلعة أما الذين لا يمتلكون اي مؤهلات اكاديمية –أميين- فكانوا 3 مثلوا 1.8% من اجمالي العينة المستطلعة، في ما لم يوضح 7 مستطلعين يمثلون 4.2% من العينة مؤهلاتهم الاكاديمية.

اهتمام اكبر بانتخابات الرئاسة

وقالت 66.5% من العينة التي يبلغ عددها 111 مستطلع انهم غير منتمين سياسياً، في ما ذكر 56 مستطلع الذين يمثلون 33.5% من العينة بانهم منتمين لاحزاب سياسية.

واظهر نتائج الاستطلاع أن 53.3% من العينة المستطلعة بانهم سيصوتون على كل البطاقات الانتخابات لانتخاب مرشحي جميع المستويات، إلا أن 78 من المستطلعين والذين يمثلون 46.7% من العينة المستطلعة ذكروا بانهم لن يصوتوا على كل البطاقات الانتخابية، وذكر 75.6% من العينة الذين ذكروا بأنهم سيصوتوا جزئياً لبطاقات الاقتراع بانهم سيصوتوا فقط في انتخابات رئاسة الجمهورية ولعل ذلك الامر يرجع لاهتمام الناخبين بمنصب رئيس الجمهورية الذي يمنحه الدستور الانتقالي لسنة 2005م سلطات وصلاحيات واسعة تمكنه من اتخاذ قرارات تساهم في تحقيق تطلعاتهم في مختلف مناحي الحياة.

تدحرج السياسة

ولكن ابرز النتائج التي اظهرها الاستطلاع والتي توضح الاتجاه العام للناخبين وقضاياهم تمثلت في اعتبار 57.5% من العينة المستطلعة والبالغ عددهم 96 مستطلع بأن القضايا الخدمية هي التي تنال اهتمامهم في اما اعرب 49.1% منها والبالغ عدد مستطليعها 82 بأن القضايا الاقتصادية هي التي تحظي باهتمامهم وقال 74 من العينة المستطلعة الذين يمثلون 44.3% أن القضايا الاجتماعية هي التي تنال اهتمامهم.

أما القضايا السياسية فلم يبدِ سوى 31.1% من العينة والبالغ عددهم 52 من المستطلعين اهتماماً بها للتأثير على خيارتهم، في ما قال 26 من العينة المستطلعة والذين يمثلون 15.6% بأن اطروحات اخرى بخلاف المذكورة هي التي تحظي باهتمامهم.

النتيجة الاساسية لهذه النتائج تشير لتدحرج الاهتمام بـ(الاطروحات السياسية) لدي الناخب وصعود المطلوبات الخدمية والاقتصادية والاجتماعية في اعلى سلم اهتمامه، وهو بشكل أو اخر يعكس تركيز اهتمام معظم المستطلعين بمطلوبات الحياة اليومية.

التعليم والصحة

واظهرت نتائج الاستطلاع أن 81 مستطلع الذين يمثلون 48.5% من العينة المستطلعة يشيرون إلي أن الصحة والعلاج هم من بين ابرز القضايا التي تحظي باهتمامهم وقال 77 منهم الذين يمثلون 46.1% من العينة المستطلعة أن التعليم هي التي تحظي باهتمامهم في ما قال 19 منهم يمثلون 11.4% أن قضايا المياه والكهرباء هي التي تحظي باهتمامهم.

وفي القضايا الاقتصادية اعتبر 44 منهم والذين يمثلون 26.3% من العينة أن تحسين الاوضاع المعيشية هو مصدر اهتماممهم وذكر 32 منهم يمثلون 19.2% أن توفير فرص العمل للخريجين والعاطلين هي القضية التي تنال اهتمامهم.

وفي ما يتصل بالقضايا السياسية فاعتبر 15 مستطلع يمثلون 9% من المستطلعين أن كل من قضيتي الوحدة وتوفير الامن هي محور اهتمامهم في ما قال 10 من المستطلعين الذين يمثلون 6% أن الموقف من قضيتي (دارفور) و(الحريات والديمقراطية والحكم الراشد وحقوق الانسان) تحظي باهتمامها.

وتصدرت قضية تسهيل زواج الشباب القضايا الاجتماعية حيث اشار 5 من الفئنة المستطعلة الذين يمثلون 3% من اجمالي الفئة المستطلعة ان الموقف من تسهيل الزواج للشباب يحظي باهتمامهم في ما قال 3 منهم يمثلون 1.8% من العينة أن تفكيك الجهوية يحظي باهتمامهم، اما القضايا بخلاف تلك المذكورة فتصدرتها تأهيل وانشاء المراكز والاندية والميادين والتي اعرب 8 من المستطلعين يمثلون 4.8% من الفئة المستطعلة بأن تلك القضايا هي محور اهتمامهم.

نشر هذا المقال في مجلة "الخرطوم الجديدة" في عددها رقم (83) الصادر في ابريل 2010م.

حزمة قضايا

ومن بين القضايا التي وردت في الاستطلاع بخلاف المذكورة اعلاه ضمن الاهتمام بالقضايا الخدمية فكانت (النظاقة والبيئة، توفير الخدمات، توفير المشتقات البترولية، بناء المساكن، الاهتمام بقضايا المرأة، توفير الخدمات الزراعية، حقوق النساء والاطفال، دعم اصحاب الامراض المزمنة، تمليك الاراضي، الاهتمام بالبعثات الخارجية ومعالجة مشاكل الصرف الصحي).

ومن بين القضايا الاقتصادية التي ابدا المستطلعون اهتماماً بها بخلاف التي ذكرت فكانت (دعم التنمية، تقليل الجبايات والرسوم والضرائب، توزيع الثروة بين الاقاليم، معالجة مشاكل الزراعة والصناعة، إصلاح مشروع الجزيرة، إعادة تاهيل المشاريع القومية، تأهيل الخدمات الاساسية، توفير الخدمات للارياف واطراف المدن، استغلال الموارد الاقتصادية، مراجعة السياسات الاقتصادية، تدريب وتأهيل الكوادر، تحسين اوضاع الوظائف مادياً، توزيع العائدات البترولية بشكل ينعكس ايجاباً على حياة المواطن، العدالة في العطاءات، العدالية في فرص العمل وإزالة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية).

ومن بين القضايا التي ابدى المستطلعين اهتماماً بها ولم يتم الاشارة لها مسبقاً فكانت (الحد من الظواهر السالبة والجرائم الغريبة، العدالة الاجتماعية، الاهتمام بقضايا الشباب واعادة تأهيلهم، إعادة صياغة المجتمع، بناء القدرات ورتق النسيج الاجتماعي)، في ما جاء ضمن القضايا السياسية التي لم تتم الاشارة لها (السلام، تطبيق الشريعة، العلاقات الخارجية، الاستقرار السياسي، محاربة الفساد، المواطنة، عدم استغلال السلطة، اتفاق السلام،الصدق في الوعود، توسيع الولايات، معالجة مشكلة المهجرين جراء السدود، المحكمة الجنائية، نزاهة الانتخابات، التحديات التي تواجه السودان والمؤتمر الدستوري).

أما القضايا في ما غير المجالات (السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والخدمية) التي ابدى المستطلعين اهتماماً بها ولم يتم الاشارة لها مسبقاً فكانت (الحفاظ على الهوية والعقيدة الاسلامية وزيادة الوعي الديني، دعم الخلاوي والمساجد ودور العبادة، القضايا الرياضية، الاهتمام بالانسان، ابتغاء مرضاة الله تعالي، تأصيل مناهج التعليم، الاهتمام بالثقافة، التدريس في الجامعات باللغة الانجليزية وانشاء اسواق بالمنطقة).

تفاؤل بالتغيير

واعتبرت 80.9% من العينة التي تم استطلاعها والبالغ عددهم 135 مستطلع بأنهم يعتقدون أن الانتخابات القادمة ستؤدي لحدوث تغيرات، في ما اعتبر 16.8% من ذات العينة والبالغ عددهم 28 مستطلع بأنهم لا يعتقدون أن الانتخابات القادمة ستؤدي لحدوث تغيير، في ما امتنع 4 من المستطلعين والذين يمثلون 2.4% من العينة عن الاجابة. ومن الضروري الاشارة هنا إلي أن اثنين من المستطلعين علقا بعد اجابتهما بإمكانية احداث الانتخابات للتغيير بقولهم أن تحقيق التغيير يرتبط بالنسبة لهم بخسارة المؤتمر الوطني للانتخابات.

... إذاً فالناخبون وضعوا وحددوا اجندتهم امام المرشحين خاصة الفائزين فيها عموماً والفائز بالجائزة الكبرى فيها وهي انتخابات رئاسة الجمهورية على امل أن يتم الاستجابة لتلك القضايا وأن تتحول من مجرد اماني واحلام تداعب مخيلاتهم لواقع ينعكس على حياتهم اليومية …