الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

الأساسيات
لنعد النظر في تقاليد الميراث لإنقاذ الأرض

فابيان نيونيزيغي و أديس غيتاشيو
تقسيم الأرض بين الورثة، وهي ممارسة شائعة في ثقافتي بوروندي وإثيوبيا، تؤدي إلى تفتيت الأرض، إنتاج محاصيل رديئة، وترك الناس جائعين.
28.01.2020  |  أديس أبابا، إثيوبيا وبوجمبورا، بوروندي
تقسيم الأراضي الزراعية في بوروندي. (الصورة: النيلان | فابيان نيونيزيغي)
تقسيم الأراضي الزراعية في بوروندي. (الصورة: النيلان | فابيان نيونيزيغي)

ولد كابورا سيرغس ونشأ في كايانزا في بوروندي، وهو يواجه حالياً تبعات تقسيم قطعة أرض يملكها مساحتها نصف هكتار بين أولاده الثمانية. يقول إن النزاعات بين أولاده تسببت في خلافات كبيرة ضمن أسرته، حيث يعاني أولاده من قلة محصول الأرض الزراعية المجزأة التي ورثوها.

قد يزرع أحد الأولاد وأسرته الفاصولياء ويزرع آخر الذرة البيضاء على حصته الصغيرة من الأرض. وبغض النظر عما يزرعونه، تسبب المحاصيل الهزيلة الفوضى وعدم استقرار سبل العيش لجميع الأسر. وهذه مشكلات شائعة في معظم الأسر التي تعيش في مقاطعة كايانزا وعموماً في جميع أنحاء البلاد.

يعتبر البورونديون الأرض أحد أعظم الكنوز التي يمكن أن تمتلكها الأسرة."

تجزئة الأراضي في بوروندي هي عملية أخذ الأراضي الموروثة من الآباء أو الأجداد وتقسيمها إلى عدة أقسام بين الإخوة والأخوات في الأسرة.

يعتبر البورونديون الأرض أحد أعظم الكنوز التي يمكن أن تمتلكها الأسرة، وقد كانت الأرض تاريخياً علامة على الثروة والهيبة في الثقافة البوروندية.

بوروندي بلد صغير غير ساحلي وكثيف السكان (250-260 نسمة لكل كيلومتر مربع). ويعتمد أكثر من 90 بالمئة من البورونديين في معيشتهم على الزراعة.


أثر تقسيم الأراضي

يخلف تقسيم الأرض بين الورثة آثاراً سلبية كثيرة، لاسيما قلة المحصول بسبب صغر قطع الأرض نظراً لكبر العائلات البوروندية (ستة ولادات لكل امرأة في المتوسط).

نشهد كل عام انخفاضات كبيرة في محاصيلنا الزراعية بسبب تقسيم الأراضي."

يقول نييتونغا مارسيان، مدير الزراعة والثروة الحيوانية في المقاطعات: "نشهد كل عام انخفاضات كبيرة في محاصيلنا الزراعية بسبب تقسيم الأراضي، وهو أمر شائع ومتكرر في أريافنا لأنها تضم عادة أسراً كبيرة ومعدلات ولادة مرتفعة".

يضيف مارسيان أنه بسبب نقص مساحة الأرض، يميل المزارعون إلى الاستغلال الجائر للأرض. وهذا يؤدي إلى تدهور جودة التربة وانخفاض خصوبتها، ما يزيد رداءة المحاصيل. وهو يلقي باللوم على عمليات التوريث التي تديم تجزئة الأراضي.

تقول الحكومة إنها بصدد وضع استراتيجيات لمكافحة الفقر وندرة الأراضي الزراعية وإدارة الأراضي المنتجة، لكن الخبير الديموغرافي إيفاريست نغاييمبندا يعتقد أنه ما دام لا توجد إستراتيجيات سياسية تنظم الملكية العامة والخاصة، فلا شيء يوقف النزاعات الحالية بشأن الأراضي في معظم الأسر البوروندية.


مسألة عابرة للقارات

تقع إثيوبيا، الدولة الأكبر في القرن الإفريقي، على بعد آلاف الأميال إلى الشمال الشرقي من بوروندي، ويقطنها أكثر من 100 مليون نسمة.

وكما في بوروندي، يعتمد معظم سكان إثيوبيا على الزراعة في معيشتهم.

يجلس بيغاشاو جيميشو في ظل شجرة أكاسيا وسط قطعة صغيرة من أرض زراعية في ميلكا أداما، بالقرب من مدينة أداما مترامية الأطراف.

يقول جيميشو مشيراً إلى حقول بعيدة - الأرض التي قسمها بين أطفاله الثمانية، وجميعهم الآن متزوجين: "قبل أربعين عاماً، كانت هذه الأرض أقل سكاناً، وكان هناك الكثير من الأراضي الزراعية".

ومع زيادة الأحفاد في عائلته، سيصبح من المستحيل تقسيم قطع الأرض. تتراوح أعمار 75 في المئة من سكان إثيوبيا بين 18 و35 سنة.

لن يكون لأبنائنا وبناتنا هذا الامتياز."

ويضيف جيميشو: "باع بعضهم أجزاء من أراضيهم لشراء سيارة باجاج (سيارة ثلاثية العجلات تستخدم كسيارة أجرة في المدينة)، وهم يكافحون لتغطية نفقاتهم".

يقول أديسو أحد أبناء جيميشو: "لقد ورثنا قطع الأرض الصغيرة من والدنا. ولن يكون لأبنائنا وبناتنا هذا الامتياز. إنه لأمر مؤسف".

وبحسب أديسو، ستنتقل القرية بأكملها في المستقبل إلى طرق الحياة الحضرية و"[...] يتعين على أطفالنا التكيف مع ذلك والحصول على مستوى تعليمي يأخذهم إلى مكان ما".

في إثيوبيا، حيث تؤدي تجزئة الأراضي إلى المشكلات نفسها التي تخلقها في بوروندي، بدأ الشباب في الهجرة إلى المدن بحثاً عن وظائف، لأنهم لم يرثوا أراضٍ خاصة بهم.

هذا التقرير يقع ضمن ملف:
نحن ما نأكل

 

جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.