الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

شباب جنوب السودان يبحث عن السلام في آفاق التواصل الاجتماعي

أتيم سايمون مبيور
جوبا - رغم تصاعد المواجهات العسكرية بين الحكومة والمتمردين في جنوب السودان، يسعى الشباب لإيصال صوته المُطالب بوقف الحرب وتحقيق السلام عبر مبادرة ’حملة السلام‘.
صورة ’حملة السلام‘ من صفحتهم على الفيسبوك.
صورة ’حملة السلام‘ من صفحتهم على الفيسبوك.

تعليق

انطلقت ’حملة السلام‘، التي بدأتها مجموعة ’سفراء من أجل السلام في جنوب السودان‘، منذ ما يقارب الشهر، ودامت 15 يوما من فاتح إلى 15 مايو الماضي. انضم ما يقارب ال 400 المشترك على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك في هذا الشهر الذي انطلقت فيه ثورة الحركة الشعبية، باعتبارها لحظة تاريخية اتفق فيها الجنوبيون على مناهضة الظلم والتمييز. وتعد هذه المحاولة أداة جادة لتوسيع مساحة التفاؤل وتوحيد الخطاب الشعبي من أجل إيقاف الحرب في جنوب السودان

شجع القائمون على هذه الحملة كل عضو على تغيير صورة بروفايله إلى حمامة السلام، وبث رسائل وأقوال لشخصيات عالمية مؤثرة عن السلام، وإدارة حوارات حول سبل تحقيق السلام والمصالحة في جنوب السودان.

اختيار الحملة لموقع الفيسبوك معبر. أكثر من 50 ألف من شباب جنوب السودان يمتلكون حسابات في موقع التواصل الاجتماعي. هؤلاء الشباب من خلفيات اجتماعية وسياسية مختلفة منقسمون حسب المجموعات المتصارعة (الحكومة، المتمردين، المعتقلون السابقون) أو متعاطفون مع واحدة منها.

هؤلاء هم نفس الشباب الذين استخدموا الفيسبوك للتحريض على العنف في البلاد، حيث أوضح المدير التنفيذي لمنظمة جنوب السودان لتمكين المجتمع ’سيبو‘ إدموند ياكاني في تصريح لوكالة الأناضول نقله موقع الجزيرة أن نسبة 60 في المئة ممن خضعوا لدرسة قامت بها المنظمة "استخدموا فيسبوك للتحريض على العنف في البلاد".

الفيسبوك لا يخضع للرقابة المفروضة على الصحف الداخل البلدان، ويتيح الفرصة للتواصل مع الشباب حول العالم. الأهم من هذا كله هو أنه يتيح الفرصة للمسئولين في الحكومة والمتمردين ومجموعة المعتقلين السابقين لمتابعة الحملة، لأنهم ببساطة متابعين لما يدور عبر الفيسبوك، سواء كان عبر حساباتهم الشخصية، أو من خلال أشخاص مقربين إليهم، أو حتى عبر الأجهزة الأمنية المكلفة بمراقبة صفحات الناشطين، إن وجدت.

استطاعت ’حملة السلام في جنوب السودان‘ أن تلفت الانتباه لخطورة الحرب في جنوب السودان والتحذير من تداعياتها الكارثية، ونجحت في تحقيق عدد من أهدافها على المدى القصير، حيث وجدت تجاوبا كبيرا في أوساط شباب الفيسبوك، وخلقت حوارات جادة متعلقة بالحرب والأضرار الاجتماعية التي تسببت فيها.

يجب أن تحظى مثل هذه المبادرات بالدعم والمساندة المطلوبة لأنها تخاطب مصير شعب بأكمله، يمكن لها أن تجد تجاوبا من العالم كله، وأن تساعد في إيقاظ الأمل في نفوس المهتمين بقضية السلام في جنوب السودان.

هؤلاء متفرقون ويسيطر عليهم الخوف والإحباط والتوجس وهم في حاجة إلى توحيد مظلة انطلاقهم والخروج إلى العلن، وهذا هو بالتحديد ما توفره هذه الحملة.

تمثل هذه الحملة تحركا يساهم في وقف معاناة مواطني جنوب السودان، والخطوة الأولى في سبيل استعادة الثقة والاعتبار بين الجنوبيين أنفسهم، إن لم تكن المدخل الاساسي للمصالحة والتعافي الاجتماعي في جنوب السودان.