الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

إعادة التفكير في كيفية استخدامنا الموارد
بحيرة فيكتوريا: بلاستيك في المياه التي نشربها

سيلفيستر دوماسا
النظام البيئي المحيط ببحيرة فيكتوريا يعجّ بالنفايات البلاستيكية. ومع تحرك السكان لمواجهة هذه الظاهرة بأفكار مبتكرة في مجال إعادة التدوير، ينادي كثيرون باتخاذ خطوات سياسية سريعة لإيقاف تدفق القمامة.
9.04.2022  |  دودوما، تنزانيا
"فليب فلوبي" (Flipflopi) أول قارب شراعي في العالم مصنوع بِرُمَّته من بلاستيك أعيد تدويره ومغطى بنحو 30 ألف من الشباشب الملونة. (الصورة: الجمعية النرويجية للإنقاذ البحري (Redningsselskapet) / صوفي لوندين)

يستغرق تحلل الأوعية أو الأكياس البلاستيكية مئات السنوات، ووجودها يلوث النظام البيئي بِرُمَّته. يطالب الخبراء وسكان المناطق المحيطة ببحيرة فيكتوريا باتخاذ تدابير بينها قوانين جديدة لحماية أكبر بحيرة مياه عذبة في أفريقيا ومجتمعاتها المحلية.

يأتي الناس من مختلف الفئات، معظمهم نساء وشبان، لصيد السمك، صناعة القوارب، إصلاح شباك الصيد تجهيز السمك وبيعه، الطهي وممارسة أعمال متفرقة أخرى. وسبل عيش هؤلاء مهددة بسبب النفايات البلاستيكية.

ترمى قوارير المياه البلاستيكية وعلب العصير الفارغة وأكياس البوليثين والأكواب والصحون البلاستيكية ومؤخراً الكمامات، فتحملها الرياح أو المياه الجارية إلى البحيرة، ما ألهم البعض وضع حلول مبتكرة.

تقول إيديتريث لوكونغو، المديرة التنفيذية لمؤسسة خاصة لحماية البيئة في تنزانيا: "يمكن استخدام النفايات البلاستيكية في البحيرة، كالشباشب والأكياس والقوارير البلاستيكية، في صناعة منتجات كمواد الزينة والكراسي والقوارب وإقامة سرادق يمكن استخدامه في خدمات الإطعام".

شيدت المؤسسة ما يشبه الخيمة في كامانغا في موانزا من النفايات المرمية في بحيرة فيكتوريا. وتدرب المؤسسة أيضاً مجموعات من النساء والشباب من سكان ضفاف البحيرة على صناعة المنتجات.

تعترف إيديتريث بأن رمي النفايات في البحيرة يزداد انتشاراً بسبب زيادة الحصول على المواد البلاستيكية ومواد التغليف وحقائب التسوق. وقد هلل أخصائيو البيئة لقرار السلطات منع استخدام الأكياس البلاستيكية في تنزانيا. واعتمدت الخطوة نفسها في كينيا ورواندا وأوغندا أيضاً. وللأسف، لم تنقذ هذه التدابير الجديدة التي طبقت عام 2019 البحيرة من التلوث المفرط بالبلاستيك.

هذه مشكلة يجب معالجتها الآن لا غداً ولا لاحقاً."

تشعر ليتيسيا ماهينياكا، التي تقيم في قرية شيفونفو على ضفاف بحيرة فيكتوريا، بالأسف لأن المكان يعجّ بالبلاستيك. تقول ماهينياكا إنها لا تعرف كيف يمكن مواجهة الأزمة، ولكن على السلطات وقف هذا الأمر لحماية البحيرة والمجتمع المحلي. وتضيف: "هذه مشكلة يجب معالجتها الآن لا غداً ولا لاحقاً. والأهم من ذلك كله أن التلوث يؤثر على المياه التي نشربها".

تشير الأرقام إلى أن حوض بحيرة فيكتوريا من المناطق التي تمتاز بأعلى معدلات النمو عالمياً التي تصل إلى 3.5 بالمئة سنوياً. وفي 2017، كانت مَوْطِناً لنحو 40 مليون نسمة بمعدل كثافة سكانية تبلغ 250 نسمة في الكيلومتر المربع. وللأسف، فإن أكثر من 80 بالمئة من هؤلاء السكان ليس لديهم حاويات عامة للقمامة. محطات إعادة تدوير البلاستيك محدودة أيضاً في كينيا وأوغندا وتنزانيا ورواندا وبوروندي، وهي البلدان الخمسة في حوض البحيرة.

دارت جدالات في البداية عن الاتجاه المتنامي نحو تقييد ومنع استخدام الأكياس البلاستيكية. يقول إيليون سواي، وهو خبير صناعي في أروشا في تنزانيا، إن تطبيق حظر صريح على إنتاج واستيراد وبيع واستخدام جميع أكياس البلاستيك التي تستخدم مرة واحدة في البلاد يمثل خطوة أساسية نحو التخلي عن الاقتصاد الخطي الذي يقوم على "الاستخلاص، الإنتاج، الاستهلاك و الرمي". ولكنه يحذر من أن على الجهات الفاعلة من الدول وغير الدول أن تعمل معاً لزيادة الوعي البيئي للمستهلكين.

ويضيف: "يمثل حظر أكياس البلاستيك إشكالية، لأنها ليست أكبر مصدر للتلوث بالبلاستيك. علينا أن ندرس جميع المصادر الأخرى للنفايات البلاستيكية والحد من التصنيع والاستهلاك".

علينا أن ندرس جميع المصادر الأخرى للنفايات البلاستيكية والحد من التصنيع والاستهلاك".

تشير التقارير أيضاً إلى أن تقييد استخدام أكياس البلاستيك يخفض استخدامها ولكنه يفضي أحياناً إلى ضرر بيئي إذا تحول الناس إلى مواد أخرى تلحق ضرراً أكبر بالموارد.

تحتاج صناعة الأكياس الورقية مثلاً إلى طاقة أكثر بنسبة 400 بالمئة فضلاً على حصاد الأشجار واستخدام مواد كيميائية ضارة في الإنتاج. ويقول سواي: "تتطلب زراعة القطن كميات هائلة من المياه والأسمدة الزراعية ومبيدات الهوام".

ربما يكون مفاجئاً أن الأكياس القابلة للتحلل البيولوجي هي "الخيار الأسوأ" على صعيد أثرها على المناخ وضررها على التربة والمياه والتلوث والانبعاثات السامة.

أعلنت إيكو ويز من أوغندا أنها وجدت سبيلاً جديداً لتخفيض النفايات البلاستيكية عن طريق جمع الأكياس والزجاجات المرمية وإعادة تدويرها لتصبح منتجات جديدة، كالطاولات وأعمدة السياج.

على غرار إيديتريث، فإن إيكو ويز رائدة أعمال بيئية ناشئة تجهز نقاط جمع في المنطقة. ويذهب المراقبون إلى ضرورة تكثيف هذه المنهجيات للمساعدة في تقليص عدد المطامر بشعة المنظر في الطبيعة التي تعج بالنفايات البلاستيكية.

بعد 18 شهراً تقريباً من قيام "فليب فلوبي"، وهو أول قارب شراعي مصنوع كُلَّه من بلاستيك أعيد تدويره، برحلته التاريخية الأولى من لامو في كينيا إلى زنجبار في تنزانيا، ذهب القارب في رحلة تاريخية أخرى في بحيرة فيكتوريا هذه المرة.

في مطلع 2021، أبحر "فليب فلوبي" أكثر من أربعة أسابيع في بحيرة فيكتوريا مبرزاً أثر التلوث على هذا النظام البيئي الحيوي ومشركاً الحكومات وكبار رجال الأعمال وقادة المجتمعات المحلية وأخصائيي الحفاظ على البيئة والطلبة في حلول عملية للتهديد الذي يمثله التلوث.

هناك أدلة واضحة على أن النظام البيئي لبحيرة فيكتوريا يرزح تحت ضغط هائل."

تقول جوليت بياو كودينوكبو، مديرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة وممثلته في أفريقيا: "هناك أدلة واضحة على أن النظام البيئي لبحيرة فيكتوريا يرزح تحت ضغط هائل. فالبحيرة تضطلع بدور رئيسي في تسهيل حياة السكان المحليين في شرق أفريقيا. وأنا أهيب بحكومات كينيا وتنزانيا وأوغندا تعزيز تعاونها لزيادة تحسين هذه المواد الأولية المهمة. وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وشركاؤه مستعدون لتقديم الدعم اللازم لتحقيق ذلك".

في يوليو، وصف جهاز خفر السواحل الكيني رمي النفايات البلاستيكية في بحيرة فيكتوريا بأنه مثير للخوف. وفي الوقت نفسه، اقترح الخبراء أن تضع كينيا وتنزانيا نباتات أو شبكات على جميع قنوات التصريف الرئيسية لاحتجاز القمامة قبل وصولها إلى البحيرة. ففي سان فرنسيسكو في كاليفورنيا، استخدمت السلطات مثل هذه المصائد لمنع النفايات البلاستيكية من الوصول إلى البحر.

هذا التقرير يقع ضمن ملف:
عندما تتحدث الأفعال، تنعدم الكلمات
جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.