الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

مركز نادي الصافية ... حينما تختلط أوراق الاقتراع

ماهر أبو جوخ
لم تكد تمر ساعات من بدء التصويت في مركز نادي الصافية بالخرطوم حتى قررت رئيسة المركز إغلاقه بعد اكتشاف أن أوراق الاقتراع تخص مركزا آخر.
صورة لمركز اقتراع في ولاية الوحدة
صورة لمركز اقتراع في ولاية الوحدة

يعد نادي الصافية احد المراكز الرئيسية ضمن مراكز الدائرة رقم (17) لانتخابات المجلس الوطني والتي تضم حوالي (20) مركزاً، ويبلغ عدد الناخبين المسجيلن بالمركز (1315) ناخباً. وشهد المركز صباح امس أول أيام الانتخابات تدافع اعداد كبيرة من الناخبين والناخبات للمشاركة في التصويت حيث امتلأ المكان المخصص للرجال والنساء بالمركز، ومضت حوالي الساعة قام خلالها (61) ناخب وناخبة بالاقتراع لصالح المرشحين.

وأبلغتْ ضابط مركز نادي الصافية آمنة سكوتة صحيفة (السوداني) أن التصويت بدأ بشكل جيد عقب فتح المراكز ولكن اتضح أن اوراق الاقتراع الخاصة بالمجلس الوطني تخص دائرة اخرى، وبعد مشاورة المفوضية اصدرت قرارها بوقف التصويت في المركز، وقالت رداً على سؤالنا حول تمديد فترة الاقتراع لتعويض فترة توقف الاقتراع بأنها لا علم لديها بما سيتم اتخاده من معالجات باعتبار أن هذا من صميم المفوضية حيث سينفذون التوجيهات التي ستصدر لهم من قبلها.

اكتشاف الخطأ

وبدأت الواقعة حينما جاء الدور في التصويت على الناخب رقم (62) ويدعى سامة عمر حسن هلال -والذي هو في ذات الوقت مراقب عن الحزب الاتحادي الاصل- وحينما اعطي الاوراق الخاصة بالتصويت لمرشح المجلس الوطني بحث عن اسم ورمز مرشحه (العصا)، وصحيح انه وجد الرمز ولكنه باسم شخص اخر، وقال لنا هلال أنه اكتشف مصدر الخطأ حينما اطلع على الجزء العلوي من ورقة الاقتراع فتلك الورقة خاصة بالدائرة (19) ولذلك فقد طالب بايقاف الاقتراع لحين حسم هذه المسألة.

شد وجذب

ويضيف مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل عن الدائرة (17) لمقاعد المجلس الوطني عباس بابكر عباس في حديثه لـ (السوداني) انهم حينما اكتشفوا هذا الخطأ طلبوا من ضابطة المركز وقف التصويت ولكنها في بداية الامر اصرت على استكمال التصويت باعتبار أن الاعتراض لم يقدم لها بشكل رسمي على اورنيك (7) والذي لم يكن متوفراً بالمركز في ذلك الوقت واردف بقوله "ابلغتهم وقتها أن الاقتراع لن يستمر في هذا المركز بهذا الخطأ إلا على جثثنا" حسب قوله، مبيناً أن اجراءات التصويت توقفت بعد ابلاغ مفوضية الانتخابات بهذه المشكلة.

معضلة شهادة السكن

واشار عباس لوجود عدد من الشكاوى المتطابقة في العديد من مراكز الاقتراع في الدائرة 17 والتي تنحصر في (عدم وجود اورنيك (7) للطعن لدي ضابط المركز في اجراءات الاقتراع) بالاضافة لاعتماد شهادات السكن الصادرة من اللجان الشعبية للتصويت ورفض بعض ضباط المراكز الزام حامليها بابراز اثبات الشخصية عند الشك في حاملها والتي اعتبرها تصب لمصلحة واحدة "لا تفوت علينا" حسب قوله، مبيناً أن تلك الشهادات استخدمت في العديد من مراكز الاقتراع في كل من الاملاك والدناقلة والمزاد والصبابي وحلة خوجلي.

فوضى المفوضية

ووجه عباس انتقادات شديدة اللهجة للمفوضية القومية للانتخابات واعتبر ما شهده المركز نتاج لحالة الفوضي والاستعجال واصرارها على اقامة الانتخابات دون التأكد من اكتمال الاستعدادات واردف "إذا لم يكونوا جاهزين لماذا يصرون على اقامة الانتخابات".

رفض الترقيع

وطالب عباس المفوضية بإعلان إلغاء نتائج الانتخابات لصيانة حق الناخبين الذين ادلوا باصواتهم باعتبار أن إعادة التصويت والاقتراع لهم للمرة الثانية لا يجوز بشكل قانوني مما يجعل الخيار الثاني المتاح هو إلغاء اصوات اولئك الناخبين واعتبار اصواتهم تالفة وهو الخيار الذي اعلن رفضه له بشكل كامل وقال "المفوضية ملزمة بقانون الانتخابات واللوائح ولذلك فنحن متمسكين بإلغاء الانتخابات في الدائرة 17 بعد هذا الخطأ وفي ذات الوقت نرفض أي اتجاه لترقيع هذه الانتخابات".

وحمل كل من المفوضية وحزب المؤتمر الوطني المسؤولية التاريخية الكاملة إذا فشلت الانتخابات الحالية بسبب الظروف الراهنة وتهديد وحدة البلاد لأن الانتخابات مثلت الفرصة الاخيرة لاقرار التدول السلمي للسلطة وقفل باب العنف والعنف المضاد.

يوم إضافي

وقال مرشح حزب المؤتمر السوداني المهندس محمد فريد بيومي في الدائرة (17) لـ (السوداني) أن ستة مراكز اقتراع بالدائرة من جملة (20) مركزاً اوقف التصويت فيها بعد ساعة من بداية التصويت بسبب اختلاط اوراق الدائرة مع اوراق الدائرة (19)، معتبراً نفسه متضرراً من هذا الخلط، مبيناً أن حل هذه المعضلة يتم بإلغاء اول ايام التصويت ومد التصويت ليوم إضافي في جميع مراكز الدائرة.

اتلاف اصوات

ومن جهته اشار مندوب حزب المؤتمر الوطني بالمركز الشريف محمد احمد خلال تعليقه لـ (السوداني) عن وقف اجراءات الاقتراع بالمركز بأن حزبه ومرشحه تضرروا من هذا الخلط بشكل كبير، لكنه اوضح انهم في المؤتمر الوطني لا يعترضون على أي تسوية تقرها المفوضية لمعالجة هذا الاشكال بما في ذلك اعتبار الناخبين الذين صوتوا في اوراق الاقتراع الخاطئة "تالف" باعتبار أن نسبتهم لا تتجاوز الـ(1%) من اجمالي الناخبين.

رابط المقال بموقع الصحيفة

دراسة الموقف

ومن جهته ذكر القيادي بالحزب الاتحادي الاصل محجوب محمد محجوب في تصريح لـ (السوداني) أن قيادة الحزب تدرس المعلومات والبيانات حول سير عميلة الانتخابات توطئة لرفعها لقيادة الحزب لاتخاذ القرارات حولها. وابدى احباطه الشديد من ما شهدته العملية الانتخابية وقال "صحيح نحن حينما خضنا هذه الانتخابات كنا نعرف انها لن تكون شفافة او نزيهة وقبلنا بخوضها رغم كل تحفظاتنا باعتبارها الطريق الوحيد للتغيير عبر التحول الديمقراطي وإغلاق الطريق امام البديل العنيف سواء كان بالثورات او الانقلابات"، واردف "ولكن ما جرى في هذا المركز ومناطق اخرى داخل ولاية الخرطوم وخارجها ينبئ بسوء إدارة وقصور رغم الامكانات المالية المهولة التي وفرت للمفوضية من جهات داخل وخارج السودان".

واعتبر الاخطاء التي تمت "مقصودة ومنهجية" وانه لا يدري لمصلحة من تقوم المفوضية بهذا الامر حسب قوله، واستدل بعدم تسجيل أي حالة عنف حتي لحظة اجراء المقابلة والذي يوضح بجلاء علو وعي الشعب السوداني وحميته واضاف "خضنا الانتخابات وسمونا فوق الصغائر والضغائن لأجل هذا الشعب ولكن الذين استمرؤوا العيش في الظلام لا يريدون الحرية للشعب السوداني".

الحاجة للعطلة

واتفق ممثلي المؤتمر الوطني بالمركز الشريف محمد أحمد والاتحادي الاصل اسامة هلال بتأثر حركة الاقتراع بسبب عدم إعلان ايام الاقتراع كعطلة رسمية، وتوقعا في حال إعلان عطلة لبقية ايام التصويت أن تنعكس على زيادة اعداد الناخبين.

مراقب لا ناخب

وخلال جولتنا بالمركز التقينا بالشاب احمد عادل عبد العزيز -الذي يمت بصلة القرابة للمرشحين د. غازي صلاح الدين ومحمد فريد بيومي حيث ان المرشحين ابناء عمومة- وقد امتحن الشهادة السودانية هذا العام وهو موجود في المركز ضمن المجموعة المناصرة للعتباني والذي قال لـ(السوداني) أنه غير مهتم بالعمل السياسي وان دافعه الاساسي هو مساندة عمه العتباني مشيراً لعدم مشاركته في الاقتراع في الانتخابات الحالية لعدم تسجيله وقال رداً على سؤالنا حول امكانية تصويته في الانتخابات العامة القادمة فقال:"انا حقيقة غير راضي عن الوضع السياسي بالبلاد ولذلك فإن قراري بالتصويت في تلك الانتخابات مرتبط بما ستشهده البلاد من تحولات وتطورات في وضعها السياسي".