الإعلام عبر التعاون وفي التحول
Brunnenstraße 9, 10119 Berlin, Germany
mict-international.org

مشروعاتنا الأخرى
afghanistan-today.org
niqash.org
correspondents.org
English

نفس البحيرة، لكن الصيد مختلف

توفر ووندي
تختلف تقنيات الصيد بين الجانب الأوغندي والجانب الكونغولي لبحيرة إدوارد. لتوحيد أساليب الصيد منافع لكلا الجانبين..
6.12.2018  |  غوما، جمهورية الكونغو الديمقراطية
 نفس البحيرة، لكن الصيد مختلف: طرق مختلفة للصيد في بحيرة إدوارد. (الصورة: النيلان | توفر ووندي)
نفس البحيرة، لكن الصيد مختلف: طرق مختلفة للصيد في بحيرة إدوارد. (الصورة: النيلان | توفر ووندي)

يقول باسكال ماكينجيري، أحد سكان فيتشومبي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إن جودة الأسماك في الجانب الأوغندي من بحيرة إدوارد تحظى بتقدير كبير في السوق الكونغولية. ويضيف: "هذا يفتح فرصاً هائلة لصيادي القرى المجاورة. لقد بارك الله مياه أوغندا".

ويؤكد جان دو لاكروا كامبيري موظف البرامج والمسؤول عن بحيرة إدوارد في المعهد الكونغولي لحفظ الطبيعة أن صيد السمك في الجانب الكونغولي يختلف عنه في الجانب الأوغندي. ويعتمد سكان ضفاف النهر في كسب العيش اعتماداً مباشراً على بحيرتي إدوارد وألبرت.

تعتبر الزراعات الصغيرة نشاطاً اقتصادياً رئيسياً في هذا المنطقة، لكن الصيد يبقى النشاط الأول للسكان.

وتشير التقديرات إلى أن قرابة 73 في المئة من سكان الحوض يعتمدون على صيد الأسماك لكسب قوتهم. وأكثر من 50 في لمئة من المرتبطين بهذه المهنة هم من النساء اللواتي يعملن بشكل أساسي في تجهيز الأسماك وبيعها.

ومثل ماكينجيري، يعتقد كثير من الصيادين الكونغوليين أن اختلاف طرق الصيد بين كلا الجانبين يعزى إلى حقيقة إن المياه الأوغندية أكثر ثراء. وهذا صحيح، بيد أن أسباب هذه الثروة الجلية إنسانية أكثر منها ربّانية.

يشرح كامبيري أن "صيادي السمك الكونغوليين يستخدمون شباكاً غير نظامية تقل فتحاتها عن 4.5 بوصة، وغالباً ما تتراوح فتحات شباكهم بين 3.8 و4.2 بوصة".

أما صيادو الجانب الأوغندي من البحيرة، فيحترمون القوانين ويستخدمون شباكاً لا تصطاد الأسماك الصغيرة، وهو ما يمنحها وقتاً للنمو والتكاثر، وبالتالي يزيد الثروة السمكية في المدى البعيد.

ويشير كامبيري وزملائه إلى ضرورة توحيد أنظمة صيد السمك وممارساته بين الدولتين.


الصيد الجائر

تشير دراسات تقدير الثروة السمكية إلى أن إمكانات مصائد الجانب الكونغولي تتراوح بين 14 و16 ألف طن في السنة. بيد أن سنوات العنف في المنطقة تسببت في انهيار آليات تنظيم المصائد.

ومما يفاقم أثر الصيد الجائر، قصور الأنظمة، النمو السكاني والفقر. فعدم توفر سبل عيش بديلة جعل آلاف العاطلين عن العمل من سكان ضفاف النهر يلتفتون إلى صيد السمك.

وعلى الجانب الأوغندي من البحيرة، نشأ وضع مشابه. فيمكن للمرء ملاحظة الزيادة الكبيرة في عدد صيادي السمك وقوارب الصيد في السنوات الأخيرة. ووفقاً لتقرير نشر عام 2015، ازداد عدد زوارق صيد السمك في البحيرة بين عامي 2011 و2013 من 330 إلى 729.

وللتكيف مع الوضع الحالي لندرة مخزون السمك، يتبنى الصيادون طرق صيد جديدة لزيادة الصيد.

وأكثر الطرق شيوعاً هي "سالزيو أو لوزيرا"، حيث يظل الصيادون في البحيرة لمدة تصل إلى أسبوعين يعملون ليلاً نهاراً مستخدمين معدات غير نظامية. وهو ما يفاقم مشكلة الصيد الجائر، وبالتالي استمرار تدهور جودة السمك المصطاد وكمياته.


الحل: التنسيق في العمل

الأسباب الرئيسية لاستنزاف المخزون السمكي على الجانب الكونغولي، وأكثر منه على الجانب الأوغندي، هي تدهور البيئة، وضعف تطبيق الأنظمة، وعدم توافق قوانين الصيد.

هذه المظاهر جميعها تزيد من تعقيد إدارة الموارد السمكية في الحوض. ومع ذلك توجد فرص تدعم التنمية المستدامة لمصائد الأسماك ومزارع الأحياء المائية، وتحسن سبل عيش المجتمعات المحلية.

يقول الخبراء إنه من الأهمية أن تطبق كلتا الدولتين أنظمة صارمة تسمح بالحفاظ على السمك وتضع حداً لممارسات الصيد المدمرة.

على سبيل المثال، يجب أن تتوافق شباك الصيد مع المعايير التي لا تسمح بصيد الأسماك الصغيرة. وأيضاً، يجب الحد من عدد قوارب الصيد والصيادين في اليوم الواحد. وهذا يعني عملاً أقل، وبالتالي يفرض على صناع القرار توفير أنشطة بديلة مدرة للدخل.

ويبقى توافق القوانين بين الدولتين المتجاورتين تحدياً، حيث لا توجد مؤشرات واضحة على الحدود الدولية في مياه البحيرة بين أوغندا والكونغو. وهذا مصدر رئيسي للنزاع مع مسؤولي تطبيق القانون في كلا الجانبين.

وعادة ما يتم القبض على صيادين تجاوزوا الحدود بغير قصد ومصادرة معداتهم. كما أن طرق الصيد هي أيضاً مصدر للنزاع بين الصيادين الذين يستهدفون أنواعاً مختلفة من السمك.

وأخيرا فإن عدم توحيد فترات منع الصيد بين البلدين يجعل ذهاب الصيادي الكونغوليين إلى مياه أوغندا سبباً آخر في النزاع على مناطق الصيد.

هذا التقرير يقع ضمن ملف:
لا يسقط المطر على سقف واحد فقط
جميع مواضيعنا متوفرة لإعادة النشر. نرجو الاتصال بنا عبر عنوان بريدنا الالكتروني عند إعادة نشر تقاريرنا، صورنا أو أفلامنا.