Fears of violence in Malakal ahead of forthcoming elections

تبقت ايام معدودات على موعد الاقتراع للانتخابات العامة القادمة بالسودان، وفي مدينة ملكال عاصمة ولاية اعالي النيل يتخوف كثير من المواطنين هناك من وقوع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية، لذلك أخلى عدد منهم المدينة وأغلق عدد من التجار محالهم خاصة التجار الشماليين خوفا من العنف والفوضي والقتل العشوائي التي قد تتخلل الانتخابات. ومن خلال تواجدي وزيارتي لبعض الأحياء داخل المدينة لاحظت الخوف وسط المواطنين وتحدث لي البعض مؤكدين أن مدينة ملكال يحدث فيها عنف وفوضي دائما جراء اي حدث سياسي والمواطن هو الضحية . واستعرضوا الاحداث المتكررة التي شهدتها المدينة موخرا و التي راحت ضحيتها المئات من المواطنين الابرياء بسبب الصراعات السياسية.

احدى الملصقات في شوارع ملكال

الرافد الآخر لخوف السكان مصدره وضعية مدينة ملكال الجغرافية حيث أن المنطقة مقسمة الي جزأين، الجزء الشمالي من المدينة يتبع للقوات المشتركة التابعة للقوات المسلحة السودانية، و الجزء الآخر الجنوبي يتبع للجيش الشعبي لتحرير السودان، مما قد يتسبب في احتمال وقوع مصادمات بين القوتين على خلفية الانتخابات.

وبالرغم من وجود تلك المخاوف عند بعض السكان فإن الانتخابات حاضرة بوضوح في المدينة، فقد دشنت جميع الاحزاب السياسية والمرشحين المستقلين حملاتهم الانتخابية استعدادا لخوض الانتخابات، كما توجد في معظم طرقات المدينة ملصقات للدعاية الانتخابية للمرشحين، إلا أن بعضها يتعرض دوريا لعملية تمزيق من قبل مجهولين.

غير أن عملية التوعية لم تكن كافية في المدينة، حيث ان التوعية عبر الأجهزة الإعلامية ليس كافية لعدم امتلاك كافة المواطنين لجهاز راديو او تلفزيون خاصة المواطن البسيط بالريف، كما انه لم يكن له الوقت في بعض الاحيان للاستماع الي راديو. وهذا ما لمستها خلال زيارتي لاحدي القري بمقاطعة فشودة بشمال الولاية، فان المواطن علي الالمام بقيام الانتخابات في ابريل الجاري ولكن لا يعرف كيف سيتم عملية الاقتراع ولمن سيصوت! وعليه كان لابد من تكثيف عملية التوعية الانتخابية عبر اقامة اللقاءات والندوات السياسية او تكثيف الاعلام عبر السيارات المتحركة من اجل وصول التوعية لكافة المواطنين وخاصة في الارياف .