العناصر الغذائية

لن نهدر منتجات أشجار النخيل المتنوعة

رفع أحد الحاضرين خلال ندوة عن مخلفات شجرة النخيل يده معترضاً: "لا يجوز تسميتها مخلفات، إنها منتجات جانبية. فليس لشجرة نخيل التمر أي نفايات".

تعرف شجرة النخيل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باسم 'شجرة الحياة'.

حظيت وجهة نظره بدعم كبير في مهرجان التمور المصرية الذي يقام سنوياً منذ عام 2015 في واحة سيوة بمصر. تعرف شجرة النخيل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باسم "شجرة الحياة"، وتحظى باحترام كبير باعتبارها واحدة من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان وزرعها. كما تحتل الشجرة مكانة بارزة في اليهودية والمسيحية والإسلام.

تنتج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 90 في المئة من إجمالي تمور العالم، وتضم أكبر عشر بلدان منتجة للتمور، في مقدمتها مصر باعتبارها أكبر منتج للتمور بإنتاج يصل إلى 1.5 مليون طن سنوياً، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة.

يقول خالد غانم، أستاذ الزراعة العضوية في جامعة الأزهر في مصر: "تخيلوا أن 20 في المئة من حجم الشجرة وتمرها يضيع على شكل نفايات، في حين يمكن أن تحول كل قطعة منها إلى منتَج".

"لكل جزء من هذه الشجرة عدد من الاستعمالات: الاستخدام الرئيس لجذعها هو الخشب المستعمل في بناء جسور المشاة الخفيفة أو أسقف المنازل. وتستخدم الأوراق لصنع تشكيلة من الحاويات والصناديق والسلال، وأدوات أصغر كالمراوح اليدوية والقبعات".

وهناك محاولات عديدة لإيجاد منافذ بيع جديدة لأوراق النخيل والعناقيد بعد إزالة التمور عنها، وكلاهما مخلفات لابد منها لإنتاج التمور. وأحد الاستخدامات لهذه المواد، بحسب غانم، هو علف الحيوانات، حيث أثبتت الدراسات أنها تزيد إنتاج الحليب عند البقر، وأيضاً كسماد عضوي للتربة.

ومن الطرق الأخرى، حسب غانم، طحن التمر الساقط أو متدني الجودة لصنع عجينة التمر التي يمكن استعمالها للتحلية الطبيعية بدلاً من السكر في الخبز والطبخ لرفع القيمة الغذائية للمنتج. كذلك يمكن تحميص بذور التمر لصنع القهوة.

يوضح محمد كمال، وهو باحث في مركز البحوث الزراعية، أن أحد فوائد التمور هو المقدار الكبير من الألياف والقيم الغذائية فيها. "التمور غنية بالبروتين والأحماض الدهنية والحموض الأمينية. كما تحتوي على قدر مهم من الحديد والكالسيوم".

ويعتقد كمال أن على الحكومة أن تفكر باستيراد واستكشاف تكنولوجيات تساعد في تحسين استعمال مخلفات التمور والنخيل.

ومن شأن تحسين استخدام مخلفات هذه الشجرة أن يرفع من هذه الصادرات."

"تنتج مصر أكثر من 17 في المئة من الإنتاج العالمي للتمور، لكنها لا تساهم إلا بنحو 3 في المئة من الصادرات العالمية. ومن شأن تحسين استخدام مخلفات هذه الشجرة أن يرفع من هذه الصادرات".

رفعت مصر نسبة زراعة الثمور في أراضيها بأكثر من 100 في المئة منذ عام 1993، وأعلنت عن خطة لإنشاء أكبر مزرعة للتمور، ستضم نحو 2.5 مليون شجرة لإنتاج التمور عالية الجودة.