Media in Cooperation and Transition
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

Our other projects
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
عربي

Is our flag a symbol of unity or division?

Lodiyong Moritz
Can this flag ever represent a unified Sudan?
25.04.2024
العلم الوطني السوداني
العلم الوطني السوداني

يبدو العلم الوطني في السودان مصدراً دائماً للتوتر بين الأفارقة السود في الجنوب وبين العرب في الشمال. المشكلة أن الأفارقة الجنوبيين ينظرون إلى العلم على أنه علم قومي عربي أكثر منه علم سوداني.

وقد شهدتُ مثالاً حديثاً على الصراع على العلم خلال حشد في سياق حملة الرئيس البشير الانتخابية في مدرج جوبا. كان الجمع المحتشد لدعم الرئيس أكبر بكثير مما كان متوقعاً. ولكن تبين، مع استمرار الحملة، أن هناك الكثير من الجماعات جاءت لترى أكثر مما لتدعم. أدركتُ هذا عندما فوجئتْ أذناي وعيناي بالمنشدين يرددون (يحيا أوكامبو! يحيا ياسر!) وبالعلم السوداني يقلب عاليه سافله من قبل الناس الذين في المدرج فيصبح اللون الأسود في الأعلى يليه الأبيض ومن ثم الأحمر في الأسفل. وفي الزاوية الشرقية من المدرج، حيث كنت جالساً وسط الحشد، اندفع جمع من رجال الأمن وانتشروا وهم يبحثون عن المحرّضين المحتملين. وبعد أن بدأ الهتاف وتم قلب العلم السوداني فصار أعلاه أسفله، جرى إخراج المنشدين من المدرج.

في الشمال، دائماً يرفع العلم بحيث يكون اللون الأحمر في الأعلى والأسود في الأسفل. أما في الجنوب فيرفع العلم مقلوباً بحيث يكون الأسود في الأعلى.

ولكن ما لاحظته من هذه الحالة، أكثر من أي شيء آخر، هو رمزية العلم. أيجب أن يكون الأسود في الأعلى أم الأحمر؟ أم أننا نريد علماً جديداً إذا كان لهذا البلد أن يبقى موحداً؟

في الشمال دائماً يرفع العلم بحيث يكون اللون الأحمر في الأعلى والأسود في الأسفل. في الجنوب يكون الأسود، خلاف ذلك، في الأعلى. وبحسب بعض السودانيين الجنوبيين في الخرطوم، فإن كون اللون الأحمر في الأعلى والأسود في الأسفل يرمز إلى أن الشماليين العرب ذوي البشرة الداكنة سوف يحكمون الجنوبيين في حين يعتقد الشماليون إن الأطراف التي تضع اللون الأسود في الأعلى هم من أنصار الجنوبيين الأفارقة السود. لقد شاهدت ملصقات تحمل علم جنوب السودان في شوارع الخرطوم وفيها اللون الأسود في الأعلى ودائماً يتم تمزيقها وترك صورة المرشح فقط.

وهكذا إذا كان هذا العلم مصدر نزاع سياسي، ما العلم الذي سوف يستخدم في السودان الموحد، إذا كان الجنوبيون سيصوتون للوحدة في الاستفتاء العام القادم؟

علم حزب الأمة

علم حزب الامة
علم حزب الامة

لحزب الأمة (كما يظهر هنا) علم ورمز خاصين به: الأسود في الأعلى والأحمر في المنتصف والأخضر في الأسفل. ورمزه هو قمر وقلم، وكان حتى فترة قريبة قمر ورمح. البعض يقول إن هذا العلم يمكن أن يكون جامعاً، ولكن لا يزال الكثير من الجنوبيين يرفضون الرمز. وبحسب نيلسون أوجيتوك، وهو طالب علوم سياسية في الخرطوم، فإن لعلم حزب الأمة مضامين دينية قوية: "علم حزب الأمة خيار أفضل وأكثر مقبولية من الجميع. ولكن للرمز مضمون ديني ذلك لأن القمر رمز ديني في الإسلام، وهذا يصور الحزب كما لو أنه مدافع محض عن الإسلام. إن الجنوبيين، الذين هم في غالبيتهم مسيحيون، لن يغريهم وجود اللون الأسود في الأعلى، إذا بقي رمز الإسلام على العلم"، كما قال.

ويوجه محمد مجاهد، وهو صحفي مستقل في الخرطوم، اللوم إلى الدين وإلى القادة السودانيين لأنهم لا يعتبرون أنفسهم سودانيين أفارقة: "ما يهمنا هو أمتنا، إذا كنا سودانيين فنحن بحاجة إلى أشياء سودانية. ليس أفريقية أو عربية، بل سودانية. بالتأكيد لدينا أواصر تاريخية مع شعوب الشرق الأوسط ولكن لدينا أيضاً أواصر مع أفريقيا ونحن أفارقة وفي أفريقيا. نعم الإسلام ديننا، كما هي المسيحية دين أخوتنا في الجنوب. إذا كنا نريد سوداناً موحداً، فلنعتبر أنفسنا سودانيين، لا عرب ولا أفارقة، فقط سودانيين بعلم يرمز إلى بلدنا ولا يرمز إلى دين أو عرق"، كما يؤكد.

العلم الوطني المصري

العلم المصري
العلم المصري

تاريخ العلم السوداني أنه تقرر خلال المنافسة التي شملت البلاد في 1970 عقب انقلاب 1969. من حيث الشكل فإنه يشبه علم التحرر العربي المصري، المعروض هنا. وبالنسبة للكثيرين فإن الألوان الأسود والأبيض والأحمر والأخضر ذات علاقة بألوان القومية العربية، فهي ترمز إلى الدين الإسلامي والوحدة العربية. لذلك أعتقد أن بلداً مثل السودان، غني بالثقافات واللغات والأديان، سيجد من الصعب عليه قبول العلم الوطني الحالي.

وكما أن ذكر العشائر في رواندا من المحظورات، بعد الإبادة الجماعية هناك، سوف يكون من الحكمة من جانب الحكومة الوطنية في السودان أن تبدي احتراماً صارماً للتنوع في الأديان والثقافات واللغات الذي يجعل من السودان مكاناً فريداً ويمتلك إمكانات أن يكون مكاناً جميلاً. إن معاملة جميع المواطنين معاملة متساوية ودون تمييز هو أمر واجب. أما عندما يبدو أن الحكومة تحابي بعض الأديان أو المناطق أو الثقافات أو القبائل على حساب الغير، فعلى من يقع اللوم إذا تمزقت البلاد؟