شتكى مستخدمو البودا-بودا من أنهم لم يعودوا قادرين على التنقل بها بسهولة في أنحاء عاصمة جنوب السودان. وتحدث السكان المحليون لـ ’النيلان‘ قائلين إنه منذ صدور القرار بحظر قيادة الأجانب لوسيلة النقل المحلية التجارية الشعبية هذه أصبح من الصعب العثور على هذه المركبات.
”دائماً أتأخر على الطريق نتيجة لانتظار البودا-بودا“
وقالت أجلينا مارتا، الموظفة الحكومية في ولاية وسط الاستوائية، إن مشغلي البودا-بودا من أهالي جنوب السودان قلائل في المدينة وكثيرون هم الذين يقودونها بتهور ويتسببون بحوادث، ”لم أعد أصل إلى مكتبي في عملي الرسمي في الوقت المحدد لأنني دائماً أتأخر على الطريق نتيجة لانتظار البودا-بودا“.
وأضافت إنه حالما يصبح لديها ما يكفي من المال ستشتري دراجتها النارية الخاصة وتتعلم قيادتهافذلك ”أفضل من المخاطرة بحياتي مع راكبي البودا-بودا غير الماهرين“.
وعلى الرغم من أن الحظر على واسطة النقل الشعبية هذه كان يعتبر وسيلة لتحسين سلامة حركة المرور فقد تحدثت أنجلينا عن تعرض ابنتها البالغة من العمر ثماني سنوات لحادث صدم من مركبة بودا-بودا في جنوب السودان إثر الحملة على هذه المركبات ومازالت الفتاة في طور الشفاء من إصاباتها.
القس جودفري موتازيبو، 22 سبتمبر.
ويواجه رجل الأعمال جاكسون مودي في كونيوكونيو مصاعب يومية جمة من أجل تأمين وسيلة نقل فهو حتى الآن يتنقل بواسطة بودا-بودا أوغندية. وقد فر سائقه عائداً إلى أوغندا إثر الحظر الذي تم خلاله التحفظ على هذه المركبات المملوكة لأجانب أو سرقتها.
وغالبية السائقين من أهالي جنوب السودان عديمو الخبرة حسب رأي مودي. وأضاف بأنه تعرض لحادث نتج عن ثمالة سائق بودا-بودا من أهالي جنوب السودان كان ينقله من روك سيتي إلى مونوكي.
وتحدث جاكسون إلى ’النيلان‘ قائلاً: ”ما زلت ألتزم بيتي نتيجة لإصابتي تاركاً أعمالي معطلة إذ لست قادراً على المشي. في الحقيقة أنا لا أثق بسائقي البودا-بودا العاملين في المدينة من أهالي جنوب السودان وأفضل عندي أن تبقى المدينة دون هذه المركبات“.
وقال جودفري موتازيبوا، قسيس إحدى كنائس العنصرة الأجنبية ’الهنا الكبير الدولية‘ إن القانون الذي يحظر عمل مشغلي البودا-بودا من الأجانب قد ألقى بثقله على كنيسته لأن معظم الذين يحضرون الصلوات في الكنيسة كانوا من السائقين الأوغنديين. وإثر الحظر أصبح ما تجمعه الكنيسة من الأموال يقل بنسبة ثلاثة أرباع ما كنا نجمعه كل أسبوع.
وأضاف القس غودفري بأن أفراداً آخرين من جمهور الكنيسة يخشون التنقل برفقة سائقي هذه المركبات من أهالي جنوب السودان مما يعني أنهم لن يحضروا الصلوات بعد الآن.
ويقول دينيس كيني، سائق بودا-بودا من جنوب السودان إن نقص السائقين حاد و”عددنا قليل جداً بالمقارنة مع عدد السكان الذين هم بحاجة لهذه المركبة في جوبا. الطلب عليها كبير جداً“.
”نجمع الآن مالاً أكثر مما اعتدنا جمعه عندما كان سائقو البودا-بودا الأجانب يعملون في البلد“
وأضاف كيني بأنه غالباً ما يواجه الأجانب المقيمون في جوبا عائق اللغة لدى محاولتهم التنقل فيها فمعظم الأجانب يتحدثون الانجليزية في حين أن كثيراً من سائقي جنوب السودان لا يتحدثون غير العربية بلهجة جوبا قائلاً: ”نجمع الآن مالاً أكثر مما اعتدنا جمعه عندما كان سائقو البودا-بودا الأجانب يعملون في البلد“.
وقال المفتش العام لشرطة جنوب السودان بينج دينج كول إن وزارته لم تستهدف الأوغنديين المقيمين في البلد، كما زعم على نطاق واسع في أوغندا، مما أثار تهديدات بالانتقام. وأوضح بأن الحظر على السائقين الأجانب أوجد فرص عمل لشباب جنوب السودان وساعد في القضاء على البطالة المنتشرة.