لأكثر من 21 سنة، عاش اللاجئون من جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية بسلام جنباً إلى جنب مع الأوغنديين في غرب النيل. ومن الشائع رؤية لاجئين يفرون إلى أوغندا بشكل متكرر عند اندلاع القتال في بلادهم.
يتمتع اللاجئون في أوغندا بمرافق صحية ومدارس عامة مجانية. ويسمح لهم بالعمل وممارسة النشاط الاقتصادي. والحدود الأوغندية مفتوحة أمام اللاجئين ويعبرها كل يوم 500 شخص إلى أوغندا فارين من النزاعات، أغلبهم من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان.
أشاد فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ببرنامج لاجئي أوغندا كأحد أفضل البرامج في العالم وذلك عندما زار أوغندا في وقت سابق من هذا العام.
ولكن هناك عامل آخر ساعد اللاجئين من جنوب السودان والكونغو على الاندماج في أوغندا: إنه الراديو.
يستطيع اللاجئون، مساء كل أربعاء، فتح "راديو باسيس" للاستماع إلى برنامج "ساعة اللاجئ" حيث يناقش المذيع "أيكوبوا نويل" مخاوف اللاجئين عبر بث صوت الشارع ومقابلات مع اللاجئين الذين يعيشون في مستوطنات.
وبعد البرنامج تجري مكالمات هاتفية ومناقشات وتوصيات بشأن كيفية تحسين معيشة لاجئي المنطقة التي تحدث عنها البرنامج.
سنبدأ البث عبر الإنترنت بمجرد أن تصبح الشبكة أسرع.“
وستبدأ محطات إذاعية قريباً مثل "رينبو إف إم" البث عبر الإنترنت للوصول إلى الأوغنديين في الشتات ومن أصل غرب النيل واللاجئين الذين يعيش أقاربهم في الخارج.
قال دينيس أوكونا مدير إذاعة رينبو: "بدأنا بتركيب جهاز إرسال جديد وتحسين الهوائيات بغية توسيع نطاق التغطية. وقد ساعدنا هذا في الانتقال من تغطية دائرة نصف قطرها 70 كيلومتراً فقط إلى تغطية غرب النيل بأكمله. وسنبدأ البث عبر الإنترنت بمجرد أن تصبح الشبكة أسرع".
يبث راديو بايدا ومقره زومبو برنامج "مزيج عبر الحدود"، ويستضيف مقدم البرنامج أوميرامبي وود أنغال العديد من رواد الأعمال والمسؤولين لمناقشة اتجاهات السوق.
ويسلط المذيع الضوء أيضاً على أسعار السلع، والبلاغات عن تواريخ جميع فعاليات الأسواق في أوغندا والكونغو، وكذلك أسعار صرف العملات.
كما يروج البرنامج للأعمال بين أوغندا والكونغو وجنوب السودان. يقول أوميرامبي: "نشرات أسعار الصرف مفيدة جداً لمستمعينا. والسبب هو أن أسواق العملات لدينا غير منظمة بشكل كامل، ويأتي كثير من الناس عبر الحدود لصرف العملات. وهذا هو أحد أسباب إطلاق هذا البرنامج."
وتقوم الكونغو أيضاً بتوسيع التغطية الإذاعية، فقد وسعت محطات مثل "لا كولومب إف إم" (الحمامة) و "ندريلي إفم إم" نطاق تغطيتها لتصل أوغندا وهي تبث باللغات الأوغندية أيضاً.
ولقد نجحت نوادي مشجعي قرة القدم في غرب النيل في دمج المجتمعات الثلاث. حيث تنظم محطات الإذاعة مباريات بين نوادي المشجعين. ويجتمع محبو الإذاعة والسكان المحليون واللاجئون في الملاعب ويهتفون تشجيعاً لفرقهم التي تتبارى في كرة القدم. كما يلتقي معجبو الإذاعة بمذيعين مشهورين.
لكن النتائج الفعلية لدمج وسائل الإعلام بين البلدان الثلاث تتمثل في أن الأوغنديين واللاجئين بدؤوا يتعاملون كإخوة. فالتزاوج بينهم شائع وقد اندمج اللاجئون في المجتمع الأوغندي.