الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

حوار
أهمية السدود

واكي سيمون فودو
دول حوض النيل في سباق مع الزمن لأن النمو السكاني يتطلب كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية. السدود تقدم الحل، لكنها تفرض تحديات جديدة أيضاً.
23.04.2021  |  جوبا، جنوب السودان
مايكل أبيبي يتحدث مع الصحفيين في سد سنار السوداني، 21 فبراير، 2020. (الصورة: النيلان | دومينك لينرت)
مايكل أبيبي يتحدث مع الصحفيين في سد سنار السوداني، 21 فبراير، 2020. (الصورة: النيلان | دومينك لينرت)

مايكل أبيبي هو المنسق الإقليمي للموارد المائية وسلامة السدود في المكتب الفني الإقليمي لدول شرق النيل، ويشغل حالياً منصب نائب رئيس اللجنة الدولية للسدود الكبيرة. خلال احتفالات يوم النيل في العاصمة السودانية الخُرْطُوم في 23 فبراير 2020، تحدث أبيبي مع واكي سيمون فودو عن السدود وأهميتها وبعض القضايا الملحة، وفيما يلي نص المقابلة:


النيلان: ماذا تقول لشخص من جنوب السودان في جوبا لا يعرف عن السدود في المنطقة؟

مايكل أبيبي: الغرض من السدود هو تنظيم تدفق المياه في الأنهار. فإذا حدث أي تقلب في دول النيل الشرقي، فيجب إنشاء سدود، لأنها تنظم التدفق أثناء موسم الأمطار.

عادة، يأتي معظم التدفق في شرق النيل أثناء موسم الأمطار وهو ثلاثة أو أربعة أشهر بين من يونيو وسبتمبر، بينما تكون الأشهر الأخرى جافة جداً. وهناك حاجة إلى الري والطاقة وإمدادات المياه والملاحة. ولضمان توفر هذه المياه على مدار العام، عليك بناء السدود.

النيلان: لماذا تقيم بعض دول حوض النيل الشرقي (جنوب السودان وإثيوبيا والسودان ومصر) سدوداً والبعض الآخر لا يفعل؟

مايكل أبيبي: لكي تبني سداً، يجب أن يكون لديك الموارد المائية والتضاريس والطلب على المياه. فإذا كانت هناك ندرة في المياه أو تضاريس غير ملائمة، لا يمكنك بناء سد. وإذا كانت المياه شحيحة ومتقلبة، فيتوجب إنشاء سد لتأمين إمدادات المياه أو للحفاظ على الري أو الطاقة.

لدينا أكثر من 30 سداً كبيراً في حوض النيل الشرقي.

إذا كان لديك تدفق مستمر للمياه في النهر، لن تحتاج إلى سدود. ولكن عندما تكون هناك ندرة وتقلب في تدفق الأنهار، فأنت بحاجة إلى آلية تنظيم، وهي السدود غالباً.

النيلان: هل لدينا سدود في حوض النيل الشرقي؟ وأين؟

مايكل أبيبي: لدينا أكثر من 30 سداً كبيراً في حوض النيل الشرقي، معظمها في مصر والسودان وإثيوبيا. في الوقت الحالي، لا يوجد سد في جنوب السودان. لكنني علمت أنهم يخططون لبناء بعض السدود لتوليد الكهرباء في المستقبل.

النيلان: ما هي الاعتبارات التي يجب مراعاتها أثناء بناء السدود؟

مايكل أبيبي: يجب القيام بالتخطيط والتحقيقات المناسبة قبل الشروع في البناء. لحسن الحظ، هناك الكثير من الخبرات في العالم، ويمكننا التعلم منها.

أولاً، عليك إجراء دراسات وتخطيط، وحتى مشاورات على النحو الصحيح. فإذا لم تفعل ذلك بصورة سليمة، فقد تتكرر الأخطاء التي ارتكبتها دول أخرى. أقترح أن يدرس جنوب السودان بشكل دقيق إمكانية بناء سدود على النيل لأن لديهم خيارات أخرى غير السدود.

على سبيل المثال، تُبنى سدود عدة في المنطقة لتوفير الطاقة. فإذا كانت هناك إمكانية لمقايضة الطاقة مع الدول المجاورة، فلن تحتاج إلى بناء محطة طاقة أو سد.

وأيضاً، إذا كان لديك ما يكفي من الغطاء النباتي أو الأمطار في المنطقة (مثلاً، ستة أشهر أو تسعة سنوياً)، فقد لا تحتاج إلى بناء نظام ري خاص بك. عليك أن تستفيد من نظام الزراعة البعلية على نحو فعال.

النيلان: هل ثمة أمور أساسية أخرى يجب مراعاتها أثناء التخطيط لبناء سد غير الدراسات البيئية؟

مايكل أبيبي: نعم عندما أقول التخطيط فهذا يعني عملية التخطيط في مرحلة الدراسة. وهذا يشمل الجوانب البيئية والفنية، بما فيها توفر الموارد لبناء السد وهل الأساسات متينة بما يكفي لبنائه.

وبالمثل، عليك دراسة الجوانب البيئية والاجتماعية. فمثلاً، يجب توخي الحذر إذا كان هناك تهجير أو إعادة توطين.

النيلان: ما هي محاسن وعيوب السدود؟

مايكل أبيبي: للسدود فوائد كثيرة. يمكن استخدامها في ضبط الفيضانات، أو الري، أو الترفيه أو الملاحة. ولكنها تحتاج إلى تشغيل سليم وصيانة مناسبة. يجب أن تراقب سلامة أو صحة السد بشكل صحيح. فإذا أهملت صيانة الهيكل، ستفقد فوائد الطاقة أو الري وقد يؤثر أيضاً على السكان في دول المصب.

لذا، من وجهة النظر الهيكلية وأيضاً في الجوانب البيئية والاجتماعية، يجب التزام الحذر الشديد. ولكن بالمقابل، تقدم السدود مجموعة واسعة من الفوائد.