العناصر الغذائية

لنزرع الذرة المغذية وذات المحصول الوفير

[ساهم في هذا المقال: أديس جيتاشيو (أثيوبيا)، فابيان نيونيزيغي (بوروندي)، يسرا مصطفى عوض عبد الهادي (مصر)، بوسانج صادق (رواندا).]

أوغندا

تجلس شارون أمومبيري في ظل منزلها مع طفلتها البالغة من العمر عاماً ونصف، تتناولان كمعظم صباحاتهما فطوراً يتألف من عصيدة الذرة وبقايا الماتوكي (طبق موز البلانتين يحضر عبر تبخير الموز) من عشاء الليلة الفائتة. أطفالها الأكبر سناً يتناولون أيضاً العصيدة قبل ذهابهم إلى دار حضانة قريبة في منطقة نتونغامو غرب أوغندا.

هذا هو الجميل في دقيق الذرة، نستطيع استعماله لإعداد مختلف أنواع الأطعمة.

تبدأ أمومبيري تناول حبوب الذرة من الحديقة وهي لا تزال طازجة؛ بينما يفضلها أولادها مشوية. لكنها أحياناً تسلقها بالماء للغداء أو العشاء.

عند نضج الذرة جيداً تحصدها أمومبيري وتخزنها ضمن سلال في منزلها، ومنها تأخذ بعضها لتطبخه أو تطحنه، لصنع العصيدة أو خبز الذرة.

وتحب أم أخرى، هي كيوموغيشا أغنيس، الذرة أيضاً لاستعمالاتها المتنوعة. فهي تصنع منها خبز بوشو للغداء أو العشاء. تقول: "هذا هو الجميل في دقيق الذرة، نستطيع استعماله لإعداد مختلف أنواع الأطعمة".

بوروندي

يطبخ الناس في بوروندي الذرة الطازجة ويقدمونها كطبق مهم لأسرهم. ويطحنونها أحياناً على شكل دقيق يصنعون منه العصيدة أو خبز الذرة المعروف محلياً باسم أوبوغالي. وهم يحبون الذرة لخواصها المغذية.

وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، فإن أحد الأسباب التي تجعل الذرة مادة غذائية أساسية في كل أنحاء العالم هو قيمتها الغذائية الكبيرة لاحتوائها على نسب عالية من النشاء والبروتينات والزيوت أيضاً.

الذرة كذلك مصدر جيد للألياف والبروتين.

ويمكن أن تحتوي الذرة، بحسب نوعها، على عدد من الفيتامينات المهمة كفيتامين ب، والفوليك أسيد، وفيتامين سي والكاروتين (طليعة الفيتامين أ). والذرة غنية أيضاً بالفوسفور، والمغنيزيوم، والزنك، والنحاس، والحديد، والسيلينيوم، وكميات قليلة من البوتاسيوم والكالسيوم. الذرة كذلك مصدر جيد للألياف والبروتين، فضلاً عن أنها لا تحتوي سوى نسب قليلة جداً من الدهون والصوديوم (الملح).

من الأطعمة الشهية في بوروندي مزيج من الذرة والفول، يعرف باسم إنتيتي. ويستخدم دقيق الذرة أيضاً في صنع مشروبات كحولية وأخرى غير كحولية.

وتعد الذرة من المصادر الرئيسة لوجبات الطعام في بوروندي. فهي تزرع في كل البيئات، على الرغم من أنها غذاء أساسي في بعضها وعنصر مكمل في بعضها الآخر.

وتشتهر الذرة في بعض المناطق بخبزها وبصنع البيرة منها، فضلاً عن استخدامها علفاً للمواشي.

يقول بنَّاء في محافظة روتانا إن الذرة تستخدم بشكل مختلف لكنها تبقى غذاء مهماً لهم. فهي تؤكل خبزاً، وتستخدم أيضاً في صنع بيرة محلية تدعى أوموغوريغوري.

يقول طالب من ماكامبا إن الذرة تؤكل مشوية وكخبز أيضاً. ويضيف أنها تحول إلى دقيق أبيض يأكله الناس في بعض المدن.

تباع مخلفات الذرة إلى مربي المواشي لإطعام الأبقار والدجاج. ويقول ويلي نداييكيزا، أحد أبناء منطقة موغامبا، إن خبز الذرة مغذٍ ولذيذ أيضاً، وإنه أحياناً يتناول مزيجاً من دقيق الذرة والقمح عند الصباح.

مصر

تقول دينا خليل، من البحيرة في دلتا النيل، إن الذرة محصول غذائي شديد الأهمية في بلدها. وهي تغلّ أكبر محصول بعد الأرز وتستخدم في وجبات غذائية كثيرة.

ويستخدمها المصريون لصنع الخبز عبر مزجها بدقيق القمح، وخبزها ببطء في أفران طينية في الريف. وهناك كيك بسيسة الذي يصنع من دقيق الذرة أيضاً. "ونستخدمه في المدينة لعمل الفشار، أو للسلطات، أو للبيتزا كذرة حلوة".

رواندا

تقول جوسيان موكاروكوندو، من هوي، إنها تمزج الذرة الصفراء والذرة البيضاء ودقيق ذرة الدخن لإعداد العصيدة أو الخبز لأولادها. وهي تحب الذرة لأنها مقاومة لحرارة الشمس. وتقول: "حتى عند تأخر هطول المطر، تقاوم الذرة الجفاف إلى أن تهطل أمطار كافية". وهي عادة تزرع الذرة مع الفول في حديقتها.

أثيوبيا

أصبحت الذرة أكثر أهمية للأمن الغذائي في أثيوبيا في أعقاب الجفاف والمجاعة الكبرى في عام 1984. وتزرع الذرة أكثر من 9 ملايين أسرة إثيوبية من أصحاب الحيازات الصغيرة.

تزرع الذرة أكثر من 9 ملايين أسرة إثيوبية.

ضاعفت أثيوبيا طاقة إنتاج الذرة ومحصولها في أقل من عقدين من الزمن. ويعد محصولها الذي يقدر حالياً بثلاثة أطنان للهكتار ثاني أعلى إنتاجية في جنوب الصحراء الأفريقية، بعد جنوب أفريقيا.

ارتفعت مساحة الذرة من الأصناف المحسنة في أثيوبيا من 14 في المئة عام 2004 إلى 40 في المئة عام 2013، وارتفع معدل استخدام الأسمدة المعدنية من 16 إلى 34 كيلوغرام لكل هكتار في الفترة نفسها. وتبلغ نسبة المرشدين الزراعيين إلى المزارعين في أثيوبيا 1/476 بالمقارنة مع 1/1,000 في كينيا، و1/1,603 في ملاوي، و1/2,500 في تنزانيا.

وتظهر الأبحاث أن زيادة استخدام الأنواع المحسنة من الذرة والأسمدة المعدنية، إلى جانب زيادة الخدمات الإرشادية، وغياب الجفاف المدمر عوامل رئيسة تعزز النمو المتسارع في إنتاجية الذرة في أثيوبيا التي اتخذت نهج الحلول المحلية للبحث والتطوير للذرة والسلع الأخرى فيها.

يستخدم دقيق الذرة الصفراء مكوناً رئيسًا في تحضير أغذية كالخبز المنزلي والجينفو (العصيدة الأثيوبية).