الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

الانتخابات.. هل تحسم نتائجها العضلات أم الأصوات؟

ماهر أبو جوخ
مع اقتراب الانتخابات تبرز مخاوف من اندلاع العنف أثناءها، خاصةً مع تكرر حوادث اشتباكات خلال الحملة الانتخابية الحالية.
شهدت الحملة الانتخابية الحالية تكرر حوادث العنف
شهدت الحملة الانتخابية الحالية تكرر حوادث العنف

التخوف الأساسي من الانتخابات العامة القادمة والمقرر اجراؤها خلال الفترة من 12-14 من الشهر القادم لمدة ثلاثة ايام أن تكون على شاكلة الانتخابات الكينية التي تسبب الاعتراض على نتائجها النهائية في ادخال البلاد في دوامة عنف استمرت لعدة ايام، ولم تطوَ إلا عقب تدخل دولي وإقليمي ابرم اتفاقا لقسمة السلطة بين الطرفين المتنافسين.

ونجد أن الانتخابات السودانية ليست استثناءً، فهي تقام في ظل اكثر الفترات الحرجة في تاريخ السودان الذي يستعد بعد شهور قليلة منها لامتحان (تقرير المصير) الذي سيحدد مستقبل جنوب السودان بالبقاء موحداً مع الشمال أو الانفصال، في وقت تتأرجح فيه تسوية الصراع بدارفور تارة تمضي للأمام ومرة للخلف، أما الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية فإن تعقيدات المشهد تجعل الجميع في ترقب لنتائج الانتخابات لعلها تعيد التمكين للفريق الحاكم أو تفضي للتفكيك للمجموعات المعارضة. وما بين أي من الامرين فإن شيطان العنف يخرج من ثنايا المخاوف والظنون والشكوك.

واقعة الدبة

وما زاد المخاوف من افضاء الانتخابات القادمة ونتائجها لاشتعال اعمال عنف ـ ما لم توضع معالجات سياسية ومفاهيمية وليست امنية ـ للتعاطي مع هذا المهدد هو تصاعد وتنامي مظاهر العنف التي صاحبت ولازمت عددا من الانشطة الدعائية في عدد من المواقع ولعل آخرها ما شهدته مدينة الدبة(شمال السودان) ابان تدشين الحملة الانتخابية لمرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل لانتخابات رئاسة الجمهورية حاتم السر والدائرة طه علي البشير، حينما تدخلت الشرطة لفض اشتباكات بالعصي والايدي بين منسوبي الحزب وعدد من الاشخاص الذين جاءوا يحملون رايات الطريقة الختمية وهتفوا بفوز مرشح المؤتمر الوطني لانتخابات الرئاسة المشير عمر البشير، مما أثار حفيظة أنصار الاتحادي ودخلوا معهم في اشتباك بالأيدي والعصي على جانب من مكان اللقاء الجماهيري، وتدخلت الشرطة وفضّت الاشتباك واحتجزت مجموعة من الطرفين وأفرجت عنهم بعد ساعات.

في تمبول وتلكوك

اقرأ المقال على موقع صحيفة السوداني

ولعل الاحداث التي وقعت بالدبة لم تكن هي الأولى، ففي منتصف الشهر الماضي تعرض عدد من مرشح حزب مؤتمر البجا بالدائرة القومية تلكوك -الواقعة شمال ولاية كسلا - بالعيد آدم محمد عمر وثلاثة من مرشحي الحزب لانتخابات الدوائر الولائية ومرافقيهم لاعتداء خلال زيارتهم للمنطقة من قبل مجموعة يقودها احد ابناء اعيان المنطقة التابعين للمؤتمر الوطني قبل وصولهم لمنطقة تلكوك حيث تعرض الوفد للضرب بالعصي والحجارة مما ادى لاصابة عمر اصابات بالغة اقتضت احتجازه بمستشفى كسلا لتلقي العلاج.

واشتكي الحزب الاتحادي الاصل بمنطقة تمبول الشهر الماضي من مهاجمة عدد من منسوبي حزب المؤتمر الوطني بالمنطقة لمؤخرة الموكب الذي سيروه بالمدينة لمرشحي الحزب مما ادى لوقوع اشتباكات بين انصار الفريقين كانت حصيلته عددا من الجرحى.

عرقلة للرجل الثاني

لكن الواقعة الجديرة بالتأمل هي التي وقعت باستاد ولاية الوحدة منتصف الشهر الجاري، لانها وقعت بين منسوبي حزب واحد واستُهلت بمشاجرة كان طرفها وزير ولائي ثم تحولت لاشتباكات بين مؤيدي حاكم الولاية ومرشح الحركة اللواء تعبان دينق ومنافسته وزيرة الدولة بوزارة الطاقة د. انجلينا تيج التي تخوض الانتخابات مستقلةً ـ وهي في ذات الوقت زوجة نائب رئيس الحركة وحكومة الجنوب د. رياك مشارـ الأمر الذي ادى لإلغاء الاحتفال الذي كان من المقرر أن يخاطبه رئيس الحركة ومرشحها لمنصب رئيس حكومة الجنوب الفريق اول سلفاكير ميارديت ونائبه د. رياك مشار وعودتهما لجوبا.

واندلعت الاشتباكات بعد قيام وزير التربية والتعليم بالولاية باقتلاع المايكروفون من يد رئيس الحركة بالولاية د. جوزيف منتويل الذي كان ينور الحضور بالاحتفال بسبب اعتراضات ابداها، وهو الامر الذي ادى لإغضاب حراس الاول الذين اشبتكوا مع الوزير بالايدي، وسرعان ما عمت حالة الغضب جميع ارجاء الاستاد وعمت اعمال الشغب مما نتج عنها اصابات طفيفة قيل أن وزير التربية والتعليم احدها، إلا أن نائب رئيس الحملة الانتخابية لإنجلينا ويدعى فرانسيس شول اتهم انصار الحاكم بالعمل على اقصائهم وممارسة العنف ضدهم، وذكر أن لافتاتهم التي رفعوها وتحمل صورة سلفاكير وعرمان وانجلينا نزعت من انصارهم وتم اخراجهم من الاستاد ووصف الموقف بـ"المحرج".

حتى الملصقات

الملصقات الانتخابية هي ايضاً طالتها اعمال العنف ايضاً، ففي احدى الدوائر ببحرى اشتكى منافسون للمؤتمر الوطني من تعرض ملصقاتهم الانتخابية للتمزيق، كما اتهم مرشح الحركة الشعبية بولاية شمال دارفور رمضان مختار عن الدوائر القومية القوة النظامية التي رافقت والي ولاية شمال دارفور يوسف كبر خلال زيارته الأخيرة لمنطقة المالحة بتمزيق ملصقات مرشح الحركة لانتخابات الرئاسة ياسر عرمان واعتقال 3 من مواطني المنطقة، وقال أنه لولا تدخل احد ملوك المنطقة لحدث ما لا يحمد عقباه.

إذاً فالجميع يترقب ما يسفر عن التنافس الانتخابي مع اقترب ساعة الصفر التي تقترب كلما غربت شمس يوم، والمخاوف لا تزال موجودة من امكانية لجوء المنافسين لـ (العكاز) بدلاً من (الاصوات) واللجوء للخيار الأخير وجعل شعار الفوز في الانتخابات لصاحب اكبر (العضلات) بدلاً عن اكثر (الاصوات).