الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

تدمير النظام البيئي
التلوث يهدد بحيرة تاريخية

محمد وديع
كيف تؤدي الزراعة العشوائية والتلوث إلى موت الأسماك، وقطع أرزاق الناس المعتمدين عليها.
5.06.2019  |  القاهرة، مصر
بحيرة قارون في مصر.  (الصورة: eol.jsc.nasa.gov | ISS015-E-29761)
بحيرة قارون في مصر. (الصورة: eol.jsc.nasa.gov | ISS015-E-29761)

كانت بحيرة قارون، ثالث أكبر البحيرات في مصر، ذات يوم وجهة سياحية نابضة بالحركة، ومصدر مياه عذبة تؤمن سبل العيش لما ينوف على 500 عائلة في قريتي يوسف الصديق وأبشواي.

إلا أن البحيرة شهدت في السنوات العشر المنصرمة زيادةً في ملوحتها، فاختفت منها أنواع عديدة من الأسماك بسبب زيادة التلوث ومياه الصرف الصحي والزراعي غير المعالجة.

وبحسب صيادين، فإن أعداد المراكب العاملة في البحيرة تناقصت أيضًا من نحو 600 إلى بضع عشرات فقط.

مشاكل بحيرة قارون عديدة.

يرى الدكتور ديهوم الباسل أستاذ أمراض الأسماك في كلية العلوم بجامعة الفيوم، وعضو لجنة تنمية الموارد السمكية في الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، أن مشاكل بحيرة قارون عديدة، منها ارتفاع معدل الملوحة إلى 38 بالمئة تقريبًا، ما أدى إلى تدهور إنتاج مصائد الأسماك، وانتشار قشريات الإيزوبودا، قاتل الأسماك، والتلوث البيولوجي بسبب سوء نقل زريعة الأسماك.

وأضاف الباسل أن زيادة استخدام الأسمدة في أراضي الفيوم ووصول أملاحها إلى البحيرة مع مياه الصرف الزراعي يؤدي إلى ارتفاع مستويات النترات السامة.

تنظيف البحيرة

صرح المهندس أيمن أحمد مدير عام منطقة وادي النيل للثروة السمكية أن القضاء على تلوث البحيرة يتحقق بإنشاء حزام أمان وفلاتر على ضفافها، لتصفية مياه الصرف من المواد الصلبة، ثم بالقضاء البيولوجي على الإيزوبودا عن طريق الجمبري.

وذكر أحمد أن حزام الأمان يقلل التلوث الناجم عن الصرف الصحي في البحيرة، كما يحصل في مصارف البطس، حيث تخضع المياه لعملية تصفية، مما يزيد نقاء البحيرة بنسبة 40 بالمئة. وأظهرت تحاليل أجريت في قسم البحوث بالمنطقة قبل التصفية وبعدها، انخفاض نسبة التلوث بدرجةٍ ملحوظة.

وشرح أحمد أنه بعد جريان المياه مسافة 4.5 كيلومتر، تعترضها الفلاتر التي تمنع مرور المخلفات الصلبة الواردة من المصارف قبل دخولها البحيرة، إضافةً إلى عمليات التجريف لتنظيف قاع البحيرة من الملوثات والحمأة والمواد العضوية.

وصرح اللواء عصام سعد محافظ الفيوم عن اجتماع عُقد مع ممثلين عن مصائد الأسماك والري ونقابة الصيادين بالمحافظة، لمناقشة مشاكل التلوث ومعوقات الثروة السمكية في البحيرة، والقضاء على الإيزوبودا.

ويبدأ مشروع توسعة حزام الأمان بعد نيل موافقة مجلس النواب، بتنفيذ مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي في الفيوم.

يكلف المشروع المموَّل من البنك الأوروبي مبلغ 186 مليون يورو، ويشمل بناء ثماني محطات جديدة لمعالجة الصرف الصحي، والتوسع في تسع محطات أخرى، وإعادة تأهيل 10 محطات، ومد قرابة 3000 كيلو متر من أنابيب الصرف الصحي، وشراء 350 شاحنة قلاب، وبناء 139 محطة ضخ جديدة.

وأضاف سعد أن المشروع يمثل خطوة مهمة لتطهير البحيرة بعد سنوات مديدة من التلوث، ولزيادة مساحات المزارع السمكية. وتهدف الخطة أيضًا إلى تحسين معيشة صيادي الاسماك، وإنعاش القطاع السياحي وجذب الاستثمارات إليه.

ملاحظة الصحفي:

 

تعلمت من هذه العملية أنه ينبغي زيادة الاعتماد على المصادر العلمية في كتابتي عن النظم البيئية، وتغير المناخ، وإدارة التلوث. وسأركز في المستقبل على الحاجة الماسة إلى رؤية واضحة للقضايا البيئية في حوض النيل الشرقي، وإلى سياسة جريئة تجاهها.

هذا التقرير يقع ضمن ملف:
عندما يكون هنالك خلل في الغابة...
جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.