الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

التلوث
أديس أبابا تختنق بالدخان

داغم تيريفي
تعاني عاصمة أثيوبيا من أعلى مستويات أول أكسيد الكربون في العالم - والسبب الرئيس هو قيادة المركبات القديمة والملوثة.
5.06.2019  |  أديس أبابا، إثيوبيا
لا تتنفس! (الصورة: Medium | Vital Strategie)
لا تتنفس! (الصورة: Medium | Vital Strategie)

أديس أبابا هي عاصمة إثيوبيا، ومقر منظمة الاتحاد الافريقي، ومنطقة ذات توسع عمراني سريع. وقد كان لزيادة انبعاثات المركبات، والغبار الناجم عن حركة المرور، والتنمية الصناعية، وأنشطة البناء الواسعة، والممارسات السائدة في استخدام الأراضي أثر خطير على الهواء في هذه المدينة المزدحمة.

رغم أن أديس أبابا تقع على امتداد الغطاء النباتي لسفوح جبل إنتوتو، إلا أن المركبات القديمة تطلق في الفضاء سمومًا ذات آثار صحية واجتماعية وخيمة على أولئك الذين يتعرضون للملوثات.

لا يمكنك استنشاق هواء نقي.

تقول سميراويت ييمر التي تعيش بالقرب من محطة حافلات تيرا في أديس أبابا: "لا يمكنك استنشاق هواء نقي في قريتنا. فابني يصاب بالزكام على نحو متكرر. ولكن لم يؤكد أي طبيب أن السبب هو تلوث الهواء".

ومقارنة بتلوث الأراضي والمياه في المدينة، لم يحظ تلوث الهواء باهتمام يذكر. وثمة افتراض شائع بين صناع السياسة بأن تلوث الهواء لا يزال أقل من المستوى الخطر، وهو افتراض لا يدعمه دليل تجريبي.

ليس لدى وزارة البيئة والغابات وتغير المناخ، وهيئة حماية البيئة في إدارة مدينة أديس أبابا وثائق محدثة وكافية تثبت عكس ذلك.

ومع ذلك، يفيد شهود عيان بأن المرء في مدن أخرى، كبحر دار عاصمة ولاية أمهرة، سيرى على الأرجح الطرق محاطة بأشجار النخيل ونباتات الزينة الأخرى.

أما الغطاء النباتي على جانبي طرق أديس أبابا فهو قليل أو غير مناسب، حيث تسبب انبعاثات المركبات التدهور السريع لجودة الهواء والبيئة، مما يعرض صحة الانسان للخطر.

07_AirPollution


التلوث المنبعث من المركبات

يقول سعيد عبد الله، مدير مديرية التخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه في هيئة حماية البيئة في أديس أبابا، إن قطاع النقل مصدر رئيس لتلوث الهواء في المدينة.

ووفقًا لسعيد، "استيراد عدد كبير من المركبات المستعملة، وندرة شبكات الطرق، وعمل محركات مركبات تعاني من أعطال جسيمة، ورداءة عمليات الفحص السنوية للمركبات أو عدم كفايتها، هي الأسباب الرئيسة لتلوث الهواء الشديد في المدينة.

وأضاف: "نستورد نفطًا ذا جودة أقل بسعر رخيص، ولكن ذلك يساهم إسهاما كبيرًا في تلوث الهواء. وهناك تباين في معايير جودة المستوردات بين الدول الأوروبية وبين الدول الأفريقية الأخرى".

قبل ستة أعوام تقريبًا، أجرت منظمة "هواء خال من دخان المركبات لأثيوبيا"، بالتعاون مع هيئة حماية البيئة في أديس أبابا، دراسة أولية عن أثر المركبات على تلوث هواء العاصمة.

خلصت الدراسة إلى أن مستويات أول أكسيد الكربون كانت أعلى بمقدار 2-6 أضعاف من معدل منظمة الصحة العالمية، و7-19 ضعفًا من المعيار الصيني، و2-5 أضعاف المعيار البرازيلي. وربطت دراسات وبائية بين ارتفاع تركيز أول أكسيد الكربون وبين أمراض القلب، وتشوهات نمو الأطفال ووفيات الأجنة.

أنتج نصف عدد السيارات التي خضعت للاختبار نحو 90 بالمئة من انبعاثات الهيدروكربون وأول أكسيد الكربون. كما أن مستويات الهيدروكربونات وأول أكسيد الكربون والجسيمات المعلقة المحيطة أو المنبعثة عن المركبات على حد سواء أعلى بكثير من المعايير العالمية للصحة البشرية والبيئية.


فرض ضرائب على السيارات الملوثة

بعد إجرائها دراسة عن انبعاثات المركبات، أوصت مديرية التأمين الفني للمركبات في الهيئة الاتحادية للمواصلات وزارة المالية بفرض ضرائب مرتفعة على السيارات القديمة المستوردة وإبقاء الضرائب منخفضة على المركبات الجديدة. ولكن حتى الآن لم تستجب الحكومة.

قال دانييل سيفو، مدير العمليات الأساسية للرقابة في الهيئة الاتحادية للمواصلات: "ينبغي منع معظم السيارات القديمة في أديس أبابا. غير أن هناك مسائل اقتصادية تدفع الحكومة إلى التزام الصمت في هذا الصدد. فالمركبات القديمة هي مصدر الدخل لمعظم سائقي سيارات الأجرة في المدينة".

ووفقًا لسعيد لم تتخذ الحكومة أي إجراء مهم لتلافي تلوث الهواء المستمر. ويتوقع أن تستكمل هيئة حماية البيئة في أديس أبابا الدراسة الأولية آنفة الذكر، كما اعتمدت الحكومة الاتحادية نظام الدراجات في التنقل وخدمة النقل الخفيف بالسكك الحديدية المكهربة.

ومع ذلك لم يتخذ حتى الآن أي إجراء بشأن المركبات القديمة وحظر استيراد السيارات المستعملة والزيوت الرديئة.

وقالت ييمر، التي تعيش بالقرب من محطة الحافلات: "لقد لاحظت وجود عدد كبير من المركبات وسيارات الأجرة العتيقة، وهذا يعني أنها تطلق كميات هائلة من الغازات. ينبغي أن تنظر الحكومة في اعتماد الممارسة الدولية: حظر سير السيارات القديمة في المدينة، واستخدام وسائل النقل العام بدلًا من السيارات الخاصة، واستخدام السيارات الكهربائية، وتجنب مرائب ومواقف سيارات المدارس القريبة".


ملاحظة الصحفي:

على الرغم من أنني صحفي أثيوبي وأكتب العديد من المقالات عن انتشار ياقوتية الماء، إلا أنني حظيت بفرصة لا تقدر بثمن لمناقشة المشكلة مع زملاء في ورشة النيلان في بحر دار. كما أتيحت لنا فرصة معاينة مدى جسامة مشكلة الياقوتية على بحيرة تانا وإدراك فداحة الخطر الذي يهدد البحيرة. لقد عالجنا المسألة باعتبارها مشكلة عابرة للحدود لأن البحيرة هي منبع النيل الأزرق. وقد دفعتني الورشة والرحلة الميدانية إلى بحث مسائل بيئية شتى وكتابة مقالات عنها.

هذا التقرير يقع ضمن ملف:
عندما يكون هنالك خلل في الغابة...
جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.