الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

سكان جوبا يواجهون ارتفاعاً جنونياً لأسعار الغذاء

استر موومبي
جوبا - سكان جوبا عاصمة جنوب السودان يتنفسون الصعداء بعد توقف القتال، لكنهم يواجهون تهديداً جديداً يتمثل في نقص الأغذية.
امرأة في مخيم كيتر في جوبا، 9 يناير.
امرأة في مخيم كيتر في جوبا، 9 يناير.

إن ارتفاع أسعار السلع الغذائية وخلو المحلات في الأسواق من البضائع وعمليات النهب الواسعة جعل السكان يكافحون في سبيل تأمين الطعام لموائد بيوتهم.

وبعد أكثر من شهر من القتال الذي عم جنوب السودان وقتل الآلاف، أصبح سكان مخيم الأمم المتحدة في جوبا دون طعام فلجؤوا إلى نهب المواد الغذائية من القرى المجاورة.

”لا يمكن أن يكون لديك الماعز هنا بينا نحن جائعون داخل المخيم. ثم أخذوا العنزة وعادوا إلى المخيم“
نازحون في جوبا
أخبرت بيتي كيدن، من سكان إحدى القرى، النيلان عن مشاهدتها لأشخاص سرقوا عنزة من راع صغير من قبيلة المونداري: ”كانوا يطاردونه ثم بدأوا يضربونه وهم يصرخون: لا يمكن أن يكون لديك الماعز هنا بينا نحن جائعون داخل المخيم. ثم أخذوا العنزة وعادوا إلى المخيم“.

هناك قصص مشابهة كثيرة، كقصة بائع الأناناس الأوغندي الذي ضُرب حتى فقد وعيه وسُرق كل الأناناس الذي معه.

ارتفعت أسعار المواد الغذائية في جوبا ارتفاعاً كبيراً تجاوز قدرة معظم المواطنين.

فكيلو الرز أصبح الآن يكلف ما بين 6 إلى 8 جنيهات جنوب سودانية (حوالي دولارين أمريكيين)، أي بزيادة الثلث عن سعره قبل اندلاع الصراع.

كذلك شهدت أسعار الطحين والسكر وسلع أساسية أخرى كالصابون والمنظفات وورق التواليت ارتفاعاً كبيراً مماثلاً. وازداد غلاء سعر الماء الذي ينقل من النيل إلى سكان جوبا لأن تجار الماء الارتريين هربوا خوفاً على حياتهم.

ومع امتداد رقعة الصراع إلى مناطق النفط وتوقف إنتاجه في بعض المناطق، قفزت أسعار الوقود وارتفعت بالتالي أسعار كافة السلع الأساسية.

يُرجِع مارك موليندوا، مستورد طماطم، ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى ارتفاع أسعار الوقود. ”يكلفنا نقل البضاعة اليوم ضعفي تكلفة النقل السابقة، لذلك، وإلى أن يتغير الوضع، نضطر نحن أيضاً إلى رفع الأسعار“.

فر أكثر من نصف مليون شخص من بيوتهم خلال الشهر والنصف الماضيين، منهم 494 ألف شخص نزحوا من بيوتهم داخل جنوب السودان و86 ألف ومئة شخصاً لجؤوا إلى الدول المجاورة.

”تعبت من التحدث إلى الصحفيين وممثلي الإعلام الآخرين في حين لا أتلقى أي مساعدة“
ماري كيليلي

تجلس ماري كيليلي صامتة وسط مجموعة خيام في مخيم كنيسة كيتر. إنها تكافح لترعى صغيرتها التي تعاني من سوء التغذية وحروق شديدة إثر سقوطها في قدر فاصوليا يغلي أثناء غياب ماري عن المكان باحثة عن طعام. وقالت ماري: ”تعبت من التحدث إلى الصحفيين وممثلي الإعلام الآخرين في حين لا أتلقى أي مساعدة. أتساءل إن كانت رسائلي تصل إلى الحكومة“.

حتى الذين تؤويهم مخيمات الأمم المتحدة، ويقدر عددهم بنحو 67 ألف و400 شخصاً، يعانون من نقص الغذاء. وفي جوبا، تشكل النساء والأطفال قرابة 80 في المائة من النازحين الموجودين في مخيمات الأمم المتحدة.

أفاد تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأسبوع الماضي بأن وكالات الإغاثة قدمت المساعدة لما يزيد على 212 ألف شخص حتى الآن، وأن المعونات ستمتد لتصل إلى ولايتي جونقلي والاستوائية الشرقية.

”قررتُ تعليق جلب بضاعتي حتى يهدأ الوضع“
مونيكا كوباشنقي

تشمل المحاصيل الغذائية التي تشيع زراعتها في جنوب السودان الذرة والفول السوداني والدخن بنوعيه الإصبعي واللؤلؤي والسمسم والكسافا، إلا أن معظم المواد الغذائية التي يحتاجها البلد مستوردة، خاصة من أوغندا.

وكان جنوب السودان يستورد قبل بدء الصراع 88 في المئة من غذائه من أوغندا، لكن الرقم ارتفع إلى 99 في المائة نتيجة فرار المزارعين من أعمال العنف.

يمتلك جنوب السودان مساحات كبيرة من الأراضي الخصبة لا يزرع منها إلا 4 في المئة، حسب تقرير منظمة الفاو. وقد عرقل النزاع المسلح عمليات تنظيف الأراضي ونثر البذار فيها. ويواجه المزارعون كذلك ارتفاع أسعار الوقود ومشاكل العمالة وسرقة المواشي والنزاعات التي تحدث على المراعي ومصادر المياه.

وفي هذه الأثناء، أغلق الباعة محلاتهم. قالت مونيكا كوباشنقي، بائعة أوغندية، إنها قد توقفت عن جلب الطحين وسط مخاوف من مشكلات أمنية، ”سمعتُ عن إشاعات تتحدث عن تعرض بعض التجار للسلب خلال محاولتهم نقل الرز إلى جوبا فقررتُ تعليق جلب بضاعتي حتى يهدأ الوضع“.