الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

التلوث
طوفان البلاستيك

بولن تشول
حرقه يلوث الهواء، ورميه في النيل يسمم دورة الغذاء – معاناة دولة فتية مع ملوث يستغرق تفككه آلاف السنين.
5.06.2019
Not fantastic: plastic. (الصورة: jubainthemaking.com)
Not fantastic: plastic. (الصورة: jubainthemaking.com)

بما أن جنوب السودان بلد غير ساحلي، فإن معظم سلعه الاستهلاكية تأتي من دول مجاورة، وجميعها ضمن عبوات بلاستيكية. ولا يوجد مرفق إعادة تدوير واحد مجهز لمعالجة هذه الكميات المتدفقة من النفايات البلاستيكية.

يقول المحللون إن جنوب السودان يواجه خطر التلوث بالبلاستيك بسبب سوء السياسات البيئية التي تتعامل بشكل غير فعال مع رمي النفايات، إلى جانب أسباب تلوث أخرى.

يقول ديفيد مانيانق، أحد سكان جوبا، إن البلاستيك يدمر النمو النباتي: "يغطي البلاستيك التربة، ولا يترك لها فراغات للتنفس. ولذلك، تتلاشى عناصرها المغذية".

ويشير مانيانق إلى أن للنفايات البلاستيكية أثر ضار طويل الأجل على المسطحات المائية، والحياة البرية والبشر. فالمواد الكيميائية المتحررة من البلاستيك شديدة السمية ومسببة للسرطان.

وقال دينق أكيش أجاك، وهو محام وباحث في مجال قوانين البيئة، إنه ثمة حاجة ماسة إلى إجراء حكومي يحد من تلوث البلاستيك. وحذر من الآثار المدمرة طويلة الأجل، إذا لم تتم معالجة هذه الحالة.

وقال أجاك: "إحدى المشاكل مع البلاستيك أنه لا يتحلل بسهولة بعد رميه في العراء. ويكون أحيانًا جزءًا مما نسميه ʽالملوثات العضوية الثابتة‘".

وأكد أجاك مشيرًا أن البلاستيك الملقى في نهر النيل يؤثر على نوعية المياه وكميتها: "أصبح التلوث البيئي في العقود الماضية مشكلة مقلقة على المستوى الدولي".

 

08_PlasticWaste


التوعية بشأن التهديد البيئي

دعا أجاك إلى اتخاذ تدابير وقائية لتنظيم استخدام البلاستيك، إضافة إلى تنظيم حملة لتوعية الناس بأخطار البلاستيك على البيئة.

وأضاف: "هناك حاجة إلى إطار مؤسسي وقانوني ينظم استخدام المواد البلاستيكية في جنوب السودان". كما ناقش المشكلة الخطيرة المتمثلة بحرق البلاستيك الذي يزيد تلوث الغلاف الجوي.

وقال أجاك: "عندما نحرق البلاستيك، ينطلق السناج في الهواء، وهو ملوث ضار جدًا بصحة الانسان".

ليس لدينا حاليًا أي نظام جيد لإدارة النفايات أو إعادة تدويرها.

قال وكيل وزارة الخارجية في جنوب السودان، جوزيف أفريكانو، إن الحكومة منعت بأمر وزاري استخدام الأكياس البلاستيكية واستيرادها منذ عام 2015.

"فعلنا ذلك لأنه ليس لدينا حاليًا أي نظام جيد لإدارة النفايات أو إعادة تدويرها. حيث تُبعثر كل هذه المواد البلاستيكية وينتهي بها المطاف في مجارينا الرئيسية في جوبا ".

وقال أفريكانو: "أثناء موسم الأمطار، تنتهي جميع هذه العبوات البلاستيكية إلى نهر النيل مسببة الكثير من التلوث. وأنت تعلم أن النيل مهم للغاية، حيث لدينا أكبر الأراضي الرطبة في إفريقيا".

يؤكد الدكتور ووبالم فيكادي، رئيس قسم التنمية الاجتماعية والاتصالات في المكتب الفني الإقليمي لمبادرة حوض النيل، أن البلاستيك ليس ضروريًا في كثير من الأحيان وعيوبه تفوق مزاياه: "البلاستيك لا يتحلل بسهولة. وإذا وضعته (في النيل)، قد يستغرق تحلله مئات أو آلاف السنين. وحتى لو تحلل، فقد تأكله الأسماك ويدخل في الدورة الغذائية، وينتهي بنا الأمر إلى أكله وتسميم أنفسنا".

ويتساءل فيكادي: "والآن، لماذا لدينا مواد بلاستيكية؟ لقد عشنا بدونها مليون سنة".

 

ملاحظة الصحفي:

بعد امتلاكي المهارات والتقنيات اللازمة لتغطية القصص المتعلقة بالبيئة، صرت أعلم أننا جميعًا مرتبطون بالطبيعة وأن تغير المناخ ليس تهديدًا فرديًا، بل قضية عالمية علينا أن نقاتل من أجلها. ومن واجبي توعية الناس بأهمية الحفاظ على البيئة من خلال مقالاتي.