الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

العناصر الغذائية
لنستهلك مما نزرع!

ديفيس موقومي
يقضي مزارع بُنّ فقير جل وقته وهو يكدح مع حبوب البن في مزرعته، لكنه لم يذق طعمها قط. فهو ينفق ماله لشراء قهوة النسكافي غالية الثمن.
12.02.2020  |  كامبالا، أوغندا
لم يذق جورج موهانوكا تينديبوا أبدا طعم بُنِّه.  (الصورة: النيلان | ديفيس موغومي)
لم يذق جورج موهانوكا تينديبوا أبدا طعم بُنِّه. (الصورة: النيلان | ديفيس موغومي)

بعد ظهيرة يوم مشمس حمل جورج موهانوكا تندايبوا سطلاً لقطف ثمار البن الحمراء التي تضفي منظراً جميلاً على بستانه الذي تبلغ مساحته أربعة فدانات مزروعة بأشجار البن.

انتظر جورج ثلاثة أعوام قبل أن يستطيع جني ثمرات البن من بستانه. كان صبورا. "كنت أتمنى أن يأتي اليوم الذي استفيد فيه من بستاني".

كنت أتمنى أن يأتي اليوم الذي استفيد فيه من بستاني"

دأب ورج، وهو مدرس سابق، على اقتلاع الأعشاب وتقليم الأشجار والعناية بالتربة. يقول إن إحساسا باليأس كان ينتابه أحيانا عندما كان يشعر بالجوع دون أن يجد طعاما يسد رمقه. يقول: "من المقلق أن ترى بستاناً عامراً دون أن تستطيع قطف ورقة واحدة أو أي شيء منه، رغم مرور السنين".

في خضم هذا الإحباط ولدت لديه فكرة زراعة بعض الخضروات إلى جانب أشجار البن. "قمت أيضا بزراعة الفول كي اقتات منه ريثما تنضج ثمار البن".

Reap what you sow!



الآن بدأ جورج يحصد على الأقل 20 كيساً من ثمار البن التي يجففها ثم يحملها إلى المركز التجاري المجاور لتنظيفها. وتشمل عملية التنظيف تذرية حبوب البن للتخلص من الحبوب غير الصالحة وإزالة القشور.

يقول جورج إنه يحصل منها في كل موسم على 1,850,000 شلن أوغندي (نحو 500 دولارا أمريكي). لا يزال العمل جارياً، حيث أنجز حتى الآن حصاد نصف المحصول.

أحب القهوة، لكنني لم أذق قط طعم القهوة من بستاني."

يقول: "أحب القهوة، لكنني لم أذق قط طعم القهوة من بستاني، فأنا أحتسي النسكافي التي أشتريها بسعر مرتفع". فهو يبيع كيلوغرام القهوة مقابل 6000 شلن (نحو 1.60 دولاراً) لكنه يشتري عبوة صغيرة (50 غراماً) من النسكافيه بمبلغ 15,000 شلن (نحو 4 دولارات).

على خلاف المزارعين الآخرين الذين يقتاتون من محاصيلهم في مراحل مختلفة، يقوم جورج ببيع حبوب البن كي يجني ثمرة عمله. "إنه أمر غير مشجع" يعلق قائلا.

من جهته يقول روغايا رتشارد، أحد رجال الأعمال وصاحب شركة غوريلا هايلاند للقهوة : "لابد من تغيير عقلية المزارعين التي ترسخت في عهد الاستعمار. لقد زرعوا في أذهانهم أن ثمار القهوة ليست للاستهلاك وإنما لصناعة الأدوية والطلقات".

في شركته التي تقع في منطقة كسورو، يقوم رتشارد بتعليم مزارعيه كيفية تحميص القهوة وتعبئتها، وكذلك طريقة تحضيرها وتناولها.

يقول رتشارد: "من الضروري تعليم المزارعين أن القهوة ليست سيئة وأنها شيء يستطيعون تناوله مباشرة".

هذا التقرير يقع ضمن ملف:
نحن ما نأكل
جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.