التوجيهات

لنتناول الأغذية التقليدية والمنزلية من أجل صحة جيدة

لاحظ خبراء التغذية أن العادات الغذائية، خاصةً في المناطق الحضرية، تحولت من الأطعمة المنزلية الغنية بالألياف إلى الأطعمة الجاهزة المُعدة مسبقًا والمغلفة والمصنعة، وهي متوفرة بسهولة في مطاعم الوجبات السريعة، حيث يسر الناس بطعمها غير مدركين لآثارها الصحية.

يوضح نيكولاس موسيسي، وهو باحث في التغذية في Nutri-Worth International: "في أوغندا، أحدث تبني عادات الطعام الغربية والتحديث والتكنولوجيا تغييرات في اتجاهات الأكل من الوجبات المنزلية إلى زيادة استهلاك الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة".

حسب تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2013، ستشكل الأمراض غير المعدية 80 بالمئة من عبء المرض العالمي بحلول عام 2020. وسيكون 70 بالمئة من هذه الأمراض سبباً للوفاة في البلدان النامية - فالثقافات والعادات الغذائية والتغذوية تساهم مساهمة كبيرة في مثل هذه التهديدات الصحية الناشئة.

أدرجت وزارة الصحة الأوغندية قائمة بالأمراض التي تزداد انتشاراً بسبب تبني أنماط حياة غير صحية ومنها السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم. فمع تغير نمط الحياة والتغيرات الثقافية، يقل تفكير الأفراد في الفوائد الغذائية أو المخاطر الصحية في خياراتهم الغذائية.

اليوم، فأصبحت الذرة عالية التكرير، ما يؤدي إلى هدر عناصر غذائية مهمة.

يضيف موسيسي: "على سبيل المثال، قبل أن توجد مطاحن الذرة، كانت الأسر تطحن الذرة بالحجارة وهذا يترك نسبة عالية من الألياف. أما اليوم، فأصبحت الذرة عالية التكرير، ما يؤدي إلى هدر عناصر غذائية مهمة".

وقد أثار ظهور الكائنات المعدلة وراثيًا مخاوف خبراء التغذية والصحة. ففي أوغندا، معظم الأغذية المستهلكة عضوية، بسبب اقتصاد تغلب عليه الزراعة. بيد أن إدخال الكائنات المعدلة وراثيًا في الزراعة يثير مخاوف بشأن القيمة الغذائية للمنتج المعدل وراثيًا، وتأثير الغذاء الذي يحتمل أن يكون منخفض الجودة على صحة الإنسان.

يقول موسيسي: "على الرغم من أن الأدلة التي تربط الأطعمة المعدلة وراثيًا بالسرطان غير كافية بعد، فإن استهلاك الأطعمة السريعة عالية الدهون والمعروفة باسم الوجبات السريعة بالإضافة إلى الأغذية المصنعة ارتبط بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني والموت المبكر".

ومع نمو التصنيع، لوحظ تحول من الأساليب التقليدية في تصنيع الأغذية المنزلية وحفظها كالتجفيف بأشعة الشمس والتمليح والتخمير والطحن إلى طرق أكثر صناعية كاستخدام المواد الحافظة في معظم الأطعمة. وقد ارتبطت المواد الحافظة، بما فيها النترات، ببعض أنواع السرطان.

نقل سوء التغذية للأطفال

كان للتحول في عاداتنا وثقافاتنا الغذائية أثر سلبي على صحة الرضع وتغذيتهم أيضًا. وبوجود عدد أكبر من النساء اللائي يعملن لإعالة الأسر وربط الرضاعة الطبيعية بالتخلف بين الأمهات الشابات، حصل انخفاض ملحوظ في إرضاع الأطفال.

توضح الدكتورة حنيفة باخو، استشارية التغذية في مقالة نشرتها صحيفة نيو فيجن اليومية ذلك بقولها: "تفضل الأمهات الشابات العصريات إعطاء الأطفال الحليب الصناعي وغيره من الأطعمة المعالجة لمنع ترهل الثديين.

تفضل الأمهات الشابات العصريات إعطاء الأطفال الحليب الصناعي.

"لقد ترك ذلك أثراً سلبياً تمثل بزيادة تعرض الرضع للأمراض كالإسهال والحصبة".

وفقًا لسياسة الغذاء والتغذية الأوغندية لعام 2013، تعد الدولة عمومًا مكتفية غذائيًا بوجود مجموعة واسعة من المحاصيل، مثل الحبوب كالذرة والدخن والذرة البيضاء، والمحاصيل الجذرية كالكسافا والبطاطا الحلوة والبطاطا الأيرلندية. كما أن الموز غذاء أساسي لجزء كبير من البلاد. وتتوفر أيضًا المنتجات الحيوانية كالألبان ولحم البقر والدواجن والحشرات الصالحة للأكل ومجموعة كبيرة ومتنوعة من الأسماك من مصادر المياه الداخلية.

بيد أن الحصول على الأطعمة الرخيصة من مطاعم الوجبات السريعة والباعة المتجولين قلل من انتشار الأسواق المحلية وتوفر الأطعمة الأصلية والتقليدية.

في شوارع كمبالا، عاصمة أوغندا الصاخبة، من المألوف رؤية شوارع المراكز التجارية تغص بباعة المأكولات الذين يشوون الدجاج ولحم الماعز والسمك المقلي ورقائق البطاطا و"الرولكس" الشهير، وهو خبز مسطح مدور يخبز مع البيض المقلي. ويقصد الناس هؤلاء الباعة بكثرة لأسعارهم المنخفضة ولتوفير الوقت بتناول الأطعمة السريعة.

يعمل الباعة المتجولون بحرية، ولكن في ظروف غير صحية عمومًا، مثيرين مخاوف بشأن النظافة وسلامة الأغذية.

ويوضح متسوق عرف عن نفسه باسم سام فقط عندما سئل هل لديه مخاوف بشأن شراء الطعام من هؤلاء: "لا، الطعام آمن لأنه يقدم وهو ساخن جدًا، وأنا أشتري طعامي من الشوارع معظم الليالي، ونادرًا ما أواجه أي مشاكل في المعدة".

فوائد الطعام التقليدي

بغض النظر عن التأثيرات الثقافية نتيجة التحديث، ترتبط عادات الغذاء الأصلية والتقليدية في الغالب بمجموعة متنوعة من الفوائد الصحية وحتى بالجمال. فكثير من الأطعمة والخضروات الورقية مصادر غنية بالفيتامينات والحديد والألياف والأحماض الدهنية غير المشبعة. ومن الأمثلة على هذه الأطعمة: بوو (boo)، كركديه (malakwang)، ونكاتي (nakati)، القطيفة (dodo)، الباذنجان، والبامية.

 يوجد تنوع كبير في الثقافات العرقية. وتقليديًا، يحدد الغذاء الطبقة الاجتماعية وأنماط الحياة وأدوار الجنسين. وتعكس الأطباق المميزة لكل مجموعة وطرق تحضيرها وتقديمها تاريخ تلك المجموعة ومعتقداتها وأسلوب حياتها وقيمها الخاصة.

قد تفرض التقاليد المتأصلة ما قد يأكله أو لا يأكله أفراد معينون في المجتمع، مثل الحوامل. ومن المفارقات، أن الأطعمة المحرمة في كثير من الأحيان مغذية جدًا.

يفخر أودوك أوبوانغاموي بالحفاظ على نظام غذائي صحي ومغذ من خلال عدم الانحراف عن عادات الأكل الأصلية في أشولي.

يمكن اعتبار "أشولي"، وهي مجموعة عرقية نيلية في شمال أوغندا، مجتمعًا نموذجيًا بشأن الأطعمة المغذية والفاخرة. فلديهم وجبات تقليدية شهيرة مع مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية والخضر الورقية المحضرة مع خبز الدخن.

تحضر مأكولاتنا بعناية فائقة.

يقول أوبوانغاموي: "أينما ذهبت، أحاول دائمًا إيجاد أطعمة تقليدية لأن لا شيء يتفوق عليها في الطعم والقيمة الغذائية. تحضر مأكولاتنا بعناية فائقة، ويستغرق تحضير بعضها فترات طويلة من الزمن. معظم أطعمتنا خضروات".

الأشولي رعاة ومزارعون ويقومون بتربية الأبقار في الغالب للحليب. يحصل الأشولي على البروتين من لحوم الطرائد. وتشكل الحبوب والعدس، مثل اللابينا (lapena) والشوروكو (choroco) والنغو (ngoo)، والخضار مثل الكركديه (malakwang) وبوو (boo) أطعمة مغذية.

يقال إن الكركديه (malakwang)، وهي خضروات ورقية تعرف أيضًا باسم الخبازى، لها خصائص علاجية في زيادة حليب المرضعات وبناء المناعة لأنها تساعد في إنتاج خلايا الدم البيضاء. كما أن النمل الأبيض وزبدة الشيا والسمسم مكون مهم في أطعمة أشولي.

People in #Uganda enjoying a white ant meal. Insects are a rich source of protein, essential fatty acids and minerals like iron. #Nile #NileCooperation #Food #FoodSecurityhttps://t.co/HUeusWWVZX pic.twitter.com/xdUz3cs244

— The Niles (@TheNiles2012) December 19, 2019