المعلمون في ولاية وسط الاستوائية بلا رواتب، والتلاميذ يواجهون مصاعب في التعليم

تتحدث جين ساديا، وهي معلمة من ’بعثة الإرسالية المسيحية‘ التي تأجل دفع رواتبها باستمرار، لتقول إن المعنويات آخذة بالتدهور حيث ”يتلقى المعلمون والمعلمات رواتبهم بعد تأخير لشهور عديدة. ولدينا العديد من المعلمات والمعلمين إضافة إلى المتطوعين للتعليم اللذين لم يتلقوا أي تدريب مسبق“.

”لدينا العديد من المعلمات والمعلمين إضافة إلى المتطوعين للتعليم اللذين لم يتلقوا أي تدريب مسبق“
جين سعديةويقول معلم آخر ماليامونقو إيمانويل إن الظروف السيئة دفعت بعضهم لترك المهنة. ويضيف بأن فرص ترقية المعلمين ذوي الخدمة الطويلة قليلة. ”يمكن أن يستمر المعلم في العمل زمناً طويلاً دون أن يترفع لدرجة أعلى. ينبغي أن توضع لنا نحن المعلمين حوافز في كافة المجالات ويجب زيادة رواتب المعلمين“.

يقول الطلاب إن تأخير دفع رواتب المعلمين يؤدي إلى فشل الامتحانات نظراً لغياب ما يشجع المعلمين على العمل كما ينبغي. ويخبرنا أليكس مووا، وهو تلميذ، كيف يرسل هو وزملاؤه في الصف الدراسي إلى البيت بعد حصة أو حصتين دراسيتين على الرغم من تبقي خمس حصص في جدول حصص ذلك اليوم.

”يتعين عليك في بعض المواد الدراسية أن تبذل مجهوداً أكبر“ ماوا”يدرّس المعلمون أحياناً مادتين مختلفتين في المدرسة“ حسب قول التلميذ ماوا الذي يدرس في مدرسة كنجي الابتدائية الحكومية، مضيفاً بأن بعض الطلاب الجامعيين يساعدونهم في تدريس بعض المواد التي من المفترض أن يكونوا ملمين بها. ”يتعين عليك في بعض المواد الدراسية أن تبذل مجهوداً أكبر“، يقول ماوا.

ويقول كوزماس كارابا، التلميذ في مدرسة القديس بول الابتدائية، إنه يمضي وقته يلعب خارج غرفة الصف الدراسي أو يعود إلى البيت مبكراً عندما لا تكون هناك حصص. ويضيف بأنه ”في بعض الأشهر لا يدرّس المعلمون بشكل جيد، فيبقى التلاميذ خارج غرفة الصف يلعبون أو يذهبون لبيوتهم“.

وتواجه المدارس الثانوية، بحسب قول بول ديامادي دانييل الطالب في مدرسة ياي الثانوية الحكومية، مشاكل مشابهة تشمل نقص المدرسين وإكمال جدول الحصص الدراسية.

”لا توجد ترتيبات منهجية واضحة لتوفير عملية بناء للقدرات عند المعلمين المهتمين بالتعليم إذ لا تتوفر دورات تأهيلية كافية“
وستو داداويؤكد: ”التعليم غير متقن فلدينا ما لا يقل عن ست حصص دراسية في اليوم لكنني لا أدري ما الخطأ! يتم أحياناً تدريس ثلاث أو أربع حصص“. وفي نفس الوقت، يشتكي المعلمون وأعضاء النقابة من نقص الموارد المالية لاجتذاب معلمين جدد.

ويبين يوستو دادا، رئيس نقابة المعلمين في ياي، أن هناك نقصاً حقيقياً في توفير الدعم المالي والاجتماعي الكافي لاجتذاب المزيد من الأشخاص المناسبين لمهنة التعليم، مضيفاً أنه ”لا توجد ترتيبات منهجية واضحة لتوفير عملية بناء للقدرات عند المعلمين المهتمين بالتعليم إذ لا تتوفر دورات تأهيلية كافية“.

وعلى الرغم من كثرة الراغبين بالحصول على التعليم والمحبين له في جنوب السودان إلا أن آمالهم تتلاشى أمام التحديات الكبيرة التي تؤثر على هذا القطاع. ففي يي مثلاً، وهي مقاطعة ذات تعداد سكاني كبير ومدارس كثيرة، هناك 75 بالمائة تقريباً من المعلمين غير المدربين.

وعزا مدير التعليم في المقاطعة، فيليب تعبان، ذلك للأزمة الحالية ولقرار وزارة التربية والتعليم بتقليص عدد المعلمين في عام 2013.

”هناك نقص في عدد المعلمين ناتج عن عملية التخفيض التي جرت عام 2013. فقد ترك ذلك معظم مدارسنا في وضع حرج حيث تم تسريح حوالي 400 معلماً“ حسب تعبان الذي أضاف أن سبب استمرار وجود بعض المدارس هو وجود المتطوعين فيها.

وزير التربية والتعليم في ولاية وسط الاستوائية، هاستن يوكوي في اليوم العالمي للمعلم، 5 أكتوبر 2014.
© النيلان | أ. ل”بعض المدارس لا يوجد فيها سوى متطوعون“. وبحسب قول تعبان، توجد في يي هذا العام 205 مدرسة منها 120 ابتدائية و20 ثانوية و65 روضة أطفال وأكثر من 40 ألف طالب، ولكن عدد المعلمين قليل ويتضمن 332 معلماً و70 معلمة فقط.

ويقول هاستن يوكوي، وزير التربية والتعليم في الولاية، إن تدريب المعلمين يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم الوطنية. ويتحدث إلى معلمي يي قائلاً: ”أريد أن أعلمكم أن مسؤولية تدريب المعلمين تقع على عاتق الحكومة الوطنية“ مشيراً إلى أن هذه الوزارة ستفتتح خمس مؤسسات تختص بتدريب المعلمين هذا العام.

ويؤكد أيضاً أن بعض المسؤولين اجتمعوا مؤخراً مع المعلمين بهدف بحث الظروف، لكن العنف والصراعات السياسية الحاليين أديا إلى تعثر الإصلاحات التي تم التخطيط لها.