الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

الجنوبيون العالقون في الخرطوم

محمد هلالي
الخرطوم - رغم محاولات عدد من الجهات ترحيل جنوب السودانيين إلى بلدهم، مازال عدد كبير منهم عالقا في معسكرات في السودان، تفتقر لأبسط الخدمات.
19.10.2021

تم في يوم الإثنين 4 نوفمبر ترحيل 3.500 جنوب سوداني كانوا عالقين بميناء كوستي لفترة طويلة. وقد تم الإعلان في ذات المناسبة من قبل حكومتي السودان وجنوب السودان عن "حملة ترحيل العالقين"، والتي تستهدف حوالي 40 ألف جنوبي من عالقين في مناطق متفرقة من السودان، وتحديداً العاصمة الخرطوم.

وأعلن سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت في تصريح لشبكة الشروق الإخبارية السودانية في اليوم السابق لهذا الحدث، ”إغلاق المعسكر الموجود بحاضرة النيل الأبيض كوستي ابتداءً من يوم الأحد 3 نوفمبر“.

وأثنى ميان على دور حكومة النيل الأبيض وأجهزتها المختلفة لمعاملتها الطيبة التي وجدها المواطنون الجنوبيون أثناء إقامتهم بكوستي لمدة ثلاث سنوات، كاشفاً عن اعتزام سفارته "فتح قنصلية لها في مدينة كوستي".

وقد حسب مصادر حكومية موثوقة، فإن تكلفة ترحيل هذا العدد كانت حوالي 2 مليار جنيه سوداني.

الكنيسة الأفريقية المحلية بقيادة القس جون كون قوج قامت برعاية برنامج العودة.
السر العمدة

وقد كشف مسئول العودة الطوعية بمفوضية العون الإنساني، السر العمدة، حَسَبَ المركز السوداني للخدمات الصحفية (مركز صحفي يتبع للحكومة) يوم الأحد 3 نوفمبر "أن الكنيسة الأفريقية المحلية بقيادة القس جون كون قوج قامت برعاية برنامج العودة، مواصلة لجهودها في ترحيل ثلاثة آلاف مواطن جنوبي قبل ستة أشهر بولاية الخرطوم"، مضيفاً أنهم يستهدفون "ترحيل حوالي 40 ألفاً في الفترة المقبلة".

وهذا المجهود بالإضافة إلى أنه ممول بشكل أساسي من الكنيسة الأفريقية، فهو يتم بالتعاون ما بين مفوضيتي العون الإنساني في حكومتي الخرطوم وجوبا، وبالتنسيق مع الشركاء الدوليين، منظمة الأمم المتحدة للاجئين، ومنظمة الهجرة الدولية.

وفي السياق ذاته، كشف مفوض العون الإنساني السوداني، سليمان عبد الرحمن، بالخميس 14 نوفمبر عن وجود مشكلة في التمويل، مضيفاً "أنها قد تجعل هذا المشروع يستمر حتى العام المقبل" مشيراً إلى أن العملية ستستمر و"سيتم ترحيل أعداد كبيرة في ديسمبر المقبل".

ويعيش هذا الرقم الضخم من الجنوبيين العالقين فيما يقارب الأربعين مساحة مفتوحة ومعزولة ومحاصرة بقوات الشرطة في الخرطوم في أوضاع مأساوية للغاية، ودون أدنى مقومات الحياة الانسانية؛ وذلك في انتظار رحلات العودة الطوعية للجنوب.

سيتم ترحيل أعداد كبيرة في ديسمبر المقبل.“
سليمان عبد الرحمن

هذه المعسكرات منتشرة بالمناطق الطرفية لولاية الخرطوم بمناطق امبدة في أمدرمان، والسامراب والدروشاب في الخرطوم بحري، والشجرة والعزوزاب وجبل أولياء وسوبا والجريف في الخرطوم. وبطبيعة الحال هي خالية تماماً من كل الخدمات؛ كهرباء، مياه صالحة للشرب، صحة، وغيرها.

 بُنيت هذه المعسكرات في معظمها علي مساحة لا تزيد عن الاثنين إلى ثلاثة كيلومترات، توجد فيها مئات المنازل المصنوعة من الخيش ورواكيب الخشب والقش والعيدان المستعملة، ومساحة المنزل لا تتجاوز 4 إلى 5 أمتار تسكن في كل منها أسرة ممتدة تتراوح بين ستة إلى عشرة أفراد أحياناً.

كما أنه لا توجد داخل هذه المعسكرات دورات مياه لقضاء الحاجة، مما يزيد الوضع بؤساً وقابلية للأمراض الكثيرة بسبب التلوث البيئي، إذ يضطر القاطنون لقضاء حاجتهم في العراء وكيفما اتفق خاصة في أوقات الليل.

أقيمت هذه المعسكرات منذ مطلع العام 2011 قبل إعلان استقلال جنوب السودان بعدة اشهر، بعد أن أعلنت الحكومة السودانية في ذلك التوقيت أنها ستطرد كافة المواطنين الجنوبيين المقيمين في السودان عقب إعلان نتائج الاستفتاء، ومما زاد الأمر سواءً فهو قيام حكومة الخرطوم بتسريح كل الجنوبيين بعيد إعلان نتيجة الاستفتاء وانفصال الجنوب عن السودان.

الصحفي المستقل محمد هلالي زار معسكر العزوزاب، جنوب الخرطوم، في العاشر من شهر يونيو الماضي، والتقط المشاهد التالية: