الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

افْتِتَاحِيَّة
معضلة السدود: مع أَمْ ضِدَّ بنائها؟

MiCT | النيلان
حفزت التكنولوجيا القديمة للسدود التقدم البشري. ولكن البلدان التي تبني السدود وتديرها، خاصة في أنظمة الأنهار العابرة للحدود مثل النيل، تواجه تحديات معقدة وصعبة.
6.04.2021  |  برلين، ألمانيا
تشييد سد مروي بالسودان. (الصورة: ديفيد هابرلا)
تشييد سد مروي بالسودان. (الصورة: ديفيد هابرلا)

مع ارتفاع عدد سكان حوض النيل، يرتفع كذلك الطلب على المياه النظيفة والغذاء والطاقة. طوال السنوات الخمسين الماضية، بنت ستة من بلدان حوض النيل 25 سداً لتوليد الطاقة الكهرومائية. على الرغْم من عيوبها، تَعْتَبِر دول الحوض وقاداتها السدود خطوة ضرورية لتلبية احتياجات عدد متزايد من السكان.

يسلط صحفيون من دول حوض النيل الشرقي الضوء على القضايا الرئيسية لسدود المنطقة.

السد، حسب تعريف الكلمة، عائق أمام تدفق المياه. ومن المخاطر المرتبطة بالسدود، بالإضافة إلى الآثار السلبية على التنوع البيولوجي، النزاعات، وخطر انهيارها، وأحياناً تهجير السكان المحليين. وبما أن الأنهار، كالنيل، غالباً ما تعبر بلداناً عدة، فإن بناء سد في أحدها قد يخلق أيضاً مشاكل في بقية البلدان المتشاطئة. يتضح ذلك عندما نمعن النظر في السدود القائمة والمخطط لها والجاري إنشاؤها في حوض النيل.

السدود منشآت هائلة تتطلب استثمارات ضخمة ويمكن أن تكون جزءاً من منجزات الحكومات. أما سلبياتها، فعلاوة على نقل الحطام والطمي، فإنها قد تؤدي أيضاً إلى نزاعات محلية. احتمال نشوب نزاعات بين دول المنبع والمصب ليس سوى مثالاً واحداً عن العواقب الوخيمة المحتملة للسدود على الآليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في بلدان الحوض.

هناك الكثير مما يمكن تعلمه من الماضي: يمكن للتحقيق في فشل السدود، ليس من ناحية البناء فحسب بل وفي آثارها على البشر والطبيعة، أن يمهد الطريق لمناقشة أكثر انفتاحاً بشأن الاحتمالات الفعلية للتعاون. لكن أولاً وقبل كل شيء، لا بد أن نفهم كيف تعمل السدود.

في هذا العدد، يسلط صحفيون وصحفيات من دول حوض النيل الشرقي الضوء على القضايا الرئيسية لسدود المنطقة، ويناقشونها من أوجه عدة. نبدأ مع رحاب عبد المحسن، التي مثل العديد من الصحفيين\يات، لم تزر أي سد قبل مشاركتها في تحقيق حول سد سنار من أجل هذا العدد من النيلان.

يركز مراسلونا في هذا العدد كذلك على تاريخ السودان الطويل في بناء السدود وكذلك خطط جنوب السودان وما تعنيه لمستقبل البلاد.

التعاون أساسي في حوض النيل.

وعبر مواد هذا العدد من النيلان، نكتشف أمور السدود مترابطة. فمثلاً، يستعرض داغم تيريفي كيف يؤدي تغير مناخ مستجمعات مياه جبل شوك في إثيوبيا إلى زيادة تراكم الطمي وآثار أخرى في دول المصب مثل مصر، بينما تركز أسماء جمال اهتمامها على تاريخ وشعبية سدود القناطر الخيرية.

واسترشاداً بالقول المأثور "لا يسير القارب قدما إذا جذّف كل على هواه"، نخلص إلى طرح سؤال مع بريق من الأمل: التعاون أساسي في حوض النيل - وهو عنصر أساسي في نجاح السدود. فكيف يمكننا أن نضمن تحقيقه؟