الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

التوجيهات
لنتناول الحبوب القديمة لدرء خطر انعدام الأمن الغذائي

أديس غيتاشيو
يلاقي التيف اليوم ترحيباً عالمياً باعتباره "غذاء فائق النفع" بسبب مكوناته الغذائية. لكن هذه الحبوب الصغيرة كانت وما زالت ضمن طعام الأثيوبيين منذ 4000 سنة.
15.02.2020  |  أديس أبابا، أثيوبيا
مزارعون إثيوبيون يحصدون التيف. (الصورة: أسايس أييلي)
مزارعون إثيوبيون يحصدون التيف. (الصورة: أسايس أييلي)

هي بذرة أثيوبية قديمة وصغيرة جداً، يتراوح لونها بين البني المحمر إلى الفضي والأبيض، تعتبر اليوم عنصراً غذائياً لعشرات ملايين الناس في أثيوبيا. ويلاقي التيف اليوم ترحيباً عالمياً باعتباره "غذاء فائق النفع- سوبر فود" يقول الخبراء إنه قادر على تعزيز الأمن الغذائي في أثيوبيا وخارجها إلى حد كبير.

وموطن التيف، واسمه العلمي إيراجروستيس eragrostis، أو "عشبة الحب"، هو القرن الأفريقي (أثيوبيا وإريتريا خصوصاً) حيث يزرعه الناس من أجل بذوره الصالحة للأكل منذ 4000 سنة.

أصل كلمة تيف teff هو الكلمة الأمهرية teffa التي تعني "المفقودة"، نظراً لصغر حجم الثمرة التي لا يتجاوز قطرها سنتيمترا واحدا.

لا توجد نبتة تنتج الحبوب مثلها [مثل التيف] من ناحية التكيف مع العوامل البيئية.

يقول المهندس الزراعي الأثيوبي ديريجي ميكونين: "تحملت حبوب التيف اختبار الزمن بمقاومتها المذهلة لتغيرات الطقس وأمراض النبات، وهي سمات تتشارك فيها معظم أنواع الأعشاب. ولا توجد نبتة تنتج الحبوب مثلها من ناحية التكيف مع العوامل البيئية".

ويتعجب ديريجي ليس فقط من الظروف التي عرف الناس خلالها التيف كبذور صالحة للأكل، بل من طريقة تحويلها إلى طعام. وأحد منتجاتها الغذائية يدعى "إنجيرا"، وهو خبز عجين متخمر مخبوز بدقيق التيف. يجري أولاً تحويل الدقيق إلى عجينة، وبإضافة كمية مناسبة من الخميرة تتخمر وتنتفخ قبل أن تمدد بالماء وتخبز.

وبحسب ديريجي، لم تجر أي أبحاث لتحديد متى بدء الناس في غابر الزمان تحويل التيف إلى إنجيرا في هذا الجزء من العالم. إلا أن كثيراً من الوثائق تذكر إنجيرا بالشكل الذي نعرفه اليوم، حيث أصبح جزءاً أساسياً من المطبخ الأثيوبي.

تؤكل إنجيرا مع تشكيلة واسعة من الأطباق المطبوخة والمشوية والمسلوقة أو المقلية، واللحوم والخضراوات والحبوب. تفرش إنجيرا، وهي دائرية، على صينية وتسكب عليها الصلصة، ثم تقطع وتغمس في الصلصة.

الأبحاث التي أجريت على مزايا هذه الحبوب

بدأت الأبحاث على التيف في أثيوبيا في أربعينيات القرن الماضي، لكن لم يجر الإعلان عن النتائج حتى السبعينيات.

الدكتور كيبيبيو أسيفا باحث رائد يعمل لدى برنامج أبحاث تيف الوطني في مركز ديبريزيت للأبحاث الزراعية، وهو أحد المراكز التابعة للمعهد الأثيوبي للبحوث الزراعية.

يقول أسيفا: "تركزت معظم أبحاثنا على الإنتاجية، وحققت نتائج جيدة مرات عديدة في العقود الماضية. كان كل هكتار عند بدء الأبحاث يعطي 7 - 8 قنطار فقط (700 - 800 كيلوغرام). أما اليوم فارتفعت الغلة إلى 17 قنطاراً (1700 كيلوغرام) للهكتار، يباع معظمها للحصول على السيولة النقدية".

واستشهد الدكتور كيبيبيو بتقديرات الهيئة المركزية للإحصاء التي تشير إلى زيادة سنوية بنسبة 0.6 في المئة في إنتاجية التيف.

وظهر من خلال الأبحاث 42 صنفاً محسناً، منها 24 نتيجة دراسات مركز أبحاث ديبريزيت. "تمكنا من إنتاج أصناف ذات مردود كبير، مثل كنشو، بوزيت، كورا، داغيم".

[التيف] غذاء أساسياً لنحو 70 مليون من أصل أكثر من 100 مليون شخص في أثيوبيا.

بالنسبة لكيبيبيو، لم يكن الاهتمام والأموال المخصصة للبحث والتطوير في التيف كافياً أبداً. "كانت الموارد المخصصة لهذا الجانب ضئيلة دائماً. تبلغ إيرادات التيف التجارية أربعة مليارات دولار في أثيوبيا، وتشير تقديراتنا إلى اعتباره غذاء أساسياً لنحو 70 مليون من أصل أكثر من 100 مليون شخص في أثيوبيا".

"ينفق على الأبحاث واحد في المئة فقط من إجمالي المبالغ المتداولة ضمن سلسلة قيمة التيف، من المزرعة إلى طبق الطعام".

ويتفق ديريجي والدكتور كيبيبيو على ضرورة زيادة الإنفاق على أبحاث التيف، نظراً لأهمية دور هذه البذور الصغيرة المتوقع في حل مشكلة انعدام الأمن الغذائي في منطقة تتعرض للجفاف كثيراً.

يقول الدكتور كيبيبيو إن التيف ينمو في مناطق يتراوح ارتفاعها بين مستوى سطح البحر و3,000 متراً فوق سطح البحر. "إنه نبات فريد من نوعه يقاوم الرطوبة الشديدة في التربة، وكذلك ندرة الرطوبة فيها".

ممكن لنواة التيف أن تنبت وتنمو وتنضج بقليل جداً من الماء.

ويقول ديريجي: "من ناحية استهلاك الماء، يمكن لنواة التيف أن تنبت وتنمو وتنضج بقليل جداً من الماء. وعندما تنبت، فهي غالباً ما تنمو وتحمل البذور".

وعن قيمتها الغذائية، يضيف ديريجي بأن التيف أصبح اليوم معروفاً بأنه "غذاء فائق النفع" حتى في أسواق الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. "لقد تبين أن التيف غني بالكالسيوم والبروتين ويوقف الشراهة إلى الطعام بمجرد تناوله في أي وقت في اليوم".

هذا التقرير يقع ضمن ملف:
نحن ما نأكل
جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.